ديربورن - أقامت مدينة ديربورن صباح الإثنين الماضي عرضها السنوي الـ٩٢ بمناسبة «عيد الشهداء» أو «يوم الذكرى» (ميموريال دي) تخليداً لأرواح العسكريين الأميركيين الذين قضوا في الخدمة دفاعاً عن بلادهم.
وتميز العرض الذي يعتبر الأقدم في ولاية ميشيغن بحضور لافت لأبناء الجالية العربية الذين اصطفوا على ضفتي شارع ميشيغن أفنيو لمشاهدة العرض الذي غير مساره هذا العام غرباً، حيث تحولت نقطة الانتهاء في السنوات الماضية الى نقطة البداية، إذ انطلق العرض عند تقاطع شارع شايفر الذي كان يضم مبنى البلدية السابق. أما نقطة النهاية هذا العام فكانت «مكتبة هنري فورد المئوية» القريبة من المبنى البلدي الجديد، والتي تشهد حالياً أعمال بناء لتشييد نصب لقدامى المحاربين مكان نافورة المياه العملاقة التي تمت إزالتها من وأمام المكتبة مطلع العام الجاري.
العرض حضره حشد من مسؤولي البلدية تقدمهم رئيس البلدية جاك أورايلي ورئيسة المجلس البلدي سوزان دباجة التي جاءت مع أطفالها للمشاركة في هذه المناسبة الوطنية للعام الثالث على التوالي.
وذكرت دباجة لـ«صدى الوطن» أن أطفالها الثلاثة كانوا يتشوقون لحضور العرض. وأضافت «ان هذا الاحتفال يمنحهم الشعور بالوطنية والاحترام والولاء تجاه أولئك الذين خدموا وطنهم وماتوا من أجل أن يعطونا الحرية التي نتمتع بها اليوم».
وألقى الكلمة الرئيسية في العرض، المارشال ستيفن كوشران، وهو أحد جنود مشاة البحرية السابقين وفنان موسيقي ينشط في مجال مكافحة الانتحار في أوساط قدامى العسكريين. وكان كوشران قد أصيب بجروح بالغة اثناء خدمته العسكرية في مدينة قندهار (أفغانستان) وتسببت رحلة علاجه الطويلة بإصابته باكتئاب شديد، دفعه الى التفكير بالانتحار. وأعرب كوشران عن ذهوله بتعددية وتنوع سكان ديربورن الذين شاركوا في المسيرة، قائلاً انه كان معتاداً على رؤية هذا الكم من المسلمين فقط عندما كان في أفغانستان. واستدرك بأنه يشعر بالفخر لرؤية النساء المسلمات المحجبات وهن يحملن العلم الأميركي بكل فخر واعتزاز.
وقال كوشران للصحفيين «ان الانتحار بين قدامى المحاربين هو المسألة الأهم بالنسبة اليه» مشيراً إلى أنه فكر بالاقدام على إنهاء حياته جراء تعرضه لكسر في الظهر وصدمة في الرأس أثناء العمليات القتالية.
وخلص الى القول «لدينا مهمة جليلة لأننا نشهد إخوة وأخوات ينهون حياتهم بأيديهم. نحن نخسر أكثر من 40 إلى 50 مقاتلاً من المحاربين القدامى يومياً بسبب الانتحار، وهذا شيء يمكن أن نضع له حداً».
Leave a Reply