فلنت – خاص “صدى الوطن”
لم يكن يدور في خلد الدكتور عبد الغانم أن يحقق كل تلك الطموحات، وأن يحرز كل تلك النجاحات، وهو يغادر دمشق، مسقط رأسه، بعد تخرجه من كلية الطب في جامعة دمشق وأدائه الخدمة العسكرية في العام 1979.
لكن الدكتور الغانم واظب على بذل الجهود، بإرادة لا تعرف الكلل، وأمضى خمس سنوات طبيباً مقيماً في مستشفى من المسشفيات الكبيرة، وليحصل بعدها على شهادة البورد في الجراحة العامة، ثم انتقل بعدها إلى جامعة ميشيغن-آناربر وأمضى فيها سنة كاملة بصفة طبيب مقيم في قسم الحروق، وبعدها انتقل إلى تكساس وتخرج من “جامعة تكساس” بعد ثلاث سنوات طبيباً أخصائياً في الجراحة “التصنيعية” والتجميلية.
وإضافة إلى مزوالة مهنة الجراحة التصنيعية والتجميلية، يقوم الدكتور الغانم بتدريس الأطباء المقيمين في جامعة “ميشيغن ستايت” في مدينة لانسنغ في اختصاصه: الجراحة التصنيعية والتجميلية.
مسيرة حافلة من الجد والمثابرة والطموح والإنجازات، تكللت في الـ20 من الشهر الماضي، كانون ثاني (يناير) بانتخابه بالإجماع لمنصب نائب رئيس البورد الطبي في ميشيغن.
و”بورد ميشيغن” هو مؤسسة حكومية تتألف من 19 عضواً يتم تعيينهم من قبل حاكم الولاية بناء على خبرتهم وسمعتهم الطبية والمهنية. ثم يقوم الأعضاء الـ 19 بانتخاب الرئيس ونائبه ورؤساء الفروع الأخرى.
ومن مهمات البورد أن يقوم بمنح تراخيص مزاولة المهنة للأطباء وتجديدها وتلقي الشكاوى حول أداء الأطباء في حال وجودها والمساهمة في تصحيحها.
وفي اتصال هاتفي لـ”صدى الوطن” مع الدكتور الغانم أوضح أن عدد “الأطباء في ميشيغن يبلغ 31 ألف طبيب، منهم 10 آلاف طبيب حاصلون على تراخيص مزاولة المهنة في الولاية”.
وبالإضافة إلى مسيرته الطبية والمهنية الناجحة، يشارك الدكتور الغانم في نشاطات الجالية العربية في مدينة فلنت، فهو كان رئيساً أسبق “للجمعية العربية للتراث في فلنت” لمدة عشر سنوات. وتقوم الجمعية بتنفيذ برنامج صحي بشكل سنوي، حيث تساعد جميع المحتاجين، عرباً كانوا أو غير ذلك، بإجراء فحوصات للسكر والكوليسترول والضغط وغيرها، إضافة إلى إقامة محاضرات طبية بهدف الإرشاد والتوعية الصحية.
وعن وضع الأطباء العرب داخل مؤسسة بورد ميشيغن الطبي، قال الغانم: أنه لا توجد إحصائية دقيقة لأعدادهم، ولكن الطبيب العربي له سمعة مشهودة، وقد حقق الكثير من الأطباء العرب نجاحات ملحوظة في المجال الطبي.
وأضاف: “من المعروف أن عدد الأطباء مرتفع وكبير في الجالية السورية، وهذا الأمر له تفسيره الخاص، ذلك أن الجاليات العربية الأخرى بدأت هجرتها بسبب عوامل كثيرة منها الحروب والأزمات الأخرى، في حين أن الكثيرين من السوريين يهاجرون إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراستهم”.
وحول تجربته الطويلة، قال الدكتور الغانم: “أنا سعيد في الإقامة هنا، وأقوم بزيارة سوريا كل عام. لقد أعطتنا هذه البلاد الكثير وعلينا أن نقوم بواجبنا لأن “ما صح لنا هنا لا يصح لنا في أوطاننا الأم، وبالتالي فعلينا خدمة مجتمعنا العام والكبير، وخدمة مجتمع الجاليات العربية، ومن الضروري أن يقوم الأطباء العرب بالتفاعل مع المجتمع الأميركي وألا ينعزلوا، وأن يشاركوا في جميع النشاطات التي تتصل بقضايا الناس وهمومهم”.
وعن “جمعية الأطباء العرب الأميركيين”، أكد الدكتور الغانم أنه عضو فيها، وأنه يحرص على حضور اجتماعها، ولكنه أضاف بأسى: “أن الكثير من الأطباء يتخلفون عن الاجتماعات ولا يشاركون إلا قليلا.. قد يكون للبعض ظروفهم وأنا أتفهم ذلك، ولكن في العموم علينا بذل المزيد من الجهود”.
عنوان العيادة في فلنت: 1020 Charter Dr. Ste 2
Leave a Reply