ديربورن – اقيم يوم الجمعة الماضي في قاعة «غرينفيلد مانور» بمدينة ديربورن حفل عشاء خيري تحت شعار «أعطوا كي تعيش غزة» كان المتحدث الرئيسي فيه السياسي والناشط الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي الذي قدم من الضفة الغربية خصيصاً لحضور المناسبة. وقال منظمو الحفل إن الهدف من إقامة هذه الفعالية هو رفع المعاناة عن سكان قطاع غزة عبر توفير التمويل اللازم لإنشاء وتأهيل البنى المرافق الصحية والمدنية بواسطة تبرعات ابناء الجالية العربية في منطقة ديترويت.
وفي الكلمة الإفتتاحية، قال الناشط محمد قزاز، وهو أحد أعضاء الهيئة التنظيمية المؤلفة من ١٢ عضواً للإشراف على الحفل الخيري، إن الجالية العربية أغفلت في السنوات الأخيرة تقديم اية مساعدات للفلسطينيين برغم زيادة الضغوط التي يتعرضون لها بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي. وقال قزاز «للأسف الجالية لم تنظم اي حفل خيري لصالح الفلسطينيين منذ حرب الأيام الثمانية التي تعرضت لها غزة العام الماضي، ونحن ننتظر الليلة تلقي تبرعات سخية من ابناء الجالية». وأضاف «إن القضية الفلسطينية برغم تأثيراتها المباشرة على الفلسطينيين و العالم الإسلامي إلا أنها قضية تشغل العالم بأسره»، مؤكداً أن إسرائيل شهدت تراجعا في التعاطف الدولي معها في السنوات الأخيرة نتيجة افعالها العدوانية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، ولكن في الوقت نفسه تراجع الاهتمام الإعلامي بهذه القضية نتيجة تركز الانظار على أحداث الربيع العربي» وهو ما أتاح لإسرائيل التمادي في تحقيق مخططاتها العدوانية ضد الفلسطينين دون حسيب أو رقيب.
بعد كلمة قزاز ألقى الشاعر عمر أفندم مقطوعات شعرية تظهر مدى معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، قبل أن يتم عرض فيلم وثائقي مدته 10 دقائق يوضح استمرار اعتداءات جنود الاحتلال على المدنيين في غزة، كما تخلل الحفل عرض فولكلوري راقص.
الضيف الرئيسي كان الدكتور البرغوثي، وهو مرشح سابق لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية في انتخابات العام 2005، وأحد مؤسسي «اتحاد اللجان الشعبية للاغاثة الطبية» وهي منظمة غير حكومية أسسها البرغوثي عام ١٩٧٩ بهدف تقديم العون الطبي لفلسطينيي الضفة الغربية وغزة. كما في العام 1989 أسس البرغوثي وآخرون «معهد الصحة و التطوير والمعلومات و السياسات» وهو بمثابة مركز أبحاث تشارك فيه 90 منظمة أهلية فلسطينية.
وفي كلمته أوضح البرغوثي كيف تمكن الاحتلال الاسرائيلي من قضم الاراضي الفلسطينية بطريقة بطيئة ممنهجة، مشيراً الى أن الوعد الموهوم بحل الدولتين بدأ يتلاشى، مذكرا بالوعد الذي منح للفلسطينيين بداية الصراع باعطائهم 44 بالمئة من مساحة فلسطين لإنشاء دولتهم ولكنهم اليوم يفاوضون حول 19 بالمئة من مجمل فلسطين المحتلة. كما شرح البرغوثي معاناة الناس في الضفة الغربية جراء جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل في 2002 وأسفر عن عزل عدد كبير من القرى، وفرض حالة اشبه بالاقامة الجبرية على سكانها، حيث يُمنح الأهالي ساعة واحدة يوميا لاجتياز حواجز التفتيش عند الجدار. وأشار البرغوثي الى أن عائلات هذه القرى تعاني من الجوع جراء صعوبة مرور المواد الغذائية عبر الحواجز، لافتاً الى أن الكيان الصهيوني يخطط لتوسيع الجدار العازل. وقال البرغوثي إن جرائم اسرائيل لا تقتصر على استباحة الوطن الفلسطيني والتطهير العرقي لأكثر من نصف الفلسطينيين وتحويلهم الى لاجئين في أصقاع العالم ولا كونها شكلت اطول احتلال في التاريخ المعاصر ولكنها ايضا حولت الأراضي الفلسطينية الى منطقة يسودها الإضطهاد العنصري.
لوحظ في الحفل تبرع عدد من الحاضرين بآلاف الدولارات، فيما كان منظمو الحفل يهدفون الى جمع 100 الف دولار. وقد شارك في رعاية المناسبة اضافة الى اللجنة المنظمة، كل من: «جمعية الإغاثة الفلسطينية»، «أصدقاء جمعية السبيل–فرع ميشيغن» وعدد من المنظمات الطلابية في مدارس وجامعات محلية.
وقد أجرت «صدى الوطن» مقابلة مع الدكتور البرغوثي تنشر في هذا على الصفحة 8 من القسم الإنكليزي.
Leave a Reply