حسن خليفة – «صدى الوطن»
فـي الوقت الذي يدفع فـيه الخطاب المتعصب للمرشحين الجمهوريين بالعرب الأميركيين بعيدا عن الحزب الجمهوري ليقتربوا أكثر فأكثر من الضفة الديمقراطية، إلا أن مجتمع الجالية العربية فـي الولايات المتحدة منقسم بين المرشحين الديمقراطيين هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز، حيث تتباين وتتفاضل مواقفهم لناحية التصويت لصالح سناتور فـيرمونت أو لصالح وزيرة الخارجية السابقة.
ويجادل الكثيرون منهم بأن كلينتون هي المرشحة الأفضل لمنصب الرئاسة بحجة أنها تتمتع بخبرة سياسية كبيرة وأنها الأكثر قبولا لدى الناخب الأميركي الديمقراطي فضلا عن امتلاكها لفرصة هزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الأمر الذي قد يعجز عنه ساندرز.
وقال الناشط اليمني إبراهيم الجهيم إن كلينتون تمتلك أفضل المواصفات لتولي منصب الرئيس من بين جميع المرشحين بسبب سياساتها التي تعتبر امتدادا لسياسات الرئيس أوباما، فالكثيرون من العرب الأميركيين يعتبرون أن سياسات أوباما الخارجية وإصلاحاته فـي نظام الرعاية الصحية عادت بالكثير من الفوائد على البلاد.
وأضاف أن الانتخابات الحالية لن يقتصر تأثيرها على السنوات الأربع أو الثماني القادمة وإنما سيمتد تأثيرها إلى المستقبل لنحو 20 أو 30 سنة قادمة، مشدداً أنه بسبب سياسات أوباما الخارجية فإن الحرب على إيران لم تقع، وحينها كانت كلينتون تشغل منصب وزيرة الخارجية الأميركية.
وأشار إلى أن تجربة كلينتون الطويلة وعلاقاتها ستجعل منها قائدة قادرة على صنع القرارات، على عكس ساندرز (74 عاماً) الذي يكبرها بالسن، فقد حازت لقب السيدة الأولى وانتخبت لمجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية نيويورك، كما أنها تقيم علاقات قوية مع المجتمعات العربية الأميركية فـي الولايات المتحدة.
والأمر الأكثر أهمية، أنها ستكون مرشحة الحزب الديمقرطي مما يجعل منها مرشحاً طبيعياً للرئاسة بالنسبة للعرب الأميركيين، بحسب الجهيم.
من جهتها، أكدت فاي بيضون أن كلينتون هي أكثر جذبا لأصوات الناخبين من ساندرز. وأضافت بيضون -التي تشغل منصب نائب الثالث لرئيس الحزب الديمقراطي فـي ميشيغن- إنه فـي الوقت الذي يبدو فـيه ساندرز أكثر جذبا لأصوات الشباب الأميركيين، فإن هيلاري تتمتع بالخبرة الكبيرة وتنال الكثير من الدعم، كما أنها تعرف تماما كيف تُنتخب كرئيس».
إضافة لذلك فإن أن كلينتون تدعم المسلمين الأميركيين بشكل صريح فـي خطابها، وفقا لبيضون، فضلا عن أنها التقت بالعديد من رجال الدين المسلمين والقادة العرب الأميركيين خلال حملتها فـي ولايتي مينيسوتا ونيفادا، ونقلت عن كلينتون قولها فـي بيان رسمي يخاطب المسلمين الأميركيين بالقول «أميركا هي بلدكم أيضا»، وذلك فـي أعقاب تصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي قال إنه فـي حال فوزه سيمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
واستدركت بيضون بالقول إن أي مرشح رئاسي لن يكون مثالياً بالنسبة لتطلعات العرب الأميركيين فـيما يتعلق بالسياسات الأميركية فـي الشرق الأوسط، مضيفة: «على الأقل فنحن متأكدون أنها (كلينتون) ستحجز لنا كرسيا حول الطاولة، لكي نسمِع صوتنا».
وأكد رئيس «النادي الديمقراطي فـي ديربورن» سام خالدي أنه سيدلي بصوته لصالح كلينتون، لحيازتها المواصفات آنفة الذكر.
ورأت كوني يونس، وهي مديرة متقاعدة فـي قسم الرعاية الصحية فـي مقاطعة أوكلاند، أن أحد الفروق الرئيسة بين كلينتون وساندرز تتجسد فـي أن (كلينتون) داعمة للعرب الأميركيين وقضاياهم، فـيما لا يجيد ساندرز سوى الحديث، فهو لم يذهب إلى مدينة فلنت رغم كلامه المتضامن مع أبناء المدينة المنكوبة، أما كلينتون فقد زارت المدينة، وصدّقت أفعالها أقوالها.
وأضافت أن كلينتون فقد حاربت بأسنانها وأظافرها من أجل إصلاح نظام الرعاية الصحية، وذلك قبل أن تصبح مسؤولا منتخبا، ووفقا ليونس فإن كلينتون أرست علاقات مع السياسيين فـي كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، وبالتالي فهي قادرة على إقناع الجمهوريين بالتعاون معها (كرئيس فـي حال انتخابها) لتمرير القوانين التي ستعود بالفائدة على جميع الأميركيين.
Leave a Reply