ديربورن – خاص “صدى الوطن”
على الرغم من مرور بعض الوقت على الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي (الثلاثاء قبل الماضي)، إلا أن الأخبار المؤلمة ما تزال تتواصل وتنبئ عن حالات مفجعة وأوضاع صعبة يعاني منها عشرات الآلاف من الهايتيين الذين تركتهم الكارثة الطبيعية الأسوأ منذ قرن في مهب الريح والمرض والجوع وقلة الحيلة.
وتزداد الأوضاع سوءاً في ظل انتشار الفوضى وعمليات النهب التي يتخذ منها البعض ذريعة لتأجيل توزيع المواد الأولية من غذاء ودواء بحجة فرض الأمن أولاً، وفي الوقت نفسه ما يزال الكثير من الجثث راقدة تحت الركام ولم يتم انتشالها بعد، حيث تتوارد الكثير من الأنباء عن العثور عن أحياء أو مصابين وهم في الرمق الأخير.
ومن جهة أخرى، ما تزال تتواصل المساعدات الإنسانية من شتى أنحاء العالم لمساعدة المنكوبين وإعانتهم على تجاوز هذه المحنة.
وقد عمد الكثير من الدول العربية إلى إرسال مساعدات لإغاثة ضحايا الزلزال الذين يناهز عددهم حوالي المليون والنصف مليون مشرد، إضافة إلى المصابين والجرحى والمفقودين. وقد قامت الدول العربية (الأردن ولبنان والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وقطر والمغرب) بإرسال مساعدات عاجلة متنوعة، حيث قامت كل من الكويت والبحرين والمغرب بالتبرع بمليون دولار، وذلك من خلال بعض المؤسسات الإنسانية العاملة في هذه الدول، مثل منظمة الإغاثة الإسلامية الإنسانية، وجمعيات الصليب الأحمر فيها.
وقامت الأردن بإرسال طائرة من قوى الجو الملكية وعلى متنها ستة أطنان من الغذاء والدواء والثياب، إضافة إلى مسشفى ميداني (متحرك). أما لبنان فقد قام بإرسال بعثات طبية وإعلامية إضافة إلى 35 طنا من مواد الإغاثة، فيما أرسلت قطر فريق إنقاذ مؤلفا من 26 شخصاً إضافة إلى 50 طناً من مواد الإغاثة، كما كان لدولة الإمارات دور فاعل في عمليات الإغاثة (50 طنا من مواد الإغاثة من مؤسسة خليفة بن زايد الخيرية) على الرغم من الأزمة المالية التي تمر بها.
المنظمات الخيرية العربية والاسلامية
في الولايات المتحدة تلبي نداء المساعدة
وعلى الصعيد العربي الأميركي تصدرت كل من منظمة الإغاثة الإسلامية –فرع أميركا ومقرها فيرجينيا، ومنظمة الحياة للإغاثة والتنمية (لايف) وذلك بالشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية في دبي، جهود المنظمات الخيرية الاسلامية في أميركا.
وأعلنت منظمة الاغاثة الاسلامية عن تبرعها بمبلغ 1 مليون دولار بالتعاون مع كنيسة يسوع المسيح للقديسين للمساعدة في إيصال المؤن لكنها عادت ورفعت الهبات الى ما يزيد 2.5 مليون دولار على ضوء ارتفاع متطلبات الاغاثة لمنكوبي زلزال هايتي.
وتمثلت الدفعة الأولى من المساعدات التي قدمتها مؤسسة الحياة للاغاثة (لايف) مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بارسال ما قيمته 1.25 مليون دولار من الغذاء والدواء والمواد الطبية والألبسة والمؤن الطارئة الأخرى الى هايتي، بصحبة فريق من مؤسسة الاغاثة في فرع مدينة ساوثفيلد للاشراف على عمليات التوزيع.
وصرح محمد العمر مدير البرامج في مؤسسة الحياة للاغاثة والتنمية (لايف) “بأن جزءا من شركة منظمتنا ينص على مساعدة الفقراء حول العالم بصرف النظر عن العرق أو الدين فهذا في صلب رسالتنا، وكوننا منظمة خيرية منطلقها ايماني فان الدين هو جزء مهم منها”. وعبر العمري عن أمله بأن “نكون قادرين على ارسال مساعدة اضافية في المرحلة الثانية داعيا الخيرين الى تقديم ما يمكنهم في هذه الظروف العصيبة”.
من جهتها، تنوي مؤسسة الزكاة في ولاية الينوي ارسال مبلغ 50 ألف دولار مع 50 متطوعا فيما انشغلت بعض المساجد مثل دار الحكمة الاسلامية في مدينة ديربورن هايتس والمركز الاسلامي في أميركا في جمع تبرعات لضحايا الزلزال.
كذلك شاركت منظمات عربية مسيحية بتقديم معونات متنوعة حيث قامت بعض الكنائس المحلية بجمع التبرعات لصالح منظمة خدمات الاغاثة المسيحية التي تعمل على جمع 25 مليون دولار اضافة الى منظمات خيرية ارثوذكسية مسيحية وارثوذكسية عالمية أعلنت عن تقديم 75 ألف دولار.
هبة فلسطينية مميزة
على أن الاسهام الجدير بالتنويه جاء من منظمة الصليب الأحمر الفلسطيني، ومن مواطنين من قطاع غزة والأراضي المحتلة والضفة الغربية وفق ما نقلت وكالة معان للأنباء وصحيفة هآرتس الإسرائيلية، فرغم معاناتهم جراء العدوان العدوان الاسرائيلي العام الماصي، فقد بادر الفلسطينيون في قطاع غزة الى جمع مساعدات عينية ومالية لارسالها الى منكوبي وضحايا الزلزال.
وقال جمال الخضري رئيس لجنة كسر الحصار لصحيفة “هآرتس” “إن الناس قد يندهشون من قدرتنا على جمع التبرعات من أنباء شعبنا في قطاع غزة ونحن نقول لهم ان هذه حملة انسانية وشعبنا محب للحياة والسلام”.
وأضاف “نحن نتعاطف مع ضحايا الزلزال لأننا تعرضنا إلى “زلزال” خلال الحرب الاسرائيلية على غزة”.
Leave a Reply