ديربورن
أكدت نتائج الانتخابات المحلية يوم الثلاثاء المنصرم، رضا سكان ديربورن عن أداء المسؤولين الحاليين في المدينة، وفي مقدمتهم رئيس البلدية عبدالله حمود الذي حقق انتصاراً كاسحاً بأكثر من 71 بالمئة من الأصوات، كما رفض الناخبون بنسبة مماثلة تقريباً مقترح تقسيم ديربورن إلى سبع دوائر انتخابية.
رضا الناخبين لم يقتصر فحسب على حمود الذي واجه حملة تحريض واسعة خلال الأسابيع الأخيرة من السباق، وإنما انسحب أيضاً على رئيس مجلس المدينة مايك سرعيني الذي تصدر سباق المجلس البلدي، مما يؤهله للبقاء على رأس مجلس المدينة لأربع سنوات قادمة.
كذلك، جدد الناخبون ثقتهم بجميع أعضاء المجلس الحاليين الذين خاضوا السباق للاحتفاظ بمقاعدهم، فيما اختاروا ديفون أورايلي ذنجل رئيس البلدية الراحل جاك أورايليذ لملء مقعد العضوة الحالية ليزلي هيريك التي استُبعدت من السباق بسبب عدم دفع مستحقات مالية مترتبة على حملتها الانتخابية.
وبذلك، سيصبح المجلس القادم خالياً تماماً من العنصر النسائي لأول مرة منذ عام ١٩٤٧، حين انتُخبت مارغريت جونسون كأول امرأة تشغل عضوية المجلس المكون من سبعة مقاعد.
أما من حيث نسبة الإقبال على التصويت في عموم مدينة ديربورن، فقد شهد الثلاثاء الماضي مشاركة جيدة نسبياً مقارنة بالدورات السابقة المخصصة لانتخاب مسؤولي البلدية والتي تقام كل أربع سنوات. فقد بلغت النسبة 34.31 بالمئة من أصل 78,482 ناخباً مسجلاً في المدينة.
فوز كاسح لحمود
كشفت النتائج النهائية غير الرسمية لانتخابات الثلاثاء الماضي عن فوز عريض لرئيس البلدية عبدالله حمود على منافسه الوحيد في السباق الذي لم يشهد جولة تمهيدية لأول مرة في تاريخ المدينة بسبب عدم وجود مرشحين آخرين، بما يعكس الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها حمود.
وحاز رئيس البلدية اللبناني الأصل على 18,531 صوتاً، مقابل 7,294 صوتاً لمنافسه ناجي المدحجي.
وفي مؤشر واضح على رضا ناخبي المدينة عن أداء حمود، تجاوز رصيد رئيس البلدية من الأصوات في الدورة الانتخابية الحالية، إجمالي ما جمعه في انتخابات ٢٠٢١ بفارق 5,496 صوتاً.
وتغلّب حمود على منافسه اليمني الأصل في جميع فئات التصويت، سواء التصويت الحضوري أو المبكر أو الغيابي.
وفي التفاصيل، حصل حمود على 2,010 أصوات خلال التصويت المبكر و5,063 صوتاً غيابياً بالإضافة إلى 11,458 خلال اليوم الانتخابي، بينما نال المدحجي 1,062 صوتاً مبكراً و2,129 صوتاً غيابياً و4,103 أصوات تم الإدلاء بها في مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء الماضي.
ومع بدء ظهور النتائج الأولية مساءً، ألقى حمود خطاب النصر في احتفال أقامته حملته الانتخابية في انادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعيب بشرق ديربورن، وسط حضور حشد كبير من مؤيديه.
وأعرب حمود، الذي حضر برفقة زوجته، عن شكره العميق لجميع المشاركين في العملية الانتخابية، خاصاً بالذكر عائلته وأصدقاءه والمتطوعين في حملته التي توّجت بإعادة انتخابه لأربع سنوات إضافية رئيساً لبلدية المدينة التي تضم زهاء 106 آلاف نسمة، وفق أحدث التقديرات.
وقال حمود، الذي كان أول عربي ومسلم ينتخب لقيادة ديربورن في عام 2021: اقبل أربع سنوات ومن خلال دعمكم صنعنا التاريخ معاً، وبعدها بـ30 يوماً رزقت بابنتي الأولى التي أدركت منذ رؤيتها للمرة الأولى بأن هناك ما هو أعمق من السياسة والخدمة العامة، ألا وهو الشعور بالمسؤولية، ليس فقط كرئيس بلدية، وإنما كأب وكابن لهذه المدينة وخادم لسكانهاب.
وأضاف اأبو مريمب: اعندما حملتها للمرة الأولى، شعرت بأنه لا يمكنني خذلانها أو خذلان أي طفل يعتبر ديربورن موطناً له، ومنذ تلك اللحظة توقفت عن التفكير بالانتخابات المقبلة وبدأت أفكر بالأجيال القادمةب.
حمود الذي حظي بدعم االلجنة العربية الأميركية للعمل السياسيب (أيباك) وصحيفة اصدى الوطنب، تطرق إلى تاريخ التحيز والعنصرية في ديربورن التي تحولت إلى امدينة موحدة ومرحبة بالجميعب، رغم حملات التحريض والتشويه التي تتعرض لها. وقال: اإن قصة ديربورن ليست مثالية، ولكنها قصة تحول، فالمدينة التي لم تكن مرحبة، إذ في إحدى المرات وعد رئيس البلدية (الراحل أورفيل) هابرد بإبقاء اديربورن نظيفةب، ولم يكن يتكلم عن شوارعنا، وإنما كان يتكلم عن إقصاء عائلات السود، وبعدها بسنوات كان هناك من يتكلم عن االمشكلة العربيةب (رئيس البلدية الراحل مايكل غايدو)، عندما كانت الأسر العربية تزرع ذمثل عائلتيذ جذورها، هناب.
وأردف قائلاً: الا يمكن تعريفنا بمن ذهبوا، وإنما بمن قرروا البقاء والبناء والإيمان بأن هذه المدينة يمكن أن تصبح أعظمب.
وشارك في الحفل عدد من المسؤولين وأعضاء المجلس البلدي الحاليين، بمن فيهم سرعيني ومصطفى حمود والقاضي سالم سلامة وقائد الشرطة عيسى شاهين وممثل ديربورن في مجلس نواب ميشيغن العباس فرحات، كما كان لافتاً حضور غاري وورنتشاك الذي خسر سباق رئاسة البلدية أمام حمود عام ٢٠٢١.
وتحدّث حمود خلال الحفل الحاشد، عن العيش المشترك بين كافة الشرائح السكانية في ديربورن احيث تتجاور فيها أبراج الكنائس مع قبب المساجد، والتي يتشارك سكانها ونشطاؤها في إحياء المناسبات الإسلامية والمسيحية بقيم مشتركةب، وتابع: اهذا ما نحن عليه اليوم، إنها ديربورن المقدسة، وإنها أميركا المقدسةب، مؤكداً لجميع العائلات العربية والبولندية والإيطالية، وغيرهم من المقيمين بغض النظر عن عقائدهم وخلفياتهم الإثنية، بأن الحلم الأميركي في ديربورن اليس خرافة أو مجرد شعار، بل حقيقة مبنية على الوحدة والكرامة وتكافؤ الفرص والعدالةب.
ولفت حمود إلى الحملات الإعلامية التي تسعى للنيل من وحدة ديربورن وعيشها المشترك، وقال: ابعض العناوين تسرد قصة مختلفة عن ديربورن، إنهم يصورون ديننا كتهديد وتنوعنا كانقسام ومدينتنا كاستثناء، لكن هذه المحاولات لن تفرقنا، فالعيش المشترك في مدينتنا ليس مجرد كلام بل هو أسلوب حياةب، مضيفاً: السنا المدينة التي يمكن تخويفها، بل المدينة التي يجب أن يحتذى بها، ولسنا مدينة الماضي، بل مدينة الوعدب.
وأوضح حمود بأن ديربورن تقدّم دليلاً لجميع الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة ولكافة المرشحين في ولاية ميشيغن ممن يسعون للفوز في الانتخابات، وقال: اديربورن تقدم إثباتاً بأن من يريد الفوز في الانتخابات يجب أن يعامل الناس بكرامة وأن يقابلهم في منازلهم ومجتمعاتهم وأن يستمع لهمومهم واحتياجاتهمب، مردفاً: انحن إثبات أيضاً بأن من يريد الفوز في ميشيغن، عليه أن يسعى إلى تحسين حياة الناس وحياة أحبائهمب.
ووعد حمود بمواصلة امسار الوحدة والبناء والترحيب بكل من يريد الانتماء لمدينتناب، وقال: اهذا هو وعد ديربورن، ووعد أميركا، من خطوط الإنتاج إلى صفوف الدراسة، من المساجد إلى الكنائس والمعابد، من الأعمال التجارية الصغيرة إلى مبنى البلدية، بأننا سنستمر بالعمل مع جميع الأطرف بغض النظر عن خلفياتهم وعمن يكونون، ونقول لهم: لديكم موطن هنا، هذا وعدنا، وهذا سيكون تراثنا ومعاً سوف نواصل كتابتهب.
وختم حمود كلمته بالقول: ااسمي هو عبدالله حسين حمود، وإنني أتشرف بخدمتكم لأربع سنوات أخرىب.
من جانبه، هنّأ المدجحي حمود بالفوز في سباق رئاسة البلدية، معرباً عن احترامه وتقديره لقرار الناخبين في المدينة، وقال: اإن الصفة الأساسية لهذا البلد العظيم تتمثل في أننا نختار قيادتنا بطريقة مسالمة وديمقراطيةب، مضيفاً: القد قال سكان ديربورن كلمتهم، وأنا احترم قرارهم، وأهنئ حمود على هذا النصرب.
سباق المجلس البلدي
أعاد المقترعون في ديربورن انتخاب أعضا مجلس المدينةء الستة الذين سعوا للاحتفاظ بمقاعدهم لأربع سنوات إضافية، وفي مقدمتهم رئيس المجلس مايك سرعيني ذالمدعوم من اأيباكب واصدى الوطنبذ الذي حلّ أول الفائزين بـ16,508 أصوات، ما يتيح له الاحتفاظ برئاسة المجلس خلال السنوات الأربع المقبلة، وفقاً لميثاق ديربورن الذي ينص على أن يتولى رئاسة المجلس العضو الحائز على أعلى عدد من أصوات الناخبين في سباق المجلس البلدي.
وجاء في المراتب الثانية والثالثة والرابعة على التوالي، الأعضاء المدعومون أيضاً من اصدى الوطنب، وهم على التوالي: كمال الصوافي بـ13,284 صوتاً، مصطفى حمود بـ12,600 صوتاً، وروبرت أبراهام بـ11,706 أصوات. وأما العضوان كين باريس وغاري إينوس فحلا في المرتبتين الخامسة والسادسة، بواقع 10,668 صوتاً للأول، و9,910 أصوات للأخير.
كما سيشهد المجلس القادم انضمام العضو الجديد ديفون أورايلي عقب حلوله سابعاً بمجموع 9,619 صوتاً ليتولى بذلك، مقعد العضوة الحالية ليزلي هيريك.
وكما سباق رئاسة البلدية، لم تعقد ديربورن جولة انتخابات تمهيدية لسباق المجلس البلدي بسبب عدم تجاوز عدد المنافسين (13) ضعف عدد المقاعد المفتوحة (7).
أما الخاسرون في السباق، فكانت أفضلهم عضوة مجلس ديربورن التربوي السابقة شارون دولماج التي حلت ثامنة بمجموع 9,160 صوتاً، تلاها المرشح مارك أندرو بـ9,113 صوتاً، ثم شادي الماوري بـ8,929 صوتاً، وعثمان الأنسي بـ8,254 صوتاً، اللذين حظيا بدعم اأيباكب واصدى الوطنب في أولى تجاربهما الانتخابية وحلا في المركزين العاشر والحادي عشر على التوالي.
وتذيل القائمة المرشحان العربيان الأميركيان مبارك أحمد بـ6,798 صوتاً، وأحمد عثمان بـ6,143 صوتاً.
سباق الكليرك
حسم الناخبون سباق الكليرك لصالح جورج ديراني الذي يشغل المنصب منذ مطلع عام 2016، والذي حصل على 13,022 صوتاً، متقدماً بفارق مريح على منافسه اليمني الأصل سامي الحدي الذي نال 10,586 صوتاً، في أول تجربة انتخابية له، علماً بأنه أيضاً كان قد حظي بدعم اأيباكب واصدى الوطنب.
الاب كبيرة لمقترح تقسيم ديربورن
صوّت المقترعون بأغلبية ساحقة ضد مقترح تعديل ميثاق ديربورن لزيادة عدد أعضاء المجلس البلدي وتغيير طريقة انتخابهم من خلال تقسيم المدينة إلى سبع دوائر انتخابية.
وقوبل االمقترح 1ب الذي دعت اأيباكب واصدى الوطنب إلى إسقاطه، برفض 17,770 ناخباً (71 بالمئة) مقابل تأييد 7,315 ناخباً فقط (29 بالمئة)، علماً بأن حملة الاستفتاء كانت قد جمعت عدد تواقيع يفوق عدد الأصوات المؤيدة.
وتوزعت الأصوات الرافضة للمقترح، كما يلي: 2,861 صوتاً مبكراً، و1,752 صوتاً غيابياً، بالإضافة إلى 14,817 صوتاً خلال يوم الاقتراع، رغم الحضور الكبير لحملة المقترح أمام مختلف أقلام الاقتراع في المدينة.






Leave a Reply