.. وديترويت تتلقى مبلغاً مماثلاً لتأمين المشاة عند التقاطعات الخطيرة
واشنطن – تلقّت بلديتا ديترويت وديربورن، منحة فدرالية بحوالي 25 مليون دولار أميركي لكل منهما، بهدف تحسين السلامة العامة على طرقات المدينتين، وتقليل الوفيات الناجمة عن حوادث المرور، حسبما أفادت وزارة النقل الأميركية.
وسوف تستفيد مدينة ديربورن من التمويل لإعادة تصميم شارع وورن في شرق المدينة، في حين ستقوم بلدية ديترويت بتحديث 56 تقاطعاً خطيراً في مختلف أنحاء المدينة.
وبحسب وزارة النقل، سيتم تمويل هذه المنح عبر برنامج «الشوارع والطرق الآمنة للجميع» المشمول بقانون البنية التحتية الأميركية الذي وقعه الرئيس جو بايدن عام 2021.
وتأتي المنح المقدمة لبلديتي ديترويت وديربورن، ضمن حزمة منح فدرالية جديدة بقيمة 817 مليون دولار «لمساعدة المجتمعات الأميركية على تصميم طرقات أكثر أماناً». علماً بأن الحزمة تشمل أيضاً تخصيص نحو 15 مليون دولار لعدة مجتمعات أخرى في ولاية ميشيغن، من بينها ديربورن هايتس التي ستحصل على منحة بقيمة 400 ألف دولار تقريباً.
وقال وزير النقل بيت بوتيجدج لصحيفة «ديترويت نيوز»، إن الطلبين اللذين قدمتهما بلديتا ديترويت وديربورن، «كانا متميزين حقاً»، مشيراً إلى أهمية المشاريع المقترحة في «إنقاذ الأرواح».
شارع وورن
ستحصل ديربورن على ما يقرب من 24.9 مليون دولار لإعادة تصميم مسافة ميلين من شارع وورن في شرق المدينة، بحيث يتم تخفيض عدد الحارات من خمس إلى ثلاث فقط، وذلك بواقع حارة واحدة في كل اتجاه بالإضافة إلى حارة وسطى للانعطاف.
وبالإضافة إلى تهدئة حركة المرور، يتضمن المشروع الذي تقدمت به إدارة رئيس البلدية عبدالله حمود تحديث الشارع الحيوي عبر إنشاء مسارات للدراجات الهوائية وتركيب أعمدة إنارة LED بالإضافة إلى إنشاء مساحات خضراء عازلة للتخفيف من خطر الفيضانات.
ويشمل المشروع أيضاً تحسين مظهر الشارع والاعتراف به كحيّ تجاري موحد، وذلك من خلال تركيب لافتات خاصة وإجراء تحسينات معمارية.
والجدير بالذكر أن شارع وورن الممتد داخل مدينة ديترويت (إلى الغرب من ديربورن)، خضع لعملية «تخسيس مماثلة» حيث تم إلغاء حارة في كل اتجاه فضلاً عن توسيع الأرصفة وتركيب لافتات وإشارات ضوئية جديدة.
وأشار بوتيجدج إلى أنه «في حين أن بعض الطرق تحتاج إلى توسيع، فإن بعضها الآخر يحتاج في الواقع إلى بعض التضييق، لإبطاء حركة المرور وجعلها أكثر أماناً».
وأضاف: «ستستمر حركة المرور في التدفق، ولكن بطريقة من غير المرجح أن تؤدي إلى حوادث سير، بما في ذلك وفيات المشاة، والتي تعد مشكلة كبيرة في ديربورن».
من جانبه، قال حمود إن شارع وورن الذي يعتبر أحد أركان مدينة ديربورن، «عانى لفترة طويلة من تحديات خطيرة تتعلق بالسلامة المرورية»، مؤكداً أن الدولارات الفدرالية ستساعد البلدية على إعادة تصميم الشارع بما يعزز سلامة المرور ويحمي المشاة وراكبي الدراجات الهوائية فضلاً عن تسهيل الوصول إلى الأعمال التجارية المنتشرة على جانبي الشارع.
وقد تم تأمين المنحة من قبل نيكول هيفتي، مديرة قسم الأعمال الخيرية والمنح في البلدية، بدعم من عضوة الكونغرس الأميركي، النائبة رشيدة طليب.
وأعرب حمود عن امتنانه «للدعم الهائل الذي قدمته طليب لتأمين هذه المنحة المؤثرة»، مشيداً أيضاً بالجهود التي يبذلها محافظ مقاطعة وين، وورن أفينز، «في تنشيط هذا الطريق المهم في المقاطعة».
ورحبت النائب طليب بالإعلان الأخير الصادر عن وزارة النقل الأميركية، بالقول: «إن سلامة وحماية سكاننا أمر بالغ الأهمية»، واصفة تمويل مشروع وورن بأنه خطوة تحوّلية لحماية سلامة المشاة والسيارات».
وقالت: «أدرك جيداً سبب الحاجة الملحة إلى هذا التمويل. ففي العام الماضي، قُتل عمي عدنان العبد بشكل مأساوي على يد سائق سيارة»، مؤكدة عزمها على مواصلة التعاون مع كافة الجهات «للحفاظ على سلامة عائلاتنا».
بدوره، أثنى أفينز على المنحة التي ستجعل «طرقنا أكثر أماناً وكفاءة وأكثر توافقاً مع احتياجات مجتمعنا»، معرباً عن تطلعه إلى «التأثير الإيجابي» الذي سيحدثه تطوير شارع وورن «على حياة سكاننا والازدهار العام لمدينة ديربورن».
ديترويت
ستحصل ديترويت على 24.8 مليون دولار لتحسين السلامة وسهولة الوصول إلى محطات الحافلات العامة عند 56 تقاطعاً خطيراً في المدينة.
ويغطي التمويل التقاطعات التي تشهد معدلات مرتفعة من حوادث السير، حيث سيتم التركيز على تحسين سلامة التنقل بين وسائل النقل المختلفة عبر توسيع الأرصفة وتجهيزها لاستيعاب الكراسي المتحركة، وتحسين الإضاءة وتوقيت الإشارات المرورية، وفقاً لوزارة النقل الأميركية.
وستغطي المنحة أيضاً تحليل «الضغط المروري» لمعالجة الثغرات في شبكات راكبي الدراجات والمشاة وتحديث خطة عمل السلامة الشاملة بالمدينة.
وقال بوتيجدج: «كل هذا يضيف إلى فرصة لإنقاذ الأرواح في ديترويت، وهي مدينة لديها واحد من أعلى معدلات الوفيات الناجمة عن حوادث المرور التي نراها في جميع أنحاء البلاد».
منح أخرى
سيحصل «مجلس حكومات جنوب شرقي ميشيغن»، وهو منظمة تخطيط محلية، على 10 ملايين دولار من المنح الفدرالية لاختبار تدابير سلامة الطرقات التي تهدف إلى حماية المشاة وراكبي الدراجات، مثل إنشاء ممرات جديدة للدراجات وتوسيع الأرصفة وتركيب مطبات السرعة وتعليم مسارات المشاة عند التقاطعات، حسبما أفاد مكتب السناتور غاري بيترز.
كذلك، ستحصل مقاطعة ماكومب على منحة بقيمة 2.14 مليون دولار لتركيب برامج التحليل بواسطة الفيديو للتعرف على ما يهدد سلامة المرور عند التقاطعات الرئيسية المزودة بإشارات ضوئية.
وستشمل المنح أيضاً عدة حكومات محلية أخرى في ولاية ميشيغن، من بينها مقاطعة وين التي ستحصل على مليون دولار، بالإضافة إلى مدن ديربورن هايتس (396,700 دولار)، كانتون تاونشيب (396,800 دولار)، نوفاي (160,320 دولاراً)، بونتياك (200 ألف دولار)، ماونت كلمنز (80,320 دولاراً)، ساغينو (278,530 دولاراً)، بالإضافة إلى مدن وين ووستلاند وغاردن سيتي وإنكستر التي ستحصل مجتمعة على 192 ألف دولار لتحسين الشوارع المحلية.
وقال بيترز في بيان: «ستساعد هذه الاستثمارات الفدرالية مجتمعاتنا على اتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة مخاوف السلامة والتأكد من أن طرقنا آمنة قدر الإمكان».
وفي العام الماضي، لقي 42,795 شخصاً حتفهم على الطرقات الأميركية، وهو ما وصفه المسؤولون الحكوميون بأنه «أزمة وطنية».
غير أن التقديرات المبكرة للوفيات الناجمة عن حوادث المرور خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2023، تشير إلى تراجع بنسبة 4.5 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، وفقاً لشهادة مسؤولي «الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرقات السريعة» أمام مجلس النواب الأميركي، الأسبوع الماضي.
وقالت مديرة الوكالة آن كارلسون: «بينما نحن متفائلون بأننا نشهد أخيراً تراجعاً في الوفيات القياسية التي شوهدت خلال سنوات الوباء، فإن هذا ليس سبباً للاحتفال»، موضحة أن «ما يقدر بنحو 19,515 شخصاً لقوا حتفهم في حوادث مرورية في النصف الأول من عام 2023».
Leave a Reply