ديربورن – بدت ديربورن في 4 تموز (يوليو) والأيام التي سبقت وتلت عيد الإستقلال خلال احتفالات عيد الاستقلال وكأنها ساحة حرب جراء الكم الهائل من دوي الانفجارات واعمدة الدخان المتصاعدة في الاحياء السكنية والشوارع. فمنذ سمحت الولاية في العام 2012 ببيع الألعاب النارية الاستهلاكية ارتفع استخدام هذه الألعاب في المدن بدرجة كبيرة ما أدى الى ازدهار الاعمال لدى التجار الحاصلين على تراخيص لبيع هذه المنتجات.
إلا أن هناك عددا من الموضوعات الخلافية نشأت تجاه المناطق المسموح فيها بالبيع وتلك المسموح فيها باستخدام الألعاب النارية، حيث ان مركز «الصدمات والحروق» في جامعة «ميشيغن» ابلغ بأن عدد الاصابات الناشئة عن الالعاب النارية شهد طفرة جذرية، كما ان البلديات فرضت لوائح مشددة للحد من الاستخدام المتكرر لهذه الالعاب لما تسببه من ازعاج لسكن الاحياء. وقد تلقت شرطة ديربورن زهاء 650 مكالمة بشأن إستخدام الألعاب النارية في عيد الاستقلال، واصدرت 49 مخالفة. علماً بأن البلدية تفرض سياسة متشددة في هذا الجانب بحيث يقتصر إستخدام هذه الألعاب أيام الاعياد الوطنية وقبلها بيوم وبعدها بيوم، مثل عيد الاستقلال وعيد الشهداء، إضافة الى منع استخدامها من الساعة 12 منتصف الليل وحتى 8 صباحا باستثناء عيد رأس السنة الميلادية حتى الساعة 1 صباحاً.
شرطة ديربورن تلقت ٦٥٠ شكوى وأصدرت ٤٩ مخالفة |
لكنه يبدو أن الناس لم يلتزموا بهذه القواعد لا في الأيام ولا في الساعات المحددة بحيث اضطرت شرطة المدينة الشهر الماضي الى فرض غرامات على المخالفين 500 دولار. وقد شكلت هذه الغرامات ارتباكا حيث اعتبرتها الشرطة نوعا من الجنح التي يمكن وضعها على السجل الجنائي للمرتكبين بينما يعتبرها قانون الولاية مجرد مخالفات مدنية. وقال قائد الشرطة رونالد حداد لـ«صدى الوطن» بأن الدائرة القانونية في البلدية تعمل حاليا على تعديل اللوائح بحيث تكون اكثر إنسجاما مع قوانين الولاية، وقال «ليس لدينا حاليا في قوانين البلدية مخالفة مدنية، ووجدنا اقرب شيء الى هذا النوع من المخالفات، الجنحة، ولقد تحدثنا في هذا مع الدائرة القانونية لنرى ما إذا وجد شيء أكثر ملائمة مع المخالفة المدنية لنعمل به مستقبلا».
وكان هناك عدد قليل من الآباء الساخطين قاموا بالاتصال بـ«صدى الوطن» الاسبوع الماضي يتذمرون من صرف الشرطة لابنائهم مخالفات سوف توضع على سجلاتهم الجنائية، وقالوا ان هذه اجراءات صارمة من جانب الشرطة. وفي واحدة من الحالات اصدر شرطي، مخالفة لشاب (18 عاماً) في 22 من الشهر الماضي، وتهمته حيازة العاب نارية غير مسموح بها، ومثل الشاب أمام القاضي هالتغرين في محكمة ديربورن حيث حكم عليه بغرامة 400 دولار ووضعه 4 شهور تحت المراقبة. رد حداد بالقول «إن كل مخالفة لها ظروفها، فقد صرفت مخالفات لاشخاص بسبب استخدام الالعاب النارية في غير الاوقات المسموح بها، وصرفت لآخرين لممارستهم هذه الألعاب في مناطق محظورة مثل المدارس أو الشوارع أو الحدائق العامة».
وقال حداد «إنه بينما تدرس البلدية الموضوع لتكون أكثر مواكبة اكثر مع قوانين الولاية الا أنه على الآباء الحذر من خطورة هذه الألعاب وانها اصبحت منتشرة اكثر بين الاطفال». وقال «خلال شهور الصيف اكثر الشكاوى التي نتلقاها متعلقة بالألعاب النارية، ونحن نحاول إيجاد بعض التوازن بين رغبة الناس بالاحتفال وتحقيق السلامة، كما ان الألعاب التي تباع حاليا متطورة ولا تناسب إطلاقها امام المنازل». وبحسب مستشفى «جامعة ميشيغن» فإن الاصابات الناتجة عن الألعاب النارية تتأثر بها أعضاء الجسم وفق النسب التالية: الأيدي والأصابع 41 بالمئة، الوجه والرأس والأذن ١٩ بالمئة، الجذع 15 بالمئة، الساقان 13 بالمئة، العينان 12بالمئة، الذراعان 1بالمئة. وبرغم انه لم يبلغ في ديربورن عن اصابات خطيرة إلا أن هذا ليس الحال في ديترويت حيث لاقى ماهر ابو رمان (44 عاماً) مصرعه نتيجة إنفجار قذيفة اخترقت صدره وأدت الى وفاته على الفور.
كما فقد أحد المذيعين في القناة السابعة بميشيغن بصره كاملاً جراء إصابة تعرض لها في عينه اليسرى.
Leave a Reply