ديربورن هايتس – بريانا غازورسكي
للمرة الثانية خلال مسيرتها السياسية، تخوض عضوة مجلس مدينة ديربورن هايتس، دينيز مالينوسكي–ماكسويل، سباق رئاسة بلدية المدينة، مستندة إلى سنوات طويلة من الخبرة في العمل البلدي والانخراط المجتمعي، ورغبة عميقة في تحسين حياة سكان المدينة من خلال تعزيز السلامة العامة، وترشيد الإنفاق المالي، وزيادة الشفافية في الحكومة المحلية، حسبما أفادت لصحيفة «صدى الوطن».
وكانت ماكسويل قد شغلت منصب رئيسة مجلس المدينة منذ عام 2018، واستمرت في أداء هذا الدور حتى وفاة رئيس البلدية السابق دانييل باليتكو أواخر عام 2020، عندما تولّت بحكم موقعها كرئيسة للمجلس مهام رئيس البلدية بالإنابة لفترة انتقالية انتهت مطلع العام التالي باختيار عضو المجلس حينها، بيل بزي، لاستكمال ولاية باليتكو إلى حين إجراء الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، والتي حسمها بزي لصالحه على حساب ماكسويل بفارق شاسع، إثر نيله 70 بالمئة من الأصوات.
ولتكرار إنجازها في 2021 بالتأهل إلى الجولة النهائية من سباق رئاسة البلدية، يتعين على ماكسويل أن تتفوق على اثنين من منافسيها الثلاثة على الأقل في الانتخابات التمهيدية المقررة في آب (أغسطس) المقبل، حيث تواجه كلاً من رئيس مجلس المدينة الحالي، مو بيضون، والخبيرة المصرفية لينا أرزوني، والناشط حسين عناني.
وسيتأهل المرشحان الأكثر حصداً للأصوات في أغسطس إلى الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر القادم.
وعلى الرغم من خسارتها سباق رئاسة البلدية قبل أربع سنوات، واصلت ماكسويل مسيرتها السياسية ونشاطها الاجتماعي في المدينة، وتمكنت من العودة سريعاً إلى المشهد العام من بوابة المجلس البلدي بعد فوزها في انتخابات المجلس عام 2023.
وإلى جانب عملها الحكومي في البلدية، تولي ماكسويل العمل التطوعي اهتماماً بالغاً منذ سنوات الطفولة، حيث أسهمت في عديد الأنشطة التي تعزز التكافل الأهلي والتطوير المجتمعي، من خلال انخراطها في حملات تنظيف مجرى نهر إيكورس للحد من الفيضانات، وكذلك مشاركتها في برنامج «وجبات على العجلات» Meals on Wheels، المصمم لإعداد وجبات ساخنة وتوصيلها يومياً إلى منازل المسنين وأصحاب الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى تطوعها في الكنائس المحلية، ولاسيما في كنيسة «سانت لينوس» التي تعتبر من رعاياها منذ عام 1962.
على المستوى الأكاديمي والمهني، تخرّجت ماكسويل من ثانوية «كريستوود» في ديربورن هايتس قبل أن تلتحق بكلية «هنري فورد» في ديربورن ثم جامعة «مادونا» في ليفونيا، لتبدأَ مسيرتها المهنيّة التي امتدّت لأكثر من عشرين عاماً في شركة AT&T للاتصالات، حيث شغلت مناصب عديدة من بينها، مديرة مشاريع ورئيسة نقابيّة، مما منحها خبرة واسعة في مجالات الإدارة وقيادة الفرق. وبالإضافة إلى ذلك، عملت كوكيلة عقارات مرخّصة لمدة تقارب العشرين عاماً، ما أضاف بعداً مهنياً متنوعاً إلى مسيرتها، ومنحها فهماً أعمق لقضايا السكن وتحديات الملكيّة والتدهور العمراني في المدينة.
وفي الإطار، أعربت ماكسويل لـ«صدى الوطن» عن ارتباطها العميق بمدينة ديربورن هايتس، معتبرة إياها موطنها الحقيقي منذ الطفولة، حيث كانت تمضي أيامها بين المدرسة ومبنى البلدية، مما أثار اهتمامها بالسياسة المحلية في سن مبكرة. وقالت: «بصفتي مقيمةً منذ زمن طويل، فإن ديربورن هايتس هي موطني، في طفولتي، كنت أمرّ أمام مبنى البلدية عند عودتي من المدرسة، وكنت أحياناً أتوقف وأتحدث مع رئيس البلدية آنذاك (جون) كانفيلد» الذي شغل منصب رئيس البلدية بين عامي 1962–1967.
ماكسويل، وهي أم لثلاثة أبناء وحفيدة عمرها سنتان: أضافت: «لقد اهتممتُ بالسياسة المحلية في ديربورن هايتس منذ صغري، ولكنني لم أقرر المشاركة إلا بعد تقاعدي من شركة AT&T. وبعد أن شغلتُ رئاسة بلدية ديربورن هايتس لفترة مؤقتة ورئاسة مجلس المدينة لأربع سنوات، أشعر أن ترشحي هذا هو الخطوة التالية المناسبة»، مؤكدة بأن الوقت قد حان لاستثمار خبرتها ومعرفتها الواسعة من أجل خدمة المدينة التي تضم 62 ألف نسمة.
وحول أولوياتها، بحال انتخابها لرئاسة البلدية، أكدت ماكسويل أن تركيزها سينصب على اعتماد موازنات عامة تعكس احتياجات المدينة الحقيقية، مع التشديد على ضرورة مراجعة الوضع المالي بدقة وصرامة، وكذلك الحد من الإنفاق غير الضروري، لضمان تصحيح المسار المالي وتمكين الإدارة من تخصيص موارد أفضل لخدمة السكان وتحسين جودة الحياة في المدينة التي تعاني من انقسامات سياسية متواصلة منذ أواخر العقد الماضي.
كما شددت ماكسويل، وهي المرشحة الوحيدة من الأميركيين البيض الذين مازالوا يشكلون أغلبية سكان ديربورن هايتس، على ضرورة دعم دائرة الشرطة المحلية، ومدّها بكافة الموارد والكوادر اللازمة للعمل بكفاءة، خاصة في ظل التحديات المرورية المتزايدة في المدينة.
ووصفت ماكسويل التي تواجه ثلاثة مرشحين من أصول عربية في الجولة التمهيدية، السلامة العامة بأنها «ركيزة أساسية» من ركائز الإدارة المحلية الناجحة.
كذلك، تتطلع ماكسويل إلى تشديد الرقابة على المباني والتأكد من مطابقتها للمواصفات المعتمدة، من خلال توفير موظفين إضافيين يعملون على الحد من «الفوضى العمرانية»، «بشكل عادل ومنصف»، مؤكدة أن هذا التوجه سوف يساهم في رفع قيمة الممتلكات ويحسن جمالية المدينة بشكل عام.
وقالت إنها ستسعى إلى جعل ديربورن هايتس أكثر نظافة وجاذبية من خلال العمل على تحسين شوارع ومداخل المدينة، «التي تمثل الانطباع الأول لدى الزائرين»، موضحة أنها ترغب في إعادة المدينة إلى صورتها التي كانت عليها في أيام نشأتها، مضيفة: «أريد أن تكون المدينة نظيفة ومكاناً مرغوباً للعيش فيه كما كانت في طفولتي».
يُذكر أن رئيس بلدية ديربورن هايتس الحالي، بيل بزي، امتنع عن الترشح للاحتفاظ بمنصبه لأربع سنوات إضافية بعد تعيينه من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سفيراً للولايات المتحدة لدى تونس، وهو قرار لايزال بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ الأميركي.
Leave a Reply