سامر حجازي – «صدى الوطن»
عقدت عضو الكونغرس الأميركي، النائبة الديمقراطية ديبي دنغل، الأربعاء الماضي، ندوة عامة لشرح سبل الاستفادة من «الحصانة المؤقتة» (TPS) التي منحتها وزارة الأمن الداخلي الأميركية لليمنيين المقيمين فـي الولايات المتحدة رغم انتهاء صلاحية تأشيراتهم.
وبمشاركة مجموعة من القادة المحليين والمسؤولين الحكوميين فـي «دائرة الهجرة والتجنيس الأميركية»، شرحت دينغل للحضور حيثيات «الحصانة» التي تجنب اليمنيين مخاطر الترحيل من أميركا، بسبب تعثر عودتهم الى اليمن التي تعيش حالة حصار وحرب طاحنة، مما قد يهدد حياتهم بالخطر، بحسب دينغل.
دينغل متحدثة أثناء الندوة.(صدى الوطن) |
وبحسب دينغل أيضاً، سوف يتمكن مئات اليمنيين الذين دخلوا الولايات المتحدة قبل تاريخ الثالث من أيلول (سبتمبر) الماضي عبر تأشيرات السياحة والدراسة (أف 1) وغيرها، من الاستفادة من الحصانة.
وتبلغ رسوم «الحصانة المؤقتة» 515 دولاراً وتتطلب
توفـير صور شخصية وبصمات الأصابع، أما اليمنيون الذي يعانون من الضائقة المادية فـيمكن إعفاؤهم من الرسوم المتوجبة عليهم. كما تشترط لوائح «الحصانة» خلو سجلات المتقدمين من الجنايات، ففـي حال وجود جناية واحدة أو جنحتين اثنتين فـي سجل المتقدم فإنه يعتبر غير مؤهل للحصول على الإقامة القانونية المؤقتة.
وقد تم تحديد الأول من آذار (مارس) فـي العام 2017 موعداً نهائياً لتقديم الطلبات.
كما ضمت الندوة إلى جانب النائبة دينغل عددا من مسؤولي «دائرة الهجرة والتجنيس الأميركية» فـي ديترويت بينهم المدير الميداني مايكل كلينجر ومسؤول العلاقات الاجتماعية فرانك كاستريا ومسؤول خدمات الهجرة للمسنين دانييل كافانو، إضافة إلى قياديين فـي الجالية العربية، بينهم رئيس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» المحامي نبيه عياد، والمدير التنفـيذي «للجمعية الخيرية اليمنية الأميركية» (يابا)، علي بلعيد.
ماذا عن العالقين فـي اليمن؟
وقد شهدت ندوة الأربعاء الماضي أسئلة كثيفة من قبل الحاضرين تركزت بمعظمها حول أوضاع عائلاتهم وأقربائهم العالقين فـي اليمن، حيث توجه أحد الحاضرين إلى المسؤولين الحكوميين بالقول «إن 90 بالمئة من الحاضرين هنا يواجهون مصاعب كبيرة بسبب عائلاتهم وأقربائهم المقيمين فـي اليمن» وهم يريدون من الحكومة الأميركية الالتزام بإجلاء مواطنيها العالقين فـي اليمن منذ اندلاع العدوان هناك.
من جانبه، حاول عياد إقناع الحاضرين بأن هذه الندوة ليست مخصصة من أجل مناقشة إجلاء اليمنيين الأميركيين، «ولكن عددا من قياديي الجالية يعملون على التواصل مع المسؤولين الحكوميين من أجل البحث فـي هذه المسألة ومعالجة مخاوف المقيمين حول عائلاتهم المتواجدة فـي اليمن».
وتجدر الإشارة إلى أن عياد قد عقد، مع نخبة من المحامين المختصين بقضايا الهجرة، عددا من الندوات فـي مساجد منطقة مترو ديترويت خلال الشهور الأخيرة للنظر فـي استفسارات المقيمين المتعلقة بالعائلات العالقة فـي اليمن، والتي هي بدورها مسألة تحتاج إلى المشورة القانونية من أجل تقديم طلبات هجرة خاصة بتلك العائلات.
كما أن مكتب الرابطة فـي ديربورن يقدم استشارات قانونية مجانية كل يوم أربعاء بين الساعتين الثالثة والخامسة بعد الظهر.
وأكدت دينغل أن هذه الندوة ستكون ضمن سلسلة ندوات ستجري إقامتها فـي المستقبل، وقالت «سنلتقي الأسبوع القادم مع مسؤولين حكوميين للحصول على أجوبة عن الأسئلة التي طرحتموها». وأضافت «إنني أقف معكم فـي هذه المعركة، وعلى جميع الأصدقاء أن يقوموا بمساعدتنا فـي هذا الأمر، كما يجب علينا مع مختلف المنظمات لإيجاد حل لهذه القضايا».
وكان عشرة من أعضاء الكونغرس الأميركي بينهم دينغل قد وجهوا رسالة إلى الرئيس باراك أوباما لحث حكومته على «بذل المزيد من الجهود لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين فـي اليمن والعمل على التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع الدائر هناك».
وجاء فـي تلك الرسالة: «من أجل حماية أرواح الأبرياء والحد من احتمالات الردود العنيفة ضد مصالح الولايات المتحدة، فإننا نحث إدراتكم على العمل مع شركائنا السعوديين من أجل الحد من الخسائر فـي صفوف المدنيين» وذلك على خلفـية اعتراف وزير الدفاع الأميركي بأن «الولايات المتحدة تقدم دعما للتحالف الذي تقوده السعودية فـي مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والمعلومات اللوجستية، إضافة إلى إمداد التحالف بالمعدات والذخائر».
تدهور الوضع الإنساني
وقد جاءت الرسالة بعد أيام على غارة شنها طيران التحالف وقصف حفلة زفاف فـي إحدى القرى اليمنية ذهب ضحيتها 23 مدنيا يمنيا، وقد تكرر هذا الأمر قبل أسبوع حيث قصف طيران التحالف قرية أخرى وأودى بحياة 131 مدنياً.
وتشير أحدث الإحصائيات إلى مقتل أكثر من 2100 شخص من المدنيين بينهم 400 طفلا فـي الأشهر الستة الأولى من العدوان، وتعزى معظم حوادث القتل إلى الهجمات التي تشنها قوات التحالف الذي تقوده السعودية. والصراع الذي أغرق اليمن فـي الفوضى، تسبب بتشريد ما يزيد عن 1.4 مليون شخص، الأمر الذي دفع بالكثيرين منهم إلى الهجرة نحو أوروبا، وأسبوعا وراء أسبوع، تتقاطر موجات الهجرة إلى مختلف دول اللجوء.
وقال بيتر مورير، وهو أحد أعضاء «اللجنة الدولية فـي الصليب الأحمر» بعد زيارته الأخيرة لليمن «إن اليمن بعد خمسة شهور من الحرب تبدو مثل سوريا بعد خمسة شهور من الصراع» فـي إشارة إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والأمنية فـي البلاد.
ووفقا لبرنامج «الغذاء العالمي فـي الأمم المتحدة»، يقدر عدد المدنيين الذين يعانون من ظروف غذائية صعبة بـ13 مليون شخص، بينهم ستة ملايين معرضين لخطر المجاعة، كما يبلغ عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أكثر من 1.2 مليون طفل.
Leave a Reply