في مبادرة هي الأولى من نوعها في ميشيغن
ديربورن
في خطوة هي الأولى من نوعها في ولاية ميشيغن، أعلن رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود عن إطلاق مبادرة تكنولوجية ذكية لتعزيز سلامة الحافلات المدرسية وحماية الطلاب من السائقين المخالفين لقواعد المرور.
وجاء الإعلان عن المبادرة خلال مؤتمر صحفي مشترك ضم مسؤولين بلديين وتربويين، بينهم المشرفة المؤقتة على مدارس ديربورن العامة لميس سرور وقائد شرطة المدينة عيسى شاهين والنائب عن مدينة ديربورن في مجلس ميشيغن التشريعي العباس فرحات، بالإضافة إلى ممثلين عن شركة BusPatrol التي ستزود الحافلات المدرسية بأحدث تقنيات السلامة العامة.
وفي حين تتولى مدارس ديربورن العامة نقل آلاف الطلاب يومياً عبر أسطولها الذي يضم ما يربو على مئة حافلة، ستتولى BusPatrol تركيب كاميرات مراقبة متطورة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي على جميع جوانب كل حافلة لرصد وتوثيق مخالفات السائقين الذين يتجاهلون إشارات التوقف الحمراء عند تحميل وتنزيل التلاميذ.
وسيترافق البرنامج الجديد مع حملة توعية بدأت في 15 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وتشمل تنبيه السائقين المخالفين دون إصدار غرامات بحقهم، لغاية 19 كانون الثاني (يناير) المقبل، حيث سيتم بعد هذا التاريخ تغريمهم بـ250 دولاراً للمخالفة الأولى، و500 دولار لأية مخالفة أخرى يتم ارتكابها في غضون عام واحد.
وستقوم شرطة ديربورن بإصدار المخالفات بحق السائقين استناداً إلى تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة على الحافلات المدرسية، علماً بأن قانون ميشيغن يلزم سائقي المركبات بالتوقف ذفي الاتجاهينذ على مسافة لا تقل عن 20 قدماً من الحافلة المدرسية عند تشغيل أضواء التحذير الحمراء وإبراز إشارة الوقوف. ويتعين على السائقين البقاء متوقفين حتى تستأنف الحافلة مسيرها أو تطفئ إشارات التحذير الضوئية.
وبحسب االجمعية الوطنية لمديري خدمات نقل الطلابب، يتجاوز أكثر من 2,200 سائق الحافلات المدرسية بشكل غير قانوني يومياً في ولاية ميشيغن، أي ما يزيد عن 400 ألف مخالفة سنوياً تعرض حياة التلاميذ للخطر.
ولكن بموجب تشريع وقّعته حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، العام الماضي، ودخل حيز التنفيذ في نيسان (أبريل) 2025، ستصبح شرطة مدينة ديربورن أول دائرة شرطة في الولاية، تصدر مخالفات عن بُعد بحق السائقين الذين يتجاوزون الحافلات المدرسية المتوقفة استناداً إلى تسجيلات الكاميرات المثبّتة على الحافلات نفسها.
وفي الإطار، عبّر حمود خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقد الاثنين الفائت للإعلان عن المبادرة الجديدة، عن اعتزازه بإطلاق أول برنامج شامل على مستوى ميشيغن لحماية حافلات المدارس اكجزء من استراتيجية إدارته لتعزيز السلامة العامة في ديربورنب، موضحاً بأن البرنامج يهدف إلى معالجة ارقم صادم من المخالفات المرورية المتعلقة بالباصات المدرسيةب.
وقال حمود: استعمل الكاميرات الذكية المركبة على أذرع التوقف كأداة ردع ومراقبة لتحقيق أهدافنا بمنع القيادة الخطرة وجعل طرقاتنا أكثر أماناًب، لافتاً إلى أن تمويل البرنامج سيتم من خلال الغرامات المرورية المحصلة من السائقين المخالفين، ادون تحميل المدينة أو السكان أو المنطقة التعليمية أية تكاليف إضافيةب.
حمود الذي يضاعف جهود المدينة لمعالجة ظاهرة القيادة المتهورة في ديربورن منذ انتخابه رئيساً للبلدية في عام 2021، أضاف: ايهدف هذا البرنامج إلى تغيير السلوك المروري وإبراق رسالة واضحة في ديربورن مفادها بأننا نتوقف ذفي كل مرةذ لحافلات المدارسب.
من جانبها، أكدت المشرفة المؤقتة على مدارس ديربورن العامة، لميس سرور، بأن االحافلات المدرسية ليست مجرد وسيلة نقل، بل جزء أصيل من بيئتنا التعليمية يستحق نفس مستوى الرعاية والإشراف والحمايةب، مشيرة إلى باصات المنطقة التعليمية تنقل يومياً أكثر من 4,400 طالب من وإلى المدارس العامة، في ما يعادل أكثر من 1.5 مليون عملية توصيل سنوياً.
وأوضحت سرور بأن التكنولوجيا الجديدة ستوفر دعماً حيوياً لسائقي الحافلات الذين يواجهون تحديات يومية على الطرقات، قائلة: اباستخدام هذه التقنية الذكية، سيكون لدى سائقينا أدوات إضافية تساعدهم على التركيز على الأمر الأكثر أهمية، وهو نقل الطلاب بأمانب، لافتة إلى أن ديربورن كانت دائماً سباقة في إجراءات السلامة، حيث قامت مدارسها العامة في أوائل تسعينيات القرن المنصرم بإلزام جميع الركاب على متن حافلاتها المدرسية بوضع حزام الأمان، قبل أن يصبح ذلك مطلباً قانونياً في الولاية وفي عموم البلاد.
سام أولسن، مدير العلاقات الحكومية والشراكات الاستراتيجية لدى شركة Bus Patrol America، وصف إطلاق البرنامج في ديربورن بـاالعلامة الفارقة في تاريخ ميشيغنب، مشيراً إلى أنه أول برنامج شامل ومتكامل لحماية حافلات المدارس في الولاية، والذي جاء كثمرة تعاون فريد بين قيادة المدينة، والمنطقة التعليمية، ودائرة الشرطة، وفق تعبيره.
وقال أولسن: اهذا النوع من الجهود لا يتحقق إلا عندما تكون قيادة المدينة والمدارس والشرطة مستعدين للعمل معاً والتركيز على ما يهم حقاً، ألا وهو سلامة الطلابب، موضحاً بأن الهدف النهائي للبرنامج هو االتثقيف وتغيير السلوك المروري وليس مجرد إصدار المخالفاتب.
ولفت أولسون إلى أن سائقاً واحداً فقط من بين كل عشرة مخالفين في المجتمعات التي تطبق هذا النظام التكنولوجي، يعاود مخالفة القوانين المرورية المتعلقة بالحافلات المدرسية بعد ضبطه لأول مرة.
وشدد أولسن على أن دور شركته يقتصر فقط على الخدمات التقنية، مؤكداً بأن القرارات القانونية تظل بيد الشرطة التي يناط بها مراجعة التسجيلات واتخاذ القرارات العادلة.
من جانبه، حث النائب فرحات المدن الأخرى على الاحتذاء بمدينة ديربورن لمعالجة مشكلة القيادة المتهورة والمخاطر المحتملة لتجاوز الحافلات المدرسية المتوقفة على جانب الطريق، مؤكداً بأن الهدف النهائي من البرنامج الجديد ليس تحصيل المخالفات، بل الوصول إلى اصفر مخالفاتب.
وكشف النائب العربي الأميركي بأنه لم يكن مقتنعاً في البداية بالتشريع الذي يتيح أصدار المخالفات عن، إلا أنه اغيّر رأيهب بعدما اطلع على النتائج الإيجابية في عدد من المجتمعات التي طبقته في أنحاء البلاد، وقال: اعملنا على هذا التشريع، وفي الحقيقة لم أكن مقتنعاً به تماماً عندما صوّتنا عليه لأول مرة، ولكن رؤيته قيد التنفيذ، ورؤية هذا النوع من التعاون المحلي حيث يكون للمجتمع مدخلات حقيقية، جعلني أدرك أن هذا هو القرار الصحيح لمجتمعنا وللولاية بأكملهاب.
وأثنى فرحات على دور شرطة ديربورن في تشديد إنفاذ القوانين المرورية، مشيراً إلى أنها سجلت خلال الأشهر الماضية أكبر عدد من المخالفات المرورية في تاريخ المدينة، معتبراً ذلك اشهادة على التزام الدائرة في ضمان سلامة الناس ومحاسبة من يعرضون حياة الآخرين للخطرب.
بدوره، قال قائد الشرطة، عيسى شاهين: اتستحق عائلاتنا أن تطمئن على سلامة أطفالها أثناء سيرهم من وإلى الحافلاتب، مؤكداً أن البرنامج الجديد ايهدف إلى تغيير سلوك السائقين والحفاظ على سلامة الطلابب.






Leave a Reply