ديربورن – بعد الإقبال الكبير على «مهرجان السحور» في ديربورن، العام الماضي، من المتوقع أن تشهد عاصمة العرب الأميركيين خلال شهر رمضان المقبل، «عجقة» فعاليات ومهرجانات ليلية، مع إعلان بلدية ديربورن عن إقامة «ليالي رمضان» في وسط البلد (الداونتاون)، وتنظيم أحد الأطباء العرب الأميركيين لفعالية ذات طابع شرقي لاستقطاب العائلات إلى مآدب الإفطار والسحور، إلى جانب الاستمتاع بالأجواء الروحانية والاجتماعية المصاحبة للشهر الفضيل.
ويصادف رمضان هذا العام في الفترة الممتدة بين 22 آذار (مارس) ولغاية 21 نيسان (أبريل) المقبل، وفقاً للحسابات الفلكية.
وأفاد رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود لـ«صدى الوطن» بأن المدينة قررت استحداث فعالية جديدة تحت عنوان «ليالي رمضان» لتوفير مساحة عامة للسهر وتجمع عربات الطعام (فود تراك) خلال الشهر الفضيل، فضلاً عن الإضاءة على نهضة الدوانتاون الغربي للمدينة.
بلدية ديربورن تنظم «ليالي رمضان» في الداونتاون الغربي
وسيقام المهرجان على امتداد شارع وست فيليدج درايف، بين شارعي مايسون ومونرو، ليالي الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع طوال الشهر الفضيل، وذلك من الساعة العاشرة مساءً ولغاية الثانية بعد منتصف الليل.
وأكد حمود بأن الفعالية الجديدة لا ترمي إلى التشويش على أي من الفعاليات الرمضانية الأخرى في ديربورن، متمنياً «النجاح للجميع»، وأشار إلى أن ما يميز فعالية البلدية عن غيرها من الفعاليات الرمضانية، هو أنها ستوفر مساحة عامة مفتوحة للزوار مجاناً، وستضم عربات طعام مجموعة ضمن رقعة واحدة مجهزة بوسائل الراحة والحماية من برودة الطقس، بالإضافة إلى قربها من تشكيلة واسعة من المطاعم والمقاهي المنتشرة في الداونتاون الغربي.
وتسمح بلدية ديربورن بعمل عربات الطعام في كافة أنحاء المدينة خلال رمضان المبارك، إلى جانب تمديد ساعات العمل في المطاعم والأفران التقليدية إلى ما بعد الساعة الثانية صباحاً.
وأوضح حمود بأن «ليالي رمضان» ستضم –في نسختها الأولى– حوالي 15 عربة طعام، وسوف تتوافر فيها مواقد نار (بون فاير) وطاولات لتناول الطعام، إضافة إلى حجرات منفصلة (إيغلو) للحماية من برودة الطقس، وذلك بغية خلق بيئة حميمة تمكّن الأفراد والعائلات من التمتع بالسهرات الرمضانية مع أصدقائهم وأقاربهم وخلانهم، ضمن ظروف آمنة ومريحة.
وفيما حددت بلدية ديربورن رسوم اشتراك بمقدار ألف دولار على عربات الطعام الراغبة بالانضمام إلى الفعالية الجديدة، إلا أنها ستسمح للمطاعم المجاورة بمزاولة أعمالها كالمعتاد من دون أية رسوم إضافية.
إلى جانب ذلك، سيكون ارتياد الفعالية مجانياً بالنسبة للزوار الذين لن تفرض عليهم أية رسوم للدخول.
وأشار حمود إلى أن إدارته تسعى إلى ضمان مبدأ تكافؤ الفرص أمام أصحاب المطاعم الثابتة والمتنقلة في كافة أرجاء المدينة، مؤكداً بأن عربات الطعام المشاركة في «ليالي رمضان» ستكون حصراً من ديربورن.
وقال في هذا الإطار: «لقد تلقينا حتى الآن أكثر من خمسين طلباً من أصحاب عربات الطعام، وتم قبول 15 منهم للمشاركة في رمضان المقبل». منوّهاً بأن شرطة المدينة ستتولى مهمة تعزيز الأمن والسلامة العامة خلال الفعالية.
فعالية شامية
من جانبه، يسعى الطبيب عبادة زحيلي إلى تنظيم فعالية رمضانية ذات طابع شامي خلال يومي الجمعة والسبت طيلة شهر رمضان المقبل، لساعات تمتد من أوقات الفطور ولغاية السحور، وذلك في محيط المبنى الكائن على العنوان: 5250 شارع أوتو كلوب درايف في مدينة ديربورن.
وأكد زحيلي، الذي يتحدر من أصول سورية، بأن تركيز الفعالية الجديدة سيتمحور حول توفير الأجواء العائلية والمأكولات الرمضانية «بشكل خاص»، مع إتاحة مساحات كافية للجلسات الأسرية الطويلة والمريحة، إلى جانب إحياء بعض التقاليد الرمضانية في بلاد الشام. وقال زحيلي: «يوجد في منطقة ديربورن، العديد من الأنشطة الجيدة خلال شهر رمضان ولكنها تفتقد للأجواء العائلية المريحة ووسائل الراحة وقضاء الوقت مع الأهل والأقارب، لذلك قمنا بهذه المبادرة من أجل سد النقص في هذا المجال».
زحيلي، الذي يمتلك المبنى الكائن على العنوان آنف الذكر، أوضح بأنه سيتم نصب خيمة كبيرة تتسع لنحو 600 شخص في موقف السيارات الذي يتسع لآلاف المركبات، مع ضمان وسائل التدفئة والحماية من تقلبات الطقس، إلى جانب توفير مكان خاص لأداء الصلوات، وكذلك تخصيص مساحات تصل لنحو 200 قدم مربع لكل مطعم مشارك في الفعالية الجديدة التي ستضم عشرة مطاعم كحد أقصى، على حد تعبيره.
يسعى الطبيب عبادة زحيلي إلى تنظيم فعالية رمضانية ذات طابع شامي خلال يومي الجمعة والسبت طيلة شهر رمضان المقبل
وأشار زحيلي إلى أن الفعالية الجديدة ستفرض رسم دخول بمقدار دولارين للشخص الواحد، ورسم اشتراك بقيمة 2500 دولار على الباعة المشاركين، موضحاً بأنه سيتم التبرع بجزء من العائدات لضحايا الزلزال في سوريا.
وأثنى زحيلي على تعاون بلدية ديربورن مع الفعالية الرمضانية المستجدة، لافتاً إلى أن مسؤولي المدينة أبدوا استعدادهم لتقديم المساعدات «التي نريدها»، منوهاً بأن تنظيم الفعالية لا يتطلب أية تراخيص من البلدية، كونها تقام ضمن ملكية خاصة، وقال: «إن دور البلدية سيقتصر على إجراءات التفتيش لضمان مطابقتها للمواصفات المطلوبة»، مضيفاً بأن إجراءات الأمن (سيكيورتي) ستكون من مهام إدارة الفعالية التي ستقوم باستئجار حراس من شركة خاصة.
وقال زحيلي: «لقد قمنا بالتواصل مع أحد ضباط الشرطة المتقاعدين في ديربورن للتشاور في هذا الموضوع، وما زلنا في طور المحادثات والعمل على تأمين طاقم أمني مناسب».
وأكد زحيلي بأن الفعالية قد تصبح تقليداً سنوياً إذا «نجحت التجربة» هذا العام، وقال: «كما يعلم الجميع، فإن شهر رمضان يزحف باتجاه الشتاء عشرة أيام كل عام، وإذا نجحنا في تأمين التدفئة المريحة داخل الخيمة الكبيرة، فربما نواصل هذه الفعالية في السنوات القادمة».
مهرجان السحور
كذلك ستكون مدينة ديربورن على موعد مع النسخة الرابعة من «مهرجان السحور» الرمضاني، والتي ستقام للعام الثاني على التوالي في مركز «فيرلين» التجاري، مع تعديلات جديدة تتضمن تجهيزات الوقاية من برودة الطقس وهبوب الرياح، إضافة إلى زيادة الرسوم على الباعة والزوّار لتغطية التكاليف الناجمة عن غلاء أسعار المواد الإنشائية وأجور الأيدي العاملة.
وكان مؤسس المهرجان حسن الشامي قد أفاد لـ«صدى الوطن» في مقابلة سابقة، بأن المهرجان سيقام بموعده في رمضان القادم، في مواقف السيارات المقابلة لمتجر «سيرز»، معرباً عن ثقته بأن المهرجان سيجذب المزيد من المستثمرين والزوار، بعد النجاح الهائل الذي حققه في العام الماضي، في ظل تعطش المسلمين الأميركيين في المنطقة، للمشاركة والتمتع بالأجواء الاجتماعية الخاصة بالشهر الفضيل.
وبحسب الشامي، فإن مساحة الموقع التي تزيد عن 75 ألف قدم مربع، سيتم توزيعها على خيمة عملاقة (حوالي 50 ألف قدم مربع) لتقام بداخلها كافة الأعمال التسويقية والأنشطة الترفيهية، ما عدا عربات الطعام التي ستزاول أعمالها ضمن المنطقة المكشوفة، بمساحة تربو على 25 ألف قدم مربع.
الشامي، وهو شريك في ملكية صيدلية «هيلث برو» بمدينة ديربورن هايتس، لفت إلى أن المنظمين وجدوا حلاً لتجنب تأثيرات الطقس البارد والرياح الشديدة التي تسببت السنة المنصرمة بإغلاق المهرجان خلال شهر نيسان (أبريل) الماضي، مشيراً إلى أن التعديلات الجديدة ستتضمن إنشاء مساحة عملاقة «مغلقة ومغطاة ومكيفة».
وقال الشامي، اللبناني الأصل، «سوف ننصب خمس خيمات كبيرة بجوار بعضها البعض من أجل إنشاء هذه الخيمة العملاقة، وسوف نزودها بوسائل التدفئة المناسبة… إذ نتوقع أن يكون رمضان الحالي أكثر برودة كونه يزحف باتجاه الشتاء حوالي عشرة أيام كل عام».
وأوضح بأن إدارة المهرجان رفعت رسوم عربات الطعام إلى 2,800 دولار للعربة الواحدة، ورسوم باقي الأعمال التجارية إلى 1,800 دولار، أما باعة البضائع والملبوسات الإسلامية المتعاقدون مع المنظمين، فسوف يسمح لهم بالمشاركة «مجاناً».
كما قال الشامي إن رسم الدخول سيتم رفعه من دولار واحد إلى خمسة دولارات للشخص الواحد، وإلى عشرة دولارات للعائلة الواحدة. وقال: «يمكن للأفراد والعائلات أن يشتروا التذاكر من الموقع الإلكتروني للمهرجان، وأن يقوموا بطباعتها لتمريرها على أجهزة المسح (سكانر) التي سنقوم بتوفيرها عند المداخل، كما يمكنهم شراؤها نقداً (كاش) في الموقع».
وبحسب المنظمين، قصد حوالي 70 ألف زائر، مهرجان السحور في رمضان الماضي، الذي ضمّ 54 بائعاً قدّموا مختلف أنواع المأكولات والمشروبات، بدءاً من الأطباق الشرق أوسطية وصولاً إلى الأطباق الأميركية التقليدية، بالإضافة إلى احتوائه على ألعاب ترفيهية وخيمة مركزية كبيرة ومسرح وشاشة عرض ضخمة.
Leave a Reply