ديترويت – افتتحت ديترويت –الأربعاء الماضي– أول طريق شاحن للسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، حيث أصبح بإمكان السائقين ملء بطاريات مركباتهم بمجرد المرور على مسافة ربع ميل من الشارع 14 ، بالقرب من محطة قطارات «ميشيغن سنترال» التي يجري العمل على تحويلها إلى مقر تكنولوجي لشركة «فورد».
ويتميز الشارع الذي يراد له أن يشكل نموذجاً للطرق المستقبلية في الولايات المتحدة بوجود لفائف معدنية تحت الإسفلت مما يسمح بشحن البطاريات لاسلكياً دون الحاجة إلى التوقف. ويعتبر هذا المشروع بمثابة خطوة تمهيدية للبدء بتزويد شارع ميشيغن أفنيو بالتكنولوجيا ذاتها في العام 2024، وذلك لمسافة تمتد لميل كامل.
ويأتي تطوير الشارع 14 (بين تقاطعي مارانتيت ودالزيل) في إطار خطط طموحة لتحويل المنطقة المحيطة بشارع ميشيغن أفنيو في حي «كوركتاون» بغرب ديترويت إلى مركز ابتكاري لتطوير مستقبل النقل، ومن ضمنه مقر «فورد» التكنولوجي الجديد الذي من المتوقع افتتاحه في وقت لاحق من العام المقبل.
وقال نائب رئيس بلدية ديترويت، تود بتيسون: «لو كان الأمر سهلاً، لكان قد أُنجز سابقاً»، مؤكداً أن ديترويت تطمح إلى المنافسة مع بقية العالم لمواكبة نمو قطاع السيارات الكهربائية. وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده داخل مبنى «ميشيغن سنترال»: «أريد من الجميع أن يأخذوا وقتاً لاستيعاب أهمية هذه اللحظة: إنها بداية المستقبل».
وعقب المؤتمر الصحفي، تولّى ممثلون عن شركة Electreon الإسرائيلية المصنّعة للتكنولوجيا المستخدمة في الشارع، عرض كيفية شحن البطاريات في الوقت الفعلي.
وللدلالة على الأهمية التاريخية للمشروع، شبّه مسؤول عمليات شركة «ألكتريون» في الولايات المتحدة، ستيفان تونغور، الشارع 14، بأول ميل تم تزفيته في العالم على شارع وودورد عام 1909، مؤكداً استمرار ديترويت في دورها الريادي بتطوير صناعة السيارات.
وأكد تونغور أن الشارع 14 هو ليس إلا مجرد البداية، موضحاً أن الشركة ستبدأ بتركيب التكنولوجيا ذاتها أسفل شارع ميشيغن أفنيو. وقال: «بمناسبة الخطوة الأولى لهذا المشروع والخطوة التي ستعقبها على شارع ميشيغن أفنيو، يمكننا أن نبدأ اليوم تمهيد الطريق لمستقبل التنقل الكهربائي المستدام».
والجدير بالذكر أن هناك مكوِّنين ضروريين لتشغيل الشحن اللاسلكي: أحدهما تحت الأرض والآخر في السيارة، حيث يتطلب الأمر وجود لفائف معدنية متصلة بـ«وحدة إدارة» تحت الأرض والتي تصفها «ألكتريون» بأنها «الدماغ» الذي يمكنه توفير الطاقة للطريق.
وفي الوقت نفسه، يجب تركيب جهاز استقبال أسفل المركبة ووصله ببطارية السيارة مما يفعّل عملية الشحن تلقائياً بمجرد مرور المركبة فوق اللفائف.
وكانت ولاية ميشيغن قد بادرت إلى تمويل المشروع في العام 2021 بتوجيه من الحاكمة غريتشن ويتمر، في إطار سعيها لتوسيع نطاق شحن السيارات الكهربائية، لتشجيع المستهلكين على اقتنائها. وتم اختيار شركة «ألكتريون» في العام التالي، لخبرتها في إنجاز مشاريع مماثلة في أوروبا، علماً بأن ديترويت هي أول مدينة أميركية تستفيد من هذه التكنولوجيا.
Leave a Reply