ديترويت – خاص “صدى الوطن”
بعدما تمكنت حملة فيرغ بيرنيرو لحاكمية ولاية ميشيغن من تشويه صورة رئيس مجلس النواب في الولاية اندي ديلون إبان خوضه الحملة الانتخابية التمهيدية للفوز بتسمية الحزب الديمقراطي لمنصب الحاكمية، من خلال اعلانات تلفزيونية، اعتبرته من “زلم” “وول ستريت” ومناهضا لحق النساء في الاجهاض، وبعد الهزيمة المنكرة في انتخابات ٣ آب (أغسطس) اطّل ديلون على مناصريه الأسبوع الماضي وكانت تعلو محياه ابتسامة عريضة، حيث قال انه مستعد للعمل لصالح الديمقراطيين في حملة الخريف للحاكمية ولكنه لم يصرح بتأييده لـ بيرنيرو امام حشد من الديمقراطيين (زهاء 200 شخص) تجمعوا في حفل فطور في مدينة ديترويت، لتوحيد صفوف الحزب عقب الانتخابات.
تحفظ ديلون اثار هرجا ومرجا سمع طنينه في ارجاء القاعة. وقال ديلون للصحافيين عقب الحفل “أريد التأكيد ان يتم تبني بعضا من الاشياء التي كنت اقاتل من اجلها” وقال “حينها يمكن الوصول، وليس علينا ان نقرر الآن”، واضاف “انها ليست صفعة لبيرنيرو، فنحن انتهينا من الحملة، وأنوي أخذ اجازة الآن، سنقرر في الامر حين أعود”.
كانت تلك حركة مبهمة من سياسي تحول في نظر كثير من الديمقراطيين الى ثائر، وسخر منه قادة الاتحادات العمالية واعتبروه دافئا جدا مع رجال الاعمال وباردا الى درجة التجمد مع الاتحادات العمالية، ووجهت له انتقادات كزعيم تشريعي قادر على القيادة.
وبسؤاله عن امكانية دعمه المرشح الجمهوري ريك سنايدر قال ديلون “لا استطيع ان أرى نفسي افعل ذلك”، اضاف “ان حظوظه ضربت في الانتخابات، بعدما لجأ الكثيرون من الديمقراطيين الى التصويت له”، واعتبر ديلون ان ذلك كان له الأثر الكبير في هزيمته.
ولم يؤثر عدم اعتماد ديلون لـ سنايدر على جمهور الحاضرين في الحفل، والذين اعطوا كلا الرجلين مكانة عالية.
الى ذلك قال كريغ راف وهو من كبار الخبراء السياسيين “هذا خارج عن المألوف” في اشارة منه الى امتناع ديلون عن تأييد بيرنيرو، واضاف “ان غضب الخاسرين في الانتخابات عادة لا يتبدى في حفلات توحيد الصفوف عقب الانتخابات”. وقال “انا غير متاكد انني سمعت عن مرشح خاسر ظهر في حفل ولم يؤيد صراحة خصمه الرابح لا استطيع حتى تذكر شيء كهذا”.
رئيس الحزب الديمقراطي مارك بروير لوح بغضب تجاه اي اقتراح يدعو للتفرقة، وقال “دعنا لا نتلاعب بالالفاظ، اندي ديلون يدعم فيرغ بيرنيرو وبطاقة الديمقراطيين، عليهما ان يعرفا بعضهما ويلتقيان، لكن اندي ديلون اليوم هنا ليظهر ان الحزب موحد خلف بطاقة واحدة”.
بيرنيرو هو الآخر تهرب من الاجابة مباشرة على السؤال، قائلا بانه سيتحدث الى ديلون ويتعاون معه “اعتقد ان كل شيء سيكون على ما يرام فانا اشاهد حزبا موحدا هنا”. وتحدث الى الجمهور رئيس بلدية ديترويت ديف بينغ، وبرغم انه لم يصرح مباشرة باعتماده لـ بيرنيرو- فهو دعم ديلون في التمهيدية- إلا انه اشاد به، كونه رئيس بلدية زميل يدرك المشاكل التي تمر بها المدن.
حاكمة الولاية جنيفر غرانهولم اشادت بالرجلين، ديلون وبيرنيرو، وقالت ان ديلون تعرض لانتقادات موجعة، وقالت انه وقف في المجلس الى جانب المدارس و”ميديكيد” ورياض الاطفال. وقالت “ديلون يمثل خيمة كبرى للحزب الديمقراطي، وهذه رسالة هامة لنا علينا ان نسير بها قدما”. وقالت ان بيرنيرو كان رئيس بلدية كفوء حقق لمدينته نموا اقتصاديا وخدمات بلدية جليلة صبغت شخصيته السياسية.
وقالت “انت الآن ليس رئيس بلدية غاضبا، حين تصبح حاكما للولاية، عليك ان تتدبر الامور بحكمة وعليك ان تكون دقيقا”.
وكان بيرنيرو وبروير وصفا سنايدر بانه مثال الجشع الرأسمالي الذي كلف الولايات المتحدة الوظائف، وكان بروير بدأ بالعزف على التهمة القائلة بان سنايدر كمسؤول في “غيت واي” للحواسيب نقل آلآف الوظائف في هذه الشركة الى ما وراء البحار ووضع في جيبه بدل ذلك ملايين الدولارات. فيما قال بيرنيرو ان “العائلات العاملة هي التي تدفع الثمن في ظل اقتصاد الافضلية فيه للاثرياء”. وقارن بيرنيرو بين سنايدر ومرشحين أثرياء من الجمهوريين على منصب الحاكمية كانا هزما، وهما ريتشارد هيدلي عام 1982، و,ديك ديفوس عام 2006.
وكان سنايدر انفق زهاء 6ملايين دولار من امواله الخاصة ليفوز بتسمية الحزب الجمهوري له في الانتخابات التمهيدية، بحيث بدا وكأنه المرشح الوحيد المعتدل بين منافسيه.
من ناحيته، حذر بينغ ان على الحزب التأكد من ان الديمقراطيين لا يتخطون خطوط الحزب الحمراء ويصوتوا لـ سنايدر، كما فعل البعض في الانتخابات التمهيدية.
Leave a Reply