مؤشر جديد على التحسن فـي ديترويت حملته عطلة عيد الهالوين، حيث شهدت أحياء المدينة هذا العام أدنى عدد من الحرائق المفتعلة منذ بداية ظاهرة «ليلة الشياطين» فـي ثمانينات القرن الماضي.
وطوال العقود اللاحقة كانت حرائق ديترويت المفتعلة المرتبطة بعيد الهلوين تشغل طواقم الإطفاء فـي المدينة، وقد بلغت ذروتها فـي العام 1984 حين نشب 811 حريقاً، بينما وصل العدد هذه السنة الى 52 فقط.
وقال رئيس البلدية مايك داغن الذي شارك فـي حملة «ليلة الملائكة» لمراقبة الأحياء، إن «الرابحون» فـي عطلة نهاية الأسبوع هم سكان ديترويت بعدما تم تسجيل رقم قياسي فـي انخفاض عدد الحرائق بمناسبة الهالوين.
وقال بيان صدر عن مكتب داغن إن عناصر الإطفاء إستجابوا خلال أيام الحملة الثلاثة (من الخميس ولغاية السبت الماضي) 52 حريقاً، مقارنة بـ97 فـي السنة الماضية.
وأرجع داغن ومسؤولون فـي ديترويت الفضل فـي تراجع عدد الحرائق، الى الجهود التي بذلها المتطوعون فـي حملة «ليلة الملائكة» حيث جاب الآلاف منهم شوارع المدينة خلال الليالي الثلاث لمراقبة الأحياء. كما ساهمت إزالة آلاف المنازل المهجورة من المدينة فـي الحد من الحرائق المفتعلة.
وشارك قائد شرطة ديترويت جيمس كريغ، وقائد الإطفائية أريك جونز، وعضوة المجلس البلدي جاني جونز، داغن فـي مؤتمر صحفـي عقد فـي مقر دائرة الشرطة للإعلان عن هذا الإنجاز. كما حضر المؤتمر مدراء الأحياء فـي البلدية الى جانب رجل الأعمال جيم ثراور وهو صاحب فرع لمطعم «ماكدونالدز» وقد ساهم بدفع 10 آلاف دولار لشراء القبعات والقمصان للمتطوعين فـي «ليلة الملائكة» كما قام بتزويدهم بالوجبات الساخنة أثناء قيامهم بالعمل.
وقالت الشرطة إن 23 حريقاً تم تصنيفها كـ«حرائق مفتعلة»، وقد تم القبض على إثنين من المشبوهين.
ويأتي التراجع الحاد فـي الحرائق متواكباً مع تحديث التجهيزات والمعدات فـي دائرة الإطفاء وتحسين سرعة الإستجابة لنداءات الطوارىء. وأشارت صحيفة «ديترويت فري برس» الى أن الزمن الذي كانت فـيه ديترويت تبدو فـي الأفق وكأنها تحترق من أقصاها الى أقصاها فـي أيام عيد الهلوين قد ولّت.
وأضافت الصحيفة أن العام 1983 كان العام الذي إنطلقت فـيه ظاهرة افتعال الحرائق فـي ليلة الهالوين، ففـي أحد أيام ذلك العام تلقت إطفائية ديترويت عدداً هائلاً من نداءات الاستغاثة من الحرائق ما جعل الدائرة عاجزة عن الإستجابة لمئات النداءات الواردة لها من كافة أنحاء المدينة، ما اضطر السكان لمحاولة إخماد النيران بإستخدام خراطيم المياه فـي الحدائق، وتدخل دوائر الإطفاء فـي المدن المجاورة، ولكن عاماً بعد آخر أصبح الأمر اعتيادياً بالنسبة لأحياء المدينة المهجورة.
ففـي السنة التالية -1984- توافدت الى المدينة طواقم المحطات التلفزيونية الوطنية لتغطية أحداث «ليلة الشياطين» التي سجلت فـي ذلك العام رقماً قياسياً.
وفـي العام 1990 دفعت موجة الحرائق كاتباً من بونتياك إسمه زيف شافـيتز لتأليف كتاب عن إنحدار مدينة السيارات بعنوان «ليلة الشياطين: وحكايات حقيقية أخرى من ديترويت».
وبحسب بيانات مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) احتلت ديترويت المركز الثالث فـي عدد الحرائق خلال عطلة الهالوين، خلف لوس أنجليس وهيوستن وفق آخر الإحصاءات المتوفرة للعام 2013.
وتساءلت صحيفة ديترويت «هل كانت نهاية الأسبوع الماضي نهاية لحقبة التداعي فـي ديترويت»؟ وهو سؤال لم يرغب المتحدث بإسم مكتب داغن الإجابة عليه، وإنما قال «هذه إشارة الى مدى التقدم الذي أحرزناه فـي المدينة».
Leave a Reply