ديربورن – في اجتماعه الدوري، الثلاثاء الماضي، أجّل مجلس ديربورن البلدي، البتّ بأربعة مراسيم لتنظيم زراعة وتجارة الماريوانا الطبية في المدينة، إفساحاً في المجال أمام دراسة القواعد المقترحة التي قوبلت بمعارضة من قبل ناشطين محليين.
يذكر أن بلدية ديربورن كانت قد أقرت في كانون الأول (ديسمبر) 2018، مرسوماً يمنع إقامة متاجر الماريوانا لأغراض ترفيهية ضمن حدود المدينة، لكنها لا يمكن أن تمنع إقامة متاجر الماريوانا الطبية، بحسب قانون ولاية ميشيغن، وفقاً لرئيسة المجلس البلدي، سوزان دباجة.
وبعد تلقي البلدية لأربعة طلبات بإنشاء مرافق للماريوانا الطبية في ديربورن، قرر المجلس البلدي في جلسته الأخيرة الامتناع عن تلقي المزيد من الطلبات، لمدة تسعين يوماً، إلى حين إصدار المراسيم التنظيمية للماريوانا الطبية في المدينة.
وجاء قرار المجلس البلدي في أعقاب تظاهر العشرات من أهالي ديربورن أمام مقر البلدية، الإثنين الماضي، رفضاً للقواعد المقترحة في المراسيم الأربعة.
وطالب المتظاهرون بفرض مسافة لا تقل عن ألف قدم بين متاجر الماريوانا وبينها وبين المدارس ودور العبادة، في حين أن قانون ولاية ميشيغن يحدد مسافة التباعد عند 300 قدم.
وفي السياق، أشار المحامي محمد غيث إلى أن بلديات المدن لا يمكنها تقييد زراعة وبيع النبتة الخضراء لأغراض طبية إذا لم تكن لديها لوائح تنظيمية موافقة لقانون الولاية.
وفي مقابلة مصورة عبر صفحة «صدى الوطن» على موقع «فيسبوك»: أوضح غيث أن القيود التنظيمية التي تفرضها البلديات يجب أن تكون «لأسباب معقولة» وغير متناقضة مع قانون الولاية، وإلا فإنها ستسقط في حال رفع دعاوى قضائية ضدها.
ولفت غيث إلى أن زيادة مسافة التباعد لألف قدم، ستقلص المساحات المؤهلة لزراعة وتجارة الماريوانا في ديربورن إلى حد كبير، و«في هذه الحالة، لن تتوافر المواصفات المطلوبة إلا في منطقة الـ«ساوث أند» جنوبي ديربورن، إضافة إلى منطقة وحيدة في شرق ديربورن».
المتظاهرون طالبوا أيضاً بتشديد القيود على مزارعي الماريوانا الطبية الذين يزودون عدة مرضى بالنبتة الخضراء (كيرغيفر)، زاعمين أن الكثيرين منهم يتحايلون على القانون، ويستثمرون محاصيلهم لتحقيق أرباح مالية.
وتسمح قوانين ولاية ميشيغن لأصحاب العقارات بزراعة 12 نبتة في العقار الواحد لأغراض ترفيهية، غير أن الـ«كير غيفر» يمكنه زراعة كمية تلبي ستة أفراد كحد أقصى، أي 72 نبتة.
وأكد غيث أن بعض هؤلاء المزودين يحاولون الاستفادة من الثغرات القانونية، عبر زراعة الماريوانا في عقاراتهم السكنية، لتحقيق مكاسب مادية، لافتاً إلى أن ذلك يعتبر «جريمة يعاقب عليها قانون ميشيغن».
وأوضح أن سكان ديربورن، وغالبيتهم من العرب المسلمين، «لا يفضلون –بكل تأكيد– أن تعبق أحياؤهم برائحة الحشيشة، ولكن إذا ضيّقت بلدية ديربورن الخناق على المزراعين، فلن يتمكن أحد من الزراعة، وهذا سيتسبب ببعض المشاكل».
وأعرب غيث عن تفهمه لمعارضة الكثير من العائلات العربية الأميركية لتشريع استخدام الماريوانا لأسباب ترفيهية في ولاية ميشيغن، لأسباب اجتماعية ودينية.
وقال: «في حقيقة الأمر، ليس العرب ولا المسلمون وحدهم يعارضون هذا التشريع، فهنالك الكثير من المجتمعات الأميركية، بما فيها المسيحية واليهودية تعارض ذلك، ولكن –في نهاية المطاف– الثقافة تتغير، شئنا أم أبينا».
Leave a Reply