ديربورن
بينما تمضي ديربورن في مسار التعافي من آثار الفيضانات الكارثية التي ضربتها خلال الشهرين الماضيين، تتحضر المدينة التي تضم زهاء 95 ألف نسمة، نصفهم تقريباً من العرب الأميركيين، لإقامة الجولة التمهيدية من انتخاباتها البلدية يوم الثلاثاء المقبل، وسط انقسام ملحوظ بين ناخبين راضين عن أداء المسؤولين الحاليين، وآخرين ساخطين يحملونهم مسؤولية فشل شبكة الصرف الصحي وتصريف الأمطار، ما أدى إلى غرق آلاف المنازل وتكبيد السكان أضراراً جسيمة لاسيما جراء فيضانات 25 و26 حزيران (يونيو) الماضي، التي تبعتها فيضانات محدودة في 16 و24 تموز (يوليو) الجاري، أسفرت عن قطع العديد من الطرقات الرئيسية وانقطاع التيار الكهربائي عن مئات المنازل والأعمال التجارية.
وفيما أبدى البعض رضاه عن نجاح البلدية في إزالة مخلفات فيضانات يونيو الكارثية، ضمن فترة قياسية لم تتجاوز الأسبوعين، مقارنة بأعمال التنظيف التي استغرقت حوالي ثلاثة شهور عقب فيضانات العام 2014، أعرب البعض الآخر عن سخطه واستيائه من فشل البنى التحتية في الصمود أمام العواصف المطرية التي ضربت ديربورن ثلاث مرات خلال أقل من شهرين. وأثارت «عواصف الصيف» استياء شعبياً وصل إلى حد المطالبة بعدم التصويت للمسؤولين الحاليين في البلدية، ومن ضمنهم رئيسة المجلس البلدي الحالية، سوزان دباجة، الطامحة بالفوز برئاسة البلدية، وثلاثة أعضاء آخرين في المجلس البلدي يسعون إلى الاحتفاظ بمقاعدهم لأربع سنوات إضافية.
وتتميز انتخابات ديربورن البلدية هذا العام، بعدد من الاستحقاقات المفصلية، على رأسها انتخاب رئيس جديد للبلدية لأول مرة منذ العام 2007، بالإضافة إلى انتخاب ما لا يقل عن ثلاثة أعضاء جدد لعضوية المجلس البلدي المكون من سبعة مقاعد، إضافة إلى التصويت على مقترح انتخابي لمراجعة ميثاق المدينة ومقترح آخر لتمويل المكتبات العامة بضرائب الملكية العقارية.
وبحسب ميثاق ديربورن الحالي، يجري انتخاب رئيس البلدية وجميع أعضاء المجلس البلدي السبعة، إضافة إلى «الكليرك»، بشكل متزامن كل أربع سنوات.
وفي الانتخابات التمهيدية التي ستُجرى يوم الثلاثاء القادم، سيتنافس سبعة مرشحين على رئاسة البلدية و18 مرشحاً لعضوية المجلس البلدي، في حين سيخوض كليرك المدينة، جورج ديراني، الانتخابات من دون منافس.
سباق رئاسة البلدية
رئيس البلدية الحالي جاك أورايلي كان قد نأى بنفسه عن دخول السباق للاحتفاظ بالمنصب الذي يشغله منذ 14 عاماً، فاتحاً المنافسة على مصراعيها على المنصب الذي يزيد راتبه السنوي على 154 ألف دولار.
ويتنافس سبعة مرشحين –بينهم ثلاثة عرب أميركيين– على خلافة أورايلي، حيث سيخوضون جولة أولية في الثالث من آب (أغسطس) القادم، لتصفيتهم إلى مرشحين اثنين، سيخوضان الجولة النهائية في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لتحديد الفائز الذي سيكون رئيس البلدية السابع في تاريخ ديربورن، بعد: كلايد فورد، جون كاري، أورڤيل هابرد، جون أورايلي الأب، مايكل غايدو، وجاك أورايلي الابن.
والمرشحون السبعة، هم:
– سوزان دباجة، تترأس مجلس ديربورن البلدي منذ سبع سنوات، وقد جمعت حملتها الانتخابية 162,531 دولاراً، وأنفقت منها 75,344 دولاراً.
– عبدالله حمود، نائب ديمقراطي عن مدينة ديربورن في مجلس نواب ميشيغن لثلاث فترات متتالية، منذ العام 2017. جمعت حملته الانتخابية 267,361 دولاراً، وأنفق منها 153,855 دولاراً.
– حسين بري، عضو في مجلس ديربورن التربوي منذ العام 2016، كما خدم في نفس المنصب بين العامين 2010 و2014. ترشح لعضوية مجلس نواب ميشيغن لمرتين متتاليتين في 2012 و2014 وخسر كلا السباقين. جمعت حملته الانتخابية 138,170 دولاراً، وأنفقت 114,668 دولاراً.
– جيم باريللي، مخطط مالي خاض سباق رئاسة بلدية ديربورن عام 2017 وحلّ أول الخاسرين في الانتخابات التمهيدية بحصوله على 12 بالمئة من أصوات الناخبين. جمعت حملته 36,070 دولاراً، وأنفقت 18,939 دولاراً.
– توماس تافيلسكي، الرئيس السابق لمجلس ديربورن البلدي، خاض سباق رئاسة بلدية ديربورن عام 2017 وتأهل إلى الجولة النهائية التي خسرها أمام رئيس البلدية الحالي جاك أورايلي بحصوله على 42 بالمئة من أصوات الناخبين. خدم تافيلسكي في المجلس البلدي بين العامين 2001 و2017، وترأس المجلس خلال الفترة ما بين 2007 و2013. جمعت حملته 29,235 دولاراً، وأنفقت 17,904 دولارات.
–غاري وورنتشاك، صحفي مخضرم، انُتخب عام 1998 لعضوية مجلس نواب ميشيغن واحتفظ بهذا المنصب لثلاث فترات، كما انتخب لعضوية مجلس مفوضي مقاطعة وين من العام 2004 إلى العام 2018، وترأس مجلس المقاطعة من عام 2011 وحتى 2018. جمعت حملته 35,070 دولاراً، وأنفقت 32,972 دولاراً.
– كاليت ويليس، أول مرشح إفريقي أميركي يخوض سباق رئاسة بلدية ديربورن. تقدمت بطلب لإعفائها من الكشف عن أموال حملتها الانتخابية بداعي أنها لم تجمع وتصرف أكثر من ألف دولار.
سباق المجلس البلدي
وفي الانتخابات التمهيدية لسباق المجلس البلدي، يتنافس 18 مرشحاً على سبعة مقاعد مفتوحة لأربع سنوات، بينهم أربعة أعضاء حاليين يسعون للاحتفاظ بمناصبهم لفترة إضافية، وهم: روبرت أبراهام، أيرين بيرنز، مايكل سرعيني وليزلي هيريك.
وسوف تتم تصفية المرشحين الـ18 في جولة الثلاثاء المقبل، إلى 14 مرشحاً سيتأهلون لخوض الجولة النهائية في نوفمبر القادم، التي ستحسم أسماء الأعضاء السبعة في مجلس بلدية ديربورن للسنوات الأربع القادمة.
وأما المرشحون من خارج المجلس، فهم: زياد عبد الملك، كمال الصوافي، هدى بري، كامل القادري، خضر فرحات، لولا الزين، مصطفى حمود، سام لقمان، خليل عثمان، جوناثان عكاري، سعيد مشغري العواضي، إضافة إلى كل من سيلفيو دافيس، كين باريس وغاري إينوس.
ويخوض بعض الناشطين العرب الأميركيين التجربة الانتخابية لأول مرة، ومن بينهم:
– كمال الصوافي، يخدم في صفوف الحرس الوطني بميشيغن، ويقول إنه يتمتع بالمؤهلات التي تمكنه من تحسين أوضاع المدينة.
– مصطفى حمود، مهندس كهربائي من مواليد ديربورن. تخرج من «جامعة ميشيغن–ديربورن»، ويعمل لدى شركة «فورد» لصناعة السيارات منذ حوالي عشر سنوات. ناشط في الشؤون السياسية والمجتمعية ويتطلع إلى توظيف خبراته لضمان الشفافية والمسؤولية المالية وتحسين خدمات المدينة.
– لولا الزين، صاحبة شركة محلية، أعلنت ترشحها عبر صفحتها بموقع «فيسبوك»، مؤكدة على امتلاكها الخبرة والمؤهلات اللازمة لقيادة وإدارة المدينة.
– المحامي جوناثان عكاري، ناشط في مجموعة «المحاسبة لديربورن» التي تضغط منذ قرابة عام لإصلاح شرطة المدينة.
– كامل القادري، مدرب بيسبول، وعضو في «هيئة المرور». تتمحور حملته الانتخابية حول السلامة العامة والضرائب والتمثيل المتساوي.
– خليل عثمان، عضو في «لجنة الترفيه والمنتزهات» التابعة للبلدية. هاجر إلى ديربورن منذ 17 عاماً. يؤكد أن حماسه وشغفه بالخدمة العامة يجعلانه المرشح المثالي لعضوية المجلس البلدي
– زياد عبد الملك، صاحب عمل تجاري، عضو في «لجنة تجميل ديربورن»، مناصر للبيئة، ومنظم لزراعة الأشجار في «يوم آربور» الوطني.
سباق الكليرك
ويدخل كاتب بلدية ديربورن الحالي جورج ديراني سباق الكليرك منفرداً، مما سيؤهله إلى الجولة النهائية في نوفمبر القادم بالتزكية.
ويشغل ديراني منصب الكليرك منذ عام 2018، وسبق له أن خدم عضواً في المجلس البلدي قبل انتخابه ممثلاً عن ديربورن لثلاث دورات متتالية، بين عامي 2011 و2016.
ويتولى الكليرك، أو كاتب المدينة، حفظ السجلات والتراخيص والمراسيم الصادرة عن البلدية فضلاً عن الإشراف على تسجيل الناخبين وإدارة العملية الانتخابية في المدينة. أما منصب رئاسة البلدية فهو أعلى سلطة تنفيذية في حكومة ديربورن، في حين يمثل المجلس البلدي، السلطة التشريعية في المدينة.
مقترحان انتخابيان
وسوف تتضمن بطاقة الاقتراع في الانتخابات التمهيدية بديربورن مقترحين انتخابيين. الأول، هو «المقترح أي»، الذي يستفتي الناخبين حول مراجعة وتعديل ميثاق ديربورن، الذي تمت مراجعته وتحديثه آخر مرة في العام 2007. والثاني، هو «المقترح بي»، الذي يستفتي الناخبين حول تجديد ضريبة الملكية العقارية المخصصة لتمويل المكتبات العامة في ديربورن لست سنوات إضافية.
وإذا وافق الناخبون على مراجعة وتحديث ميثاق ديربورن في انتخابات الثلاثاء القادم، فسوف يتعين عليهم التصويت في الانتخابات العامة في نوفمبر المقبل، لاختيار أعضاء اللجنة المناط بها مراجعة الميثاق واقتراح تعديلات عليه، تمهيداً لعرضها أمام الناخبين في استفتاء عام.
تجدر الإشارة إلى أن «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، كانت قد قررت بأغلبية أعضائها عدم تأييد أي من المرشحين في سباقي رئاسة البلدية والمجلس البلدي، واكتفت بتأييد «المقترح أي»، وحث الناخبين على التصويت بكثافة لاختيار المرشحين الأكفأ والأفضل.
Leave a Reply