عضو المجلس البلدي بيل بزي يحذّر من عجز محتمل في الموازنة
ديربورن هايتس – «صدى الوطن»
في اجتماع عقد في 14 آب (أغسطس) الجاري، صوّت مجلس بلدية ديربورن هايتس بالإجماع، على المضي قدماً في خطة شراء ملعب «وورن فالي» للغولف في شمال المدينة، رغم مقترح تقدم به عضو المجلس البلدي بيل بزي لإلغاء الصفقة، محذراً من الأعباء المالية التي قد تثقل موازنة المدينة.
وأبدى بزي خلال الجلسة معارضته لشراء الملعب التاريخي، بدعوى أن الأوضاع المالية للبلدية لا تسمح بشراء وتشغيل وصيانة الملعب التاريخي، لاسيما وأن هناك خدمات أخرى أكثر أهمية، تعجز البلدية عن القيام بها حالياً، بسبب عدم توفر التمويل الكافي في الموازنة.
وكان المجلس البلدي قد صوت بالإجماع في ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٧، لصالح شراء الملعب من مقاطعة وين مقابل 1.8 مليون دولار، نزولاً عند ضغوط شعبية رافضة لتحويله إلى حي سكني فاخر يضم نحو ٢٠٠ منزل، بحسب عرض استثماري تقدمت به شركة «دلتا مانجمنت» بكلفة ٣٠ مليون دولار، وقوبل بمعارضة واسعة من سكان الجوار تحت عناوين عدة، أبرزها زيادة خطر الفيضانات واكتظاظ المدارس وارتفاع فواتير المياه والصرف الصحي، إلى جانب خشيتهم من انخفاض أسعار عقاراتهم.
غير أن بعض هؤلاء انضم إلى بزي في مطالبة رئيس البلدية دان باليتكو بإيضاح سبل تمويل المشروع وضمان عدم تأثيره سلباً على الميزانية، قبل المضي قدماً في إبرام الصفقة.
ماذا قال بزي؟
بزي الذي تولى مقعده في مجلس ديربورن هايتس البلدي مطلع العام الجاري، شن هجوماً لاذعاً على قرار البلدية بشراء نادي «وورن فالي»، طارحاً تساؤلات حول الأعباء المالية المترتبة عليه، سواء لجهة شراء الملعب أو تكاليف إصلاحه وصيانته الدورية.
وأضاف أن «من واجبنا كأعضاء في المجلس البلدي.. ضمان الأمان والاستقرار المالي لمدينتنا»، مؤكداً أنه كان من معارضي مشروع «دلتا مانجمنت»، ولكنه لفت إلى أن البلدية لديها الصلاحيات الكاملة لإعادة تصنيف الملعب عقارياً، بما يحدد فرص استثماره مستقبلاً.
وقال العضو العربي الأميركي إن هدفه هو الضغط على رئيس البلدية دان باليتكو للكشف عن سبل سد العجز المتوقع في ميزانية المدينة جراء هذه الصفقة، ومنع بيع ملعب الغولف مستقبلاً إلى جانب وضع خطة لاستثماره، مطالباً بمزيد من الشفافية في إدارة المدينة.
ويذكر أن نادي «وورن فالي» للغولف شيد في العام ١٩٢٢ بتصاميم المهندس الاسكتلندي الشهير دونالد روس على مساحة ٢٥٠ أيكر، وهو مصنف كـ«معلم وطني» في الولايات المتحدة.
وفي تحليله للتقارير المالية «الخطيرة» منذ العام 2012، قال بزي إنه وجد المدينةَ غير قادرةٍ على تغطية 207 ملايين دولار من الاستحقاقات والمعاشات التقاعدية لموظفي البلدية، لافتاً إلى أنه لا يتوفر سوى 3.7 مليون دولار لتشغيل البلدية.
ولفت بزي إلى أن «بلدية ديترويت أفلست بسبب الديون الطويلة الأجل التي نجمت إلى حد كبير عن الاستحقاقات غير الممولة لصناديق المعاشات والرعاية الصحية للمتقاعدين»، محذراً من مصير مماثل لديربورن هايتس، لاسيما وأن سجلاتها المالية تخلو من أية مصادر ممكنة لتغطية تكاليف شراء الملعب الغولف والمحافظة عليه.
وأضاف بأنه توجد حاجة إلى مليون دولار إضافي لجعل الملعب مطابقاً لمعايير الولاية، وحوالي ٥٠ ألف دولار شهرياً لجز العشب، علماً بأن البلدية تنفق حالياً ما يقرب من ٤٠ ألف دولار شهرياً، لجزّ العشب في جميع ممتلكاتها بأنحاء المدينة عبر مقاولين.
وأردف بزي بأن البلدية غير قادرة على إبقاء مكاتبها مفتوحة أيام الجمعة بسبب نقص الأموال، كما أنها لا تستطيع صيانة الحدائق العامة بالشكل المطلوب، مشيراً إلى أن الشركة التي كانت متعاقدة مع مقاطعة وين لصيانة وتشغيل «وورن فالي» «لم تستطع تحمل الخسائر المستمرة وهو ما اضطرها إلى الانسحاب من تجديد العقد».
كذلك، لفت بزي إلى أن نقص السيولة النقدية لدى البلدية يعني انخفاض قدرتها على الاستدانة بفوائد منخفضة، وهو ما قد يدفعها مرة أخرى إلى زيادة فواتير المياه على السكان.
والجدير بالذكر، أنه في اليوم السابق لاجتماع البلدية، حضر بزي اجتماعاً لمجلس كريستوود التربوي، حيث أعلن للحضور أنه سيتقدم بمقترح لإلغاء صفقة «وورن فالي»، على الرغم من معرفته المسبقة بأن المقترح لن يحظى بموافقة المجلس البلدي. وأثار بزي خلال الاجتماع المذكور تساؤلات حول «المسؤولية المالية» لرئيس البلدية، زاعماً أنه صرف من مال البلدية مبلغ 250 دولاراً لقص شعره و700 دولار مقابل وليمة غداء في مطعم مكسيكي محلي، وهو ما دفع بعض الحضور إلى المطالبة بـ«عزل» باليتكو.
باليتكو يردّ
وفي حديث مع «صدى الوطن»، ردّ باليتكو بغضب على مزاعم بزي، متهماً إياه بتضليل الرأي العام ونشر الأكاذيب، إلى جانب وصفه بأنه «ليس عبقرياً مالياً»، بحسب رسالة بعثها رئيس البلدية لسكان المدينة الأسبوع الماضي.
وأكد باليتكو لـ«صدى الوطن» أنه لا يدفع أكثر من 12 دولاراً لقص شعره، كما أنه –ولأسباب صحية– يمتنع عن تناول بعض أنواع المأكولات، وأنه لم يتناول الطعام في أي مطعم مكسيكي بالمدينة.
كذلك أشار رئيس البلدية –وهو محاسب قانوني مجاز– إلى أن المدينة حققت فائضاً بحوالي 10 ملايين دولار خلال السنوات المالية الخمس الماضية، مؤكداً أن شراء الملعب بـ1.8 مليون لن «يكسر البنك».
وقال إن نسبة التمويل المطلوبة من قبل الولاية (لتغطية) الاستحقاقات والمعاشات التقاعدية هي 80 بالمئة، أما ديربورن هايتس فتغطي لغاية 87.5 بالمئة للمتقاعدين من دائرتي الشرطة والإطفاء، و81.5 بالنسبة لبقية موظفي البلدية، في حين أن هذه النسبة تبلغ حوالي 60 بالمئة لدى معظم المدن المجاورة لديربورن هايتس، وفقاً لرسالة باليتكو.
وفيما يتعلق بالرعاية الصحية ومعاشات المتقاعدين، أوضح رئيس البلدية أن جميع حكومات المدن، بما فيها حكومة ديربورن هايتس، تتبع خطة «الدفع أولاً بأول»، وأن حكومة ميشيغن تطلب من جميع المدن التخطيط لتوفير 40 بالمئة من الأموال المستحقة حتى عام 2048.
مواقف
من ناحيته، أعرب عضو المجلس دايف عبدالله عن تأييده للصفقة والاحتفاظ بملعب الغولف، لافتاً إلى أن إلغاء الصفقة من شأنه أن يترك مصير العقار خارج سيطرة المدينة.
واعتبر عبدالله أن مبلغ 1.8 مليون دولار، هو سعر «لُقطة»، وأنه سيكون من «الجنون المطلق» عدم اقتناص هذه الفرصة. وأضاف: «سنبذل كل جهودنا للحفاظ عليه كملعب للغولف.. فهذا سيزيد من قيمة منازلنا ويحمي أقبيتنا (من الفضيانات)».
أما العضو ليزا هيكس كلايتون فقد وصفت «وورن فالي» بأنه «جوهرة»، معربة عن قلقها من التداعيات القانونية في حال إلغاء صفقة الشراء أو تعديل شروطها.
وطالب بزي ومعه بعض الحاضرين، المجلس البلدي بإصدار مراسيم بلدية تضمن بقاء تصنيف العقار تحت خانة الاستخدام الترفيهي، فيما أكد كل من باليتكو وعبد الله على أن تلك المراسيم يمكن إلغاؤها بكل سهولة، كما أن وضع شروط قبل البيع النهائي قد يؤخر إتمام الصفقة.
ليزا أوشانسكي –وهي من سكان ديربورن هايتس– أعربت عن سعادتها لكون المجلس البلدي لم يوافق على إلغاء الصفقة، «لكن مع ذلك.. تعتقد بأنه توجد العديد من النقاط المهمة التي طرحها» بزي.
ندى صعب، وهي من سكان المدينة، أخبرت أعضاء المجلس البلدي بأن الأمطار الغزيرة تسببت في تموز (يوليو) الماضي بفيضانات المجاري ما غمر الأرض بخمس إنشات من مياه الصرف الصحي، مؤكدة أن هذا الأمر يتكرر للمرة الثانية خلال خمس سنوات. وقالت إن تلك الفيضانات كلفتها 15 ألف دولار من أجل إصلاح منزلها، معربة عن قلقها من أن تشييد أية مبانٍ جديدة على أرض «وورن فالي» من شأنها مفاقمة الفيضانات في الجوار. وقالت: «لا يمكننا تحمل هذه الخسائر كل بضعة سنوات.. نحن قلقون على صحتنا وأسعار منازلنا».
وفي ختام الجلسة، صوّت أعضاء المجلس البلدي بالإجماع –بمن فيهم بزي– لصالح المضي قدماً في عملية شراء ملعب الغولف.
Leave a Reply