يقول المسؤولون المنتخبون ودعاة الهجرة المحليون أنه إذا أرادت مدينة ديترويت أنْ تعكس عملية النزوح البشري السكاني فـيها، عليها أنْ تفتح أبوابها بشكل أوسع للمهاجرين وتشجع الموجودين هنا بالفعل للخروج من الخفاء والمشاركة فـي الاقتصاد المحلي.
كما ان الخروج الوشيك لديترويت من الإفلاس يمكن أن يكون فرصة لإرسال رسالة للجميع من المدينة بأنها المكان الأمثل الذي يرحب بالمهاجرين لشراء العقارات وإنشاء شركات خاصة والاندماج فـي مجتمع المدينة.
«مجنسون أميركيون جدد يؤدون اليمين أثناء حفل منحهم الجنسية في مركز «ديترويت لخدمات التجنس |
وقال هيغ أوشاغان، وهو أستاذ فـي جامعة «وين ستيت» والمنسق العام لمجموعة «نيو ميشيغن ميديا» التي تضم باقة متنوعة من الصحف العرقية من بينها صحيفة «صدى الوطن» الى جانب صحف أخرى مثل «ديترويت جويش نيوز» وصحيفة «لاتينو نيوز» و«الاسيوية الكورية الأسبوعية» انه «فـي الوقت الذي تطوي فـيه منطقتنا صفحة الإفلاس، فإن أحد عناصر الغنى الذي تتمتع به المنطقة هي مجتمع المهاجرين الموجود، هذا المجتمع الذي يمكن إضافته»، وأردف «أنها لحظة حاسمة».
مجلس بلدية ديترويت، من خلال جهود عضوة المجلس راكيل لوبيز كاستانيدا والعضو الآخر اندريه سبيفـي، أطلق لجنة عمل الهجرة «تاسك فورس» فـي آذار (مارس) الماضي للترحيب بالمهاجرين فـي ديترويت. وتركز اللجنة المؤلفة من ٣٠ عضواً على مجموعة متنوعة
من القضايا، من مساعدة المهاجرين فـي التغلب على حواجز اللغة فـي مبنى البلدية، إلى التعليم والتنمية الاقتصادية. وتنعم ديترويت بجالية كبيرة من المهاجرين اللاتينيين، جنباً إلى جنب مع مجموعات من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. هناك مدينة البنغاليين فـي الجانب الشرقي من المدينة وجنوب غرب ديترويت هي موطن لكثير من سكان المدينة اللاتينيين.
ولكن تظهِر إحصاءات ديترويت أنها تتخلف عن المدن الرئيسية الأخرى من حيث عدد السكان المهاجرين. وعلى الرغم من أن ديترويت كانت المدينة رقم ١٨ الأكثر اكتظاظاً بالسكان المهاجرين فـي عام ٢٠١٢ بوجود ٧٠١٤٧٥ نسمة وفقاً لمكتب الإحصاء الأميركي، إلا أنها أصبحت فـي المرتبة ١٣٥ بوجود عدد السكان المهاجرين البالغ عددهم ٣٥٠٧٦ نسمة فقط. ولا توجد مدينة أخرى فـي لائحة ١٨ مدن الأكثر اكتظاظاً بالمهاجرين مرتبة أفضل ٥٠ مدينة من حيث عدد السكان المهاجرين. (توضح الإحصاءات الأميركية الأخيرة أن عدد سكان ديترويت أقل من ٦٩٠ ألف شخص). زيادة السكان المهاجرين فـي ديترويت أمر أساسي لاستراتيجية حاكم الولاية الجمهوري ريك سنايدر الشاملة من أجل تعزيز اقتصاد ولاية ميشيغن، من خلال جذب المهاجرين إلى الولاية. وكان سنايدر قد وضع هدفاً نصب عينيه فـي وقت سابق من هذا العام لجذب ما لا يقل عن ٥٠٠٠٠ من المهاجرين الجدد ليعيشوا ويعملوا فـي ديترويت خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقال المتحدث باسم رئيس بلدية ديترويت مايك داغن، جون روتش، إنه ملتزم أيضاً بجعل ديترويت أكثر ترحيباً للناس من جميع الخلفـيات والأعراق، مضيفاً أن داغن عمل مع فريق «تاسك فورس» لجعل حكومة المدينة فـي متناول أولئك الذين لا يتكلمون اللغة الإنكليزية بطلاقة.
وقال ستيف توبوكمان، وهو نائب سابق والمدير الحالي لمنظمة «غلوبال ديترويت» ان باقي مدن الغرب الأوسط الأخرى التي اوقفت انخفاض عدد السكان، مثل فـيلادلفـيا وشيكاغو، اعتمدت جميعها على تزايد السكان المهاجرين اليها. وأردف «وتمثل الهجرة، أهم وأقوى استراتيجية لاستقرار السكان فـي مدينة ديترويت. الهجرة هي حجر الزاوية فـي عكس اتجاهات (النزف السكاني)، أو على الأقل وقف الخسارة الصافـية».
واستطرد «من الأهمية الفائقة لديترويت الاحتفاظ بالمهاجرين الذين يأتون إلى هنا للعيش. فـي السنوات الماضية، غادر الكثير جداً من الذين جاءوا الى ديترويت لأجزاء أخرى من المنطقة. الطريقة الوحيدة لتشجيع المهاجرين على إنشاء جذور هنا هو تأكيد القدرة على تحمل تكاليف شراء العقارات أو بدء عمل تجاري فـي ديترويت».
وتابع توبوكمان الذي يشارك فـي فريق «تاسك فورس» للهجرة فـي ديترويت ان اللجنة تبعث برسالة ترحيب وتظهر أن قادة المدينة المنتخبة يدعمون الجاليات المهاجرة.
وقالت كاستانيدا لوبيز، أول عضوة لاتينية تخدم فـي المجلس البلدي لديترويت، إن «تاسك فورس» تعمل على إنشاء مكتب لتوفـير معلومات عن خدمات المدينة. وتابعت «وغالباً ما ترد قضايا الهجرة فـي ديترويت كقضايا تخص اللاتين، لكن «تاسك فورس» ساعدت على ان تبين أن مختلف الجماعات المهاجرة تواجه تحديات مماثلة». وقال أدونيس فلوريس، وهو من سكان ديترويت ومتطوع فـي منظمة «ميشيغن المتحدة» ان مرسوم الهجرة للرئيس باراك أوباما الأخير فـي الشهر الماضي يمكن أن يمنع الترحيل بالنسبة للملايين من الناس الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني ويمكن أن يؤدي لبقاء بعض العائلات فـي ديترويت، كانت تفكر بالمغادرة بدافع الخوف. وختم بالقول «بالتأكيد لم يعد من الضروري أن تبقى هذه الأسر خائفة من الترحيل».
Leave a Reply