ديربورن هايتس
بالإجماع، وافق مجلس بلدية ديربورن هايتس في جلسته الأسبوع الماضي، على طلب قائد شرطة المدينة، مارك مايرز، باستخدام منحة فدرالية لتركيب خمس ماسحات ضوئية للوحات السيارات على عدد من التقاطعات الرئيسية في المدينة.
وكان مايرز قد تقدم بالطلب رسمياً في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، مؤكداً على أهمية تركيب الماسحات التي تعرف باسم LPR، اختصاراً لـ«قارئ لوحة التسجيل» بالإنكليزية، لأهميتها في الكشف عن المركبات المسروقة أو المستخدمة في نشاطات إجرامية، أو المرتبطة بأشخاص مطلوبين أو مفقودين، حيث تقوم تلك الماسحات بالتقاط لوحات السيارات العابرة التي يجري تنزيلها في قاعدة بيانات مركزية يمكن استخدامها وتشاركها مع مختلف الوكالات الأمنية.
ويمكن لكل ماسحة LPR من نوع «فالكون» التي سيتم تركيبها في ديربورن هايتس معالجة بيانات حوالي 30 ألف مركبة يومياً، بما في ذلك طراز السيارات ومواصفاتها الأخرى، كاللون، والملحقات، والخصائص المميزة مثل الملصقات وغيرها. كما أنها توفر إمكانية البحث عن أوصاف معينة ضمن قاعدة البيانات، وتحديد ما إذا كانت مركبة ما قد عبرت الشوارع التي تُنصب فيها ماسحات ضوئية أم لا.
والجدير بالذكر أن شركة «فلوك» المنتجة لماسحات «فالكون»، تقوم بتأجير الجهاز الواحد بمبلغ 2,500 دولار سنوياً، ويشمل ذلك كلفة التركيب والصيانة والاتصال اللاسلكي.
وأشار مايرز إلى أن تعزيز الاستفادة من التكنولوجيا كان بين أهدافه الأساسية منذ توليه قيادة شرطة ديربورن هايتس، لافتاً إلى أن رصد لوحات المركبات يمكن أن يوفر الكثير من المعلومات الضرورية «لحل لغز ما، أو لحماية وخدمة مواطنينا».
ولفت مايرز إلى أنه يوجد نوعان من الماسحات المرورية، الأول ثابت، والثاني متحرك. وقال: «إن اهتمامنا الآن منصب على النوع الثابت»، مضيفاً أن ذلك من شأنه أن «يساعد في التحقيقات وكشف الجرائم».
وأوضح مايرز أن الماسحات المرورية ستساهم في «تضييق الخيارات خلال التحقيق بحادث ما»، وقال: «بدلاً من البحث عن إبرة في كومة من القش، سيقوم عناصرنا بالحصول على بيانات السيارات التي تمر عبر مدينتنا، كما أنهم سيتلقون إخطارات فورية حول الأشخاص المطلوبين أو هؤلاء الصادرة بحقهم مذكرات توقيف».
وأكد مايرز بأن الماسحات «لا تجمع البيانات مثل الهاتف المحمول، كما أنها لا تجمع صور الأشخاص»، مشدداً على أنها «تلتقط –فقط– الجزء الخلفي من الآليات، للحصول على البيانات المرتبطة بلوحات التسجيل».
وشرح مايرز أهمية الماسحات في توقيف السيارات المتورطة بعمليات السطو المسلح، وقال: «إذا رصدنا سيارة بواسطة الماسحات في أية مدينة أخرى، فهذا سيوفر لنا إطاراً زمنياً لتتبع المركبة، والمسار الذي تسلكه، ما يمدنا بالمعلومات الضرورية لاستكمال التحقيقات في الاتجاه الصحيح، كالمكان الذي يعيش فيه المشتبه به، على سبيل المثال». وأضاف مايرز: «إذا التقط أحد السكان صورة لمركبة شخص حاول اقتحام منزله، فيمكن للشرطة البحث عن مواصفات تلك السيارة ضمن قاعدة بيانات LPR».
وأكد مايرز أن الماسحات المرورية لا تلتقط صور السائقين أو ركاب السيارات التي تقطع الإشارة الحمراء، غير أنها تنبه الشرطة –فوراً– إلى السيارات التي انتهت صلاحية لوحاتها.
من جانبه، تساءل عضو المجلس دايف عبدالله عما إذا كانت الماسحات المرورية تتبع تنقل مركبات محددة، وتسجيل ما إذا كان أصحابها يترددون على أماكن معينة، مثل المساجد أو الحانات. وقال عبد الله: «الكثير من الناس يتخوفون من انتهاك خصوصياتهم، كما أنهم قلقون من تطاول الحكومة في جمع المعلومات عنهم».
ودحض مايرز تلك المخاوف، وقال: «نحن لن نتعقب أي شخص بواسطة هذه الماسحات، لأن تعقب الآليات يستوجب الحصول على أمر من المحكمة». وأضاف: «نحن نجمع البيانات المتاحة للعموم»، مشبهاً الأمر بشخص يقف على قارعة الطريق ويقوم برصد لوحات السيارات، وبعد ذلك تقوم الشرطة بالاطلاع على المعلومات المتوافرة في ملف تسجيل المركبة، مثل اسم المالك، وعنوانه، وغير ذلك من المعلومات الأخرى.
من جانبه، وصف محامي البلدية، غاري ميوتكي، الماسحات المرورية بـ«الأدوات الجيدة والفعالة»، مشيراً إلى أنها توفر معلومات أكثر موثوقية لتوقيف المطلوبين مقارنة بوسائل تقليدية أخرى. وقال: «إن الاعتماد على المعلومات التي يتم جمعها بواسطة LPR أفضل من النظر إلى السائق والتفكير في ما إذا كان مريباً أم لا».
وفي سياق آخر، أكد مايرز أن مدينة ديربورن المجاورة لديها حالياً ماسحات مرورية نشيطة على شوارعها، لافتاً إلى أن موافقة مجلس ديربورن هايتس على هذه الخطوة ستمكن شرطة المدينة من الوصول إلى قاعدة البيانات التي تسجلها الماسحات في ديربورن ومدن أخرى.
ولم يكشف مايرز عن الشوارع التي سيتم تركيب الماسحات الخمس فيها.
Leave a Reply