مع تزايد شكاوى السكان من القمامة المتراكمة
ديربورن هايتس
مع تصاعد شكاوى السكان من تردي خدمات جمع النفايات، أعلنت بلدية ديربورن هايتس -الأسبوع الماضي- أنها بصدد استدراج عروض للتعاقد مع شركة جديدة للقيام بهذه المهمة، بدلاً من شركة «غرين فور لايف» (جي أف أل) التي يتهمها مسؤولو البلدية بالتقصير في إزالة القمامة بحسب الشروط المنصوص عليها في العقد المبرم مع المدينة.
وأوضح عضو المجلس البلدي، دايف عبدالله، أن البلدية تتلقى أعداداً متزايدة من شكاوى السكان المتذمرين من تلكؤ شركة «جي أف أل» في إزالة النفايات من أمام منازلهم، لافتاً إلى أن الشركة لا تبدي التجاوب المطلوب لحل المشكلة المتفاقمة منذ عدة شهور، والتي تزداد سوءاً بمرور الأيام، وفق تعبيره.
وقال عبدالله: «لم نرَ أي تحسن في هذا الخصوص»، لافتاً إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتقاعس فيها الشركة عن إنجاز المهام الموكلة إليها. وأضاف عبدالله: «عندما حدث ذلك للمرة الأولى، أعطينا الشركة فرصة.. كنا وقتها قد مررنا بعواصف شديدة، ولكن من الواضح أن الشركة تعاني من مشاكل في التوظيف في الوقت الحالي».
من جانبه، أعرب رئيس البلدية، بيل بزي، عن استيائه من تراكم القمامة في الكثير من أحياء المدينة، ولفترات قد تطول إلى ثلاثة أو أربعة أسابيع، وقال: «هناك ديدان وجرذان.. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل في حياتي، شيء كهذا يجب ألا يحدث في الولايات المتحدة»، مضيفاً: «إنه أمر سخيف، والأمور تزداد سوءاً، ولم يطرأ أي تحسن» على أداء الشركة.
وأشار بزي إلى أنه يمكن شمّ الرائحة الكريهة المنبعثة من القمامة المتراكمة في بعض الأحياء، «حتى لو كنت تغطي وجهك بقناع»، مضيفاً: «لقد أصبح الأمر أسوأ بكثير مما كان عليه من قبل، ولا أعرف ماذا علينا أن نفعل».
ولفت بزي إلى أنه تحدث والتقى مع العديد من رؤساء البلديات في منطقة جنوب شرقي ميشيغن، لمعرفة ما إذا كانت لديهم مشاكل مماثلة مع شركة «جي أف أل»، وقال: «لا أحد لديه مشاكل مع الشركة، مثلما هو الحال مع بلدية ديربورن هايتس».
وأضاف بزي: «إن بعض المدن تشهد تأخيراً في جمع القمامة لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة أيام، ولكن لم تعانِ أي من تلك المدن من التأخير لثلاثة أو أربعة أسابيع»، مشيراً إلى أن السكان محبطون من عجزهم على ركن سياراتهم في الشوارع «لأنهم لا يعرفون مواعيد مرور شاحنات جمع القمامة».
وأعاد بزي التأكيد على فداحة المشكلة، وقال: «هذا سخيف. لقد تواصلت مع العديد من الشركات وجميعهم سعداء بتقديم عروض أسعارهم.. إنهم يريدون العمل، وهم على استعداد لإنجاز المهام التي ستوكل إليهم».
وأوضح بزي أنه يتلقى شخصياً الكثير من مكالمات السكان الغاضبين من تراكم القمامة أمام منازلهم وأعمالهم التجارية، مضيفاً بأن المكالمات تصل إلى الأقسام الأخرى، بما فيها قسم الطوارئ في البلدية، ومكتب موظفي رئيس البلدية، ودائرة الأشغال العامة، وقال: «إن كثرة المكالمات تولد الكثير من الضغط العصبي في البلدية».
وحول الشق القانوني للعقد المبرم بين بلدية ديربورن هايتس وشركة «غرين فور لايف»، أكد محامي البلدية غاري ميوتكي أن المدينة لديها الحقّ بإنهاء العقد مع الشركة الكندية، بعد منحها مهلة تسعين يوماً.
وأشار ميوتكي إلى أنه في حال وجود خرق في العقد المبرم، فإن البلدية تمتلك حق الانسحاب من الاتفاق، وإبرام عقد جديد مع متعاقد آخر. وقال إن هذا البند «يتيح لنا القيام بما أُجبرنا على فعله الآن»، في إشارة إلى قرار البلدية باستدراج عروض جديدة من الشركات الراغبة بإزالة النفايات في ديربورن هايتس.
لكن ميوتكي حذّر من أن العقد المبرم مع «جي أف أل» لا يمكن إلغاؤه من دون تقديم «سبب موثق» لذلك، مؤكداً أنه إذا تم اختيار شركة جديدة، فيتوجب على البلدية إشعار «جي أف أل» قبل تسعين يوماً من إنهاء عقدها.
ولفت إلى أن شركة «غرين فور لايف» يمكنها مقاضاة بلدية ديربورن هايتس إذا كانت تعتقد بأن البلدية خالفت العقد المبرم معها.
وقال ميوتكي: «إذا تم التعاقد مع شركة جديدة، فسوف تحتاج ما بين 30 إلى 60 يوماً حتى تنتقل إلى ديربورن هايتس، ولهذا السبب أيضاً لا يمكننا إنهاء عقد «جي أف أل» فوراً».
ولم تعلق شركة «غرين فور لايف» على قرار بلدية ديربورن هايتس (حتى إعداد هذا التقرير)، علماً بأن الشركة التي تتخذ من مدينة تورونتو مقراً لها تتولى جمع وتدوير النفايات في عشرات المدن والبلدات بمنطقة ديترويت الكبرى.
Leave a Reply