بمبادرة من منظمة HEAL Palestine غير الربحية .. وبحضور رئيس بلدية ديربورن
ديترويت
في إطار جهود منظمة HEAL Palestine «شفاء فلسطين» التي تأسست مطلع العام 2024 استجابةً لأهوال الحرب الإسرائيلية على غزة، وصل إلى مطار ديترويت الدولي، يوم الأحد الماضي، أربعة أطفال فلسطينيين ممن فقدوا أطرافهم خلال العدوان، بهدف معالجتهم ومساعدتهم على بناء حياة جديدة في الولايات المتحدة.
وكان في استقبال الأطفال الأربعة –وحيد ومحمد ولانا وساهر– حشدٌ كبير من أبناء المجتمع العربي الأميركي الذين انتظروا قدومهم على متن الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرانس»، للترحيب بهم في مطار ديترويت. وكان من على رأس المستقبلين رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود، وعدد من مسؤولي وأعضاء منظمة HEAL Palestine غير الربحية.
ووفقاً للمنظمة، يقوم «برنامج الشفاء العالمي» بتوفير الرعاية الطبية والأطراف الاصطناعية والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الأربعة أثناء رحلة تعافيهم من صدمات الحرب.
ومن بين الأطفال الذين وصولوا إلى منطقة ديترويت، محمد (14 عاماً)، الذي فقد والديه وشقيقته وشقيقه بقصف إسرائيلي استهدف منزل عائلته صباح 14 آب (أغسطس) 2024، ما تسبب أيضاً في بتر ساقه وتضرر قدمه الأخرى. ومحمد هو اليتيم الوحيد ضمن أطفال المجموعة الذين رافقهم بعض ذويهم إلى ديترويت.
كما فقدت لانا (11 عاماً)، التي وصلت إلى مطار ديترويت برفقة والدتها، ساقها اليمنى في غارة إسرائيلية استهدفت محيط منزل عمها في خان يونس يوم 31 أغسطس 2024. أما ساهر (6 سنوات) فقد أصيب بجروح خطيرة عندما قُصف منزله في 22 تموز (يوليو) 2024، مما أسفر عن مقتل شقيقه الصغير. وفقد ساهر ساقه اليمنى وتعرض لإصابات أخرى، جنباً إلى جنب مع والديه وإخوته. وأما الطفل الرابع، وحيد، البالغ من العمر 12 عاماً، فقد فقد نصف ذراعه وساقه وعينه في قصف إسرائيلي أيضاً.
وجاء وصول الأطفال الفلسطينيين الأربعة إلى ديترويت، بعد يوم واحد من وصول عدد مماثل من أطفال غزة مبتوري الأطراف إلى مطار «أوهير» في شيكاغو، حيث كان في استقبال «سدرة وآدم ويزن ومحمد» –أيضاً– عدد كبير من أبناء الجالية العربية.
وأشارت HEAL Palestine إلى أن لحظات الترحيب بالأطفال كانت مؤثرة للغاية، حيث يعاني الأطفال من صدمات نفسية هائلة جراء الإصابات والأهوال التي تعرضوا لها، بينما جاءوا في هذه الرحلة وكلهم أمل في الشفاء والتعافي.
وأكدت المنظمة في بيان لها أن برنامج الشفاء العالمي الذي تتبناه «ليس مجرد علاج طبي، بل هو التزام بمرافقة كل طفل في مواجهة كل تحدٍّ، نحو مستقبل زاخر بالفرص».
وقالت المنظمة: «نظراً لأن غزة أصبحت موطناً لأكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم، وهي أزمة وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث، فإن مهمتنا أصبحت اليوم أكثر إلحاحاً».
وأضافت: «من خلال هذا البرنامج، نُجلي الأطفال الذين لا يستطيعون تلقي العلاج المناسب في غزة، ونُرشدهم في كل خطوة من رحلة شفائهم: من عبور الحدود إلى مصر، إلى تلقي الرعاية في الولايات المتحدة، مروراً بإعادة التأهيل والتعافي، وصولاً إلى استعادة عافيتهم وعودتهم إلى ديارهم».
ولفت بيان المنظمة إلى أنها نجحت حتى الآن، بمساعدة أكثر من 35 طفلاً فلسطينياً في الحصول على جراحات منقذة للحياة، وأطراف صناعية، وإعادة تأهيل طويلة الأمد، موفرة لهم «ليس فقط العلاج الطبي، بل أيضاً فرصة لحياة كاملة وسعيدة».
وتأسست HEAL Palestine بتاريخ الأول من كانون الثاني (يناير) 2024، لمساعدة الأطفال الفلسطينيين على التعافي الجسدي والنفسي من العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة، وذلك من خلال نهج شامل قائم على المشاركة الشعبية.
ويرأس مجلس إدارة المنظمة، خبير التكنولوجيا الفلسطيني الأميركي نسيم تفاحة من سياتل، ونائبته تانيا ناصر وهي ناشطة فلسطينية أميركية في لوس أنجليس، شاركت في تأسيس HEAL Palestine مع كل من الدكتورة زينة سلمان (أوهايو) وستيف سوزيبي الذي يشغل أيضاً منصب المدير التنفيذي للمنظمة.
وكان سوزيبي –وهو صحافي أميركي سابق مقيم في أوهايو– قد أسس بالاشتراك مع الدكتور موسى ناصر وزوجته الدكتورة سهيلة ناصر (والدا تانيا ناصر)، «صندوق إغاثة أطفال فلسطين» PCRF في مطلع تسعينيات القرن الماضي، والذي ساهم في تمويل سفر وعلاج الأطفال الفلسطينيين في ولاية أوهايو.
وحضر مسؤولو HEAL Palestine، استقبال الأطفال الفلسطينيين الأربعة في مطار ديترويت بمن فيهم سوزيبي الذي حرص على مصافحة رئيس بلدية ديربورن وشكره على دعم جهود المنظمة.
بدوره، قال حمود إن قضية الشعب الفلسطيني تحظى باهتمام بالغ من مجتمع ديربورن وعموم منطقة جنوب شرقي ميشيغن، مؤكداً حماسته لاستقبال الأطفال الفلسطينيين ومساعدتهم على نيل حقهم في العيش الكريم كبقية أطفال العالم.
وتميز رئيس بلدية ديربورن بتضامنه مع الشعب الفلسطيني منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة في خريف العام 2023، بما في ذلك انضمامه إلى حملة التصويت بغير ملتزم في انتخابات العام الماضي التي أسفرت عن إقصاء الرئيس الأميركي السابق ونائبته كامالا هاريس من البيت الأبيض.
وفي مطار ديترويت، كرر حمود دعوته إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية في غزة، مجدداً مطالبته بإنهاء الإبادة والمذبحة بحق أهالي غزة.
لمزيد من المعلومات حول HEAL Palestine أو للتبرع لصالحها يمكت زيارة موقع المنظمة على الإنترنت عبر العنوان التالي: www.healpalestine.org
Leave a Reply