الشيخ الحسيني: نريد معرفة القاتل وتحقيق العدالة
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أقام “المجمع الثقافي الإسلامي” في ديربورن، السبت الماضي، ذكرى أربعين العراقية الأميركية شيماء العوادي التي تعرضت لضرب مبرح على أيدي مجهول هاجمها في بيتها في مدينة إل كاجون في جنوب ولاية كاليفورنيا في منتصف شهر آذار (مارس) الماضي.
ورغم أن تحقيقات الشرطة لم تتوصل إلى معرفة الجاني، إلا أن الجريمة أدرجت في سياق التمييز العنصري والديني الذي يتعرض له العرب والمسلمون في أميركا، خاصة وأن العوادي كانت قد تلقت قبل مقتلها رسائل تهديد تطالبها بالعودة إلى بلدها، العراق. كما وجدت بجانبها رسالة كتب فيها: “هذا بلدي.. عودي إلى بلادك يا إرهابية” قبل نقلها إلى المسشتفى حيث فارقت الحياة متأثرة بجروحها.
وكانت تقارير إعلامية قد ألمحت إلى ضلوع أحد أقارب العوادي بجريمة قتلها، وذكرت بعض الأنباء عن وجود بعض الشكوك بإحدى بناتها، حيث تواصل الشرطة التحقيق في هذا الموضوع، وفي هذا السياق قال إمام مركز كربلاء الشيخ هشام الحسيني “لا نريد من وسائل الإعلام أن تخبرنا أشياء وأشياء عن عائلتها.. نريد معرفة القاتل وتقديمه للعدالة”.
وحول أسباب تأخر الشرطة في كشف هوية القاتل، تساءل الحسيني: “من هو القاتل؟ كل هذه التكنولوجيا وهذا التقدم ولا يستطيعون التعرف على من قتل شيماء العوادي، لو كان القاتل عربيا أو مسلما لقبضوا عليه في اليوم التالي وقدموه قائلين: هذا هو الإرهابي الذي قتل امرأة مسالمة”.
وشكر عريف الاحتفال الناشط شريف الشامي أبناء الجاليات العربية والعراقية، الإسلامية والمسيحية، التي أبدت تضامنها وقدمت عزائها لعائلة الضحية وعبرت عن شجبها واستنكارها لتلك الجريمة البشعة.
وقدم راعي الكنيستين اللوثريتين في مدينتي ديربورن وورن الأب حنا سولاقا لعائلة العوادي ولعموم الجالية العراقية، وقال: “إن قتل النفس هو جريمة ضد الشرائع السماوية والأرضية، وإن كل جريمة قتل بغض النظر عن دين مرتكبها تعتبر جريمة سماوية بحق الله وبحق الإنسانية”.
كما تلقى المنظمون رسالة تعزية من الجمعية المندائية للصابئة العراقيين الأميركيين.
وقال نائب رئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان علي الطائي: “إن أبناء العراق يتعرضون للتمييز وهم خارج الوطن، وإننا نشجب مثل هذه الممارسات تحت أي مسمى وعنوان”، ودعا الطائي إلى إعلاء قيم الحوار ومد الجسور بين مختلف المجتمعات.
وتحدث الشيخ ماجد السعيدي عما تتعرض له النساء المسلمات في المجتعمات الغربية عموما، وربط بين حادثة مقتل العوادي وحادثة مقتل المصرية مروى الشربيني الملقبة بشهيدة الحجاب والتي تعرض بالمثل لهجوم قاتل في ألمانيا من قبل شخص متعصب ضد المسلمين.
وسرد حادثة أخرى تعرضت فيها امرأة محجبة للتهديد مع صاحب المصنع الذي تعمل فيه كاستشارية، وقال: “لقد رفضت تلك المرأة خلع الحجاب كما رفض صاحب المصنع الخضوع للتهديدات المطالبة بطردها، وكانت النتيجة أن ملك بلجيكا قام باستقبالهما تحية لشجاعتهما واحتراما لقوانين البلاد التي تمنع التمييز”.
وألقى كلمة المجمع الإسلامي الناشط طارق صبح الذي دعا إلى الوقوف في وجه الإسلاموفوبيا، وقال “رسالتنا هي الوحدة والخطاب الإيجابي والانسجام مع المجتمع العام”.
من جهته، أدان طالب النيار في كلمة “مركز الإمام علي” جميع الأعمال الخارجة عن القانون “التي تستبيح دماء الناس وتحاكم الآخرين على أساس الاعتقاد الديني”.
وقدم السيد علي الموسوي نبذة عن حياة شيماء العوادي التي عرفها منذ كانت صغيرة، وقال “لقد عقدتها على زوجها قاسم الحميدي منذ كانت في الـ12 من عمرها وكانت سعيدة بحياتها الزوجية وبعدها جاءت إلى أميركا.. وكانت النتيجة التي تعلمونها”.
وقال المرجع الشيخ عبداللطيف بري في كلمته: “الشهيدة شيماء العوادي .. هي رمزٌ لكل مؤمنة ورمزٌ للحجاب الايماني. والحجاب الايماني موجود في كل الديانات اليهودية والمسيحية والاسلام، فالراهبات يرتدين الحجاب، واليهودية تأمر بالحجاب، اذن الحجاب ليس امراً خاصاً بالاسلام”. وأضاف: “الحجاب ظاهرة عالمية دينية، ولقد علمت أن اليهوديات المتدينات في نيويورك وحتى في اسرائيل يلبسنَّ الحجاب والعباءة.. ولم نر راهبة لا ترتدي الحجاب.. والسيدة مريم العذراء كانت مثالاً لذلك، فالحجاب هو تكريم إلهي وتقديسٌ للمرأة”.
وفي الختام، وصف بري شيماء بـ”شهيدة الحجاب، وسواءٌ من قتلها كان مجنوناً أو عاقلاً فإنها مظلومة ذهبت الى الله تتشحط بدمها وهي تعبرُ عن مظلومية كل نسائنا وأخواتنا اللائي استُشهِدنَّ دفاعاً عن الموقف الايماني”.
Leave a Reply