ديترويت – خاص “صدى الوطن”
اضحت ديترويت واحدة من البؤر الجديدة التي يؤمها منفذو عمليات الاحتيال على “ميديكير”، بعدما وضعت لهم السلطات الفدرالية حدا في ميامي. اصبح هؤلاء يشغلون اشخاصا لاستقطاب فقراء من الشوارع ومراكز الايواء ومطاعم الوجبات المجانية في المدينة، ليتم شحنهم بحافلات صغيرة الى عيادات تمارس هذا النوع من الاحتيال، في مقابل اعطاء الواحد منهم 50 دولار او اكثر حيث يتم تدوين بيانات “ميديكير” الخاصة بهم، تمهيدا لفبركة فواتير ومطالبة الجهات الحكومية المسؤولة بدفعها، عن زيارات وهمية وعناية صحية لم يتلقاها أحد.
تقول السلطات ان مطالبات مزيفة من هذا النوع وصلت قيمتها الى 120 مليون دولار في ديترويت، وان ما جعل من هذه المدينة مكانا ملائما لهذا النوع من الاحتيال هو معدلات البطالة العالية فيها. وقد تضمنت اماكن العمل المستجوبة عيادات العلاج الطبيعي ومؤسسات العناية الصحية المنزلية ومجهزي المعدات الطبية اضافة الى عيادات معالجة القدم والكاحل.
وقال محامون ان المسألة تستوجب مزيدا من التنظيم والملاحقة القضائية للحد من هذه الظاهرة. ومن هؤلاء المحامي ديفيد هارون من تروي المتخصص بقضايا الاحتيال على “ميديكيد” و”ميدكير”، مشيرا الى سهولة الاحتيال من قبل المؤسسات الطبية.
وكانت ديترويت شهدت منذ انشاء وحدة خاصة لمكافحة الاحتيال الطبي عام 2009، اكثر من 200 مداهمة نجم عنها اعتراف 60 من المشبوهين وصدور احكام ضد ثمانية منهم. من بين هؤلاء شقيقتان كانتا تعملان في عيادة في ديربورن هما كلارا وكاريداد غيلارتي، وهما على رأس قائمة المطلوبين في عمليات الاحتيال الطبية للحكومة الفدرالية، حيث تم اغلاق عيادتهما، وبرغم ذلك لازال البعض يأتي الى هذه العيادة.
قدّر مسؤولون فدراليون نسبة الاموال المهدورة في عمليات الاحتيال الطبي والفساد في العام 2012 بـ3-10 بالمئة من مجمل 3,3 تريليون دولار تنفق على العناية الصحية، ما يؤكد ان مكافحة الاحتيال ستمكن برنامج “ميديكير” من الاستمرار في تقديم الخدمات للاجيال المقبلة وتوفير مبالغ لانفاقها على تطوير هذا النظام الصحي.
ومن جهتها، صرحت وزيرة الصحة الاميركية كاثلين سبيليوس لصحيفة “ديترويت فري برس” بأن مكافحة الاحتيال الطبي في ديترويت وثماني مدن اخرى في الولايات المتحدة، كان لها اثر حقيقي. وقالت “لم نعد ننتظر حتى ينفذ المجرمون جرائمهم، اصبحنا نعمل سويا لتحديد الاشخاص السيئين مبكرا ومتابعة مشاريعهم الاحتيالية وتوجيه الضربات لهم”.
الى ذلك قال طوم سبوكايسكس وهو مساعد مدير المفتش العام في مكتب ديترويت، التابع لوزارة الصحة الاميركية أنه مع تضييق الخناق على مقدمي الخدمات الصحية في ميامي، نقل هؤلاء عملياتهم الى مدن اخرى ومنها ديترويت، حيث توجد اعداد كبيرة من الفقراء والمسنين والمرضى خاصة المصابين بالايدز والامراض المزمنة، “فهذه تشكل لهم “بيئة ملائمة” لممارسة الاحتيال”.
وكان سبوكايسكس واخرون ساعدوا في القاء القبض على حوالي 120 من المحتالين منذ ايار (مايو) 2009، وهو التاريخ الذي اقامت فيه وحدة مكافحة الاحتيال الطبي مكتبا في ديترويت، وقد اعترف 60 من هؤلاء الشهر الماضي بجرائمهم، ثمانية منهم صدرت بحقهم احكام قضائية، متوسط احكامهم السجن 41 شهرا وآخرون حكم عليهم بالسجن 10 سنوات.
وقالت المدعي العام الاميركي في شرق ميشيغن باربرا ماكويد “نود التأكيد لمقدمي الخدمات الصحية باننا نرقب سجلات فواتيرهم وسنجلب المشبوهين للعدالة، وقضاتنا حازمون في هذا النوع من القضايا”.
Leave a Reply