ديترويت
في إطار مقاربة مختلفة لمعالجة آفة التشرد التي تجتاح معظم المدن الأميركية، وضعت منظمة غير ربحية، الثلاثاء الماضي، حجر الأساس لمركز طبي خاص بالمشردين ضمن مجمّع سكني–صحي متكامل في ديترويت، بكلفة 22 مليون دولار.
وقالت ليندا ليتل، الرئيسة التنفيذية لـ«منظمة خدمة الجوار» NSO، إن المركز الذي سيستغرق بناؤه نحو 18 شهراً يحتوي على عيادات طبية وصيدلية بالإضافة إلى 56 سريراً للمشرّدين المرضى، و17 سريراً «للراحة» للمشردين المتماثلين للشفاء.
ويعتبر بناء المركز الطبي بمساحة 22 ألف قدم مربع، المرحلة الثانية من «مجمع الإسكان الصحي» الذي تقيمه NSO على شارع ماك بالقرب من تقاطع غراشيت في شرق ديترويت. وتضمنت المرحلة الأولى افتتاح «شقق كلاي» التي تضم 42 وحدة سكنية من غرفة نوم واحدة لإيواء المشردين البالغين. وهي الآن مشغولة بالكامل رغم أنه لم يمض على افتتاحها أكثر من 14 شهراً.
وأشارت ليتل إلى أن الرعاية الصحية ليست متوفرة عادة للمشردين إلا عندما تصل ظروفهم إلى حالة الطوارئ، وذلك رغم أنهم معرضون لدخول المستشفى أكثر بخمس مرات من الأشخاص الآخرين.
ويعاني المشردون عموماً من مشاكل عقلية وبدنية عديدة إلى جانب الإدمان على المخدرات والكحول، مما يحول دون قدرتهم على العودة إلى الحياة الطبيعية في العمل والسكن.
وأكدت ليتل أن مشروع «مجمع الإسكان الصحي» الذي عملت NSO على بلورته منذ 15 عاماً، يقدم حلولاً لهذه المشاكل المستعصية، معربةً عن أملها في توسيع المشروع ليغطي مناطق أخرى من ديترويت.
وسيوفر المركز للمشردين –وعموم السكان– خدمات الرعاية الصحية الأولية وطب الأسنان والصحة السلوكية. كما سيقوم موظفو المنظمة بمساعدة المشردين في إعداد سيرهم الذاتية لإيجاد فرص عمل مناسبة لهم.
وخلال مشاركته في الحفل، قال مايك داغن، رئيس بلدية ديترويت التي تبرعت بخمسة ملايين دولار لصالح المشروع، إن «نموذج مكافحة التشرد في هذا البلد لا يعمل»، موضحاً بأن نظام الملاجئ المعمول به على المستوى الوطني يقوم على إيواء المشردين وحمايتهم من البرد حتى الساعة الثامنة صباحاً، قبل أن يعودوا مجدداً إلى الشوارع.
ورغم تقديره لتوفير المأوى والدفء المؤقت للمشردين، أكد داغن على أهمية تبني مقاربة مختلفة في ديترويت، مشيداً بريادة منظمة NSO في هذا المجال من خلال تقديمها لنموذج بديل يوفر «الدعم والإسكان الدائم لهؤلاء السكان المستضعفين»، وفق تعبيره.
وقال داغن: بدلاً من توفير 12 ساعة من المأوى، يوفر النموذج الجديد مساكن دائمة للمشردين، حيث يمكنهم الحصول على الرعاية الصحية والنفسية التي يحتاجونها، كما ستتوفر لهم خدمات مكافحة الإدمان والمساعدة في الحصول على وظائف تناسب قدراتهم.
وأردف داغن بأن التقارير الواردة من جميع أنحاء البلاد، تشير إلى ارتفاع كبير في أعداد المشردين، غير أن الأمر مختلف بالنسبة لديترويت التي شهدت تراجعاً ملحوظاً لهذه الآفة.
وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن عدد المشردين في ديترويت انخفض بنسبة 22 بالمئة خلال العام الماضي، متراجعاً من 10,006 أشخاص في 2019، إلى 7,811 في 2020.
وإلى جانب داغن، حضرت وضع حجر الأساس للمركز الطبي، وزيرة الصحة والخدمات الاجتماعية في ميشيغن، إليزابيث هيرتل، التي أوضحت أن عدد المشردين في الولاية يقدر بنحو 61 ألف شخص، وأن 52 بالمئة منهم من السود، رغم أن الأفارقة الأميركيين يمثلون أقل من 15 بالمئة من سكان الولاية.
Leave a Reply