الرياض – وافق قادة دول مجلس التعاون الخليجي، على اقتراح خادم الحرمين الشريفين، التحول من مرحلة “التعاون” إلى مرحلة “الاتحاد”، وجرى قبل قليل إعلان تبني مبادرة العاهل السعودي، على أن تشكل هيئة متخصصة تتكون من ثلاثة أعضاء من كل دوله من الدول الخليجية. وضرب القادة عبر قمتهم الثانية والثلاثين، التي أعلن رئيسها الملك عبد الله بن عبد العزيز، نهاية أعمالها، موعدا حدد في آذار (مارس) 2012، لترفع الهيئة تقريرها عن شكل تنفيذ هذه التوصية، إلى المجلس الوزاري، وعلى أن يتم تسمية أعضائها بحد أقصى 12 شباط (فبراير) المقبل.
وكان الملك السعودي قد أطلق في افتتاح القمة الخليجية في الرياض، موقفين ملتبسين، الاول هو التحذير من ان منطقة الخليج العربي مستهدفة في أمنها واستقرارها، من دون أن يوضح ما اذا كان هذا الاستهداف يأتي من الداخل أو الخارج، والثاني هو اقتراح الانتقال من صيغة مجلس التعاون الى “الاتحاد في كيان واحد” يضم الدول الست الاعضاء، من دون أن يوضح شكل هذا الكيان وما اذا يعني التحول من الكونفدرالية الى الفيدرالية الخليجية، ومن دون أن يشير الى موقع مملكتي الاردن والمغرب اللتين سبق ان دعاهما للانضمام الى مجلس التعاون.
وقال الملك السعودي في افتتاح القمة العادية لدول مجلس التعاون الخليجي التي اختتمت الثلاثاء الماضي، “نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة، وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة. ولا شك بأنكم جميعاً تعلمون بأننا مستهدفون في أمننا واستقرارنا، لذلك علينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه ديننا وأوطاننا”.
وأكد مسؤول سعودي أن فكرة الانتقال من بنية مجلس التعاون إلى نوع من الكونفدرالية، نوقشت في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة، واعتبر أنها “فكرة للمستقبل”. وقال الصحافي المقرب من العائلة المالكة جمال خاشقجي “إن ذلك ممكن. كل دولة لديها نظام مختلف، وسيتطلب ذلك إرادة سياسية”.
وبحث القادة الستة شؤون السوق الخليجية المشتركة وخصوصا الاتحاد الجمركي والاتحاد النقدي في ظل استمرار تعثرهما. وطغت على أعمال القمة، الاضطرابات في الدول المحيطة والمخاوف من ازدياد النفوذ الايراني، وخصوصا في ظل الانسحاب الاميركي من العراق. وكان الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله قد صرح بأن القمة ستتطرق الى “كثير من الاوضاع الراهنة التي تفرض نفسها، كالعلاقات مع ايران والاوضاع في اليمن وسوريا”. والقمة هي الـ٣٢ للتكتل الذي تأسس في أيار (مايو) 1981 في خضم الحرب بين ايران والعراق، ويحضرها جميع قادة دول الخليج باستثناء الرئيس الاماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
الناتج القومي ألف مليار دولار
وفي سياق آخر، أعلنت الأمانة العامة في مجلس التعاون الخليجي، عشية القمة، أن الناتج القومي للدول الست يتجاوز مبلغ تريليون دولار العام 2010.
وقال تقرير لإدارة الإحصاء في الأمانة العامة إن “السوق الخليجية المشتركة آخذة في التمدد واحتلال موقعها بارتكازها على قاعدة سكانية بحجم 45 مليون نسمة، وناتج قومي تجاوز التريليون دولار العام 2010، وتجارة خارجية اقتربت من 900 مليار دولار في العام ذاته”.
Leave a Reply