ديترويت – رغم فعاليتها في إظهار الحقائق وكشف المزاعم الكاذبة، لازالت معظم دوائر الشرطة الرئيسية في منطقة ديترويت الكبرى، محجمة عن تزويد عناصرها بالكاميرات المحمولة على الجسم لتوثيق التفاعلات مع المدنيين.
وعلى عكس الكاميرات المثبتة على سيارات الشرطة، والتي تقوم بتسجيل الأحداث من زاوية واحدة فقط، فإن كاميرات الجسم تتحرك مع عناصر الشرطة وتقوم بتصوير الأحداث كما يراها الشرطي نفسه، وقد أثبتت هذه الأداة أهميتها في العديد من الحوادث المثيرة للجدل، سواء عبر إدانة عناصر شرطة مخالفين أو في دحض الاتهامات ضدهم بسوء السلوك أو استخدام القوة غير المبررة.
وخلال السنوات القليلة الماضية لجأ عدة دوائر شرطة في ولاية ميشيغن إلى إلزام عناصرها بارتداء كاميرات الجسم أثناء الخدمة. وفي العام 2017، أصبحت شرطة ديترويت أكبر وكالة أمنية في الولاية تعتمد هذا الإجراء قبل أن تحذو حذوها دوائر شرطة أخرى، مثل شرطة مقاطعة ماكومب ومقاطعة واشطنو، فضلاً عن مدن ديربورن وليفونيا وآناربر.
لكن دوائر أخرى في منطقة ديترويت الكبرى لا تزال تقاوم مثل هذا الإجراء، لأسباب تتراوح بين حماية الخصوصية وارتفاع التكلفة.
فعلى سبيل المثال لا تزال أجهزة الشرطة في مدن وورن وستيرلنغ هايتس وسان كلير شورز بمقاطعة ماكومب، ترفض إلزام عناصرها بارتداء كاميرات الجسم.
والأمر نفسه ينطبق على شرطة ديربورن هايتس، وكذلك شرطة شريف مقاطعة وين التي يجوب عناصرها العديد من مدن المقاطعة، مثل وستلاند وإنكستر.
وفي مقاطعة أوكلاند أيضاَ، تمتنع شرطة الشريف التي تتولى الأمن في 15 مدينة وبلدة بالمقاطعة (بينها روتشستر هيلز وبونتياك)، اعتماد كاميرات الجسم. والأمر سيان بالنسبة لجهازي الشرطة في مدينتي فارمنغتون هيلز ونوفاي.
أما أكبر جهاز شرطة في ميشيغن –وهو جهاز شرطة الولاية– فلديه أقل من 150 كاميرا للجسم مخصصة لعناصر الوحدات الخاصة، علماً بأن عديد قوات الجهاز يفوق 1,600 عنصر.
وبحسب المسؤولين في شرطة الولاية، يحتاج الجهاز إلى ما بين 5 إلى 6 ملايين دولار لشراء الكاميرات وتزويد العناصر بها.
وفي تحقيق أجرته القناة المحلية السابعة، التابعة لشبكة «أي بي سي»، أعرب قادة الشرطة في عدة مدن بمنطقة ديترويت الكبرى، عن رغبتهم بتزويد عناصرهم بكاميرات الجسم خلال الفترة القادمة، أسوة بشرطة ساوثفيلد التي أعلنت مؤخراً عن خطوة مماثلة بكلفة 1.5 مليون دولار.
وقالت المحطة إن قادة الشرطة في وورن وفارمنغتون هيلز ووترفورد يأملون في وضع كاميرات على أجسام عناصرهم في غضون الأشهر القليلة المقبلة، فيما يستعد شريف مقاطعة أوكلاند، مايك بوشارد، لتطبيق برنامج تجريبي لعناصره الذين يقومون بالدوريات الميدانية في مدينة بونتياك.
Leave a Reply