نيويورك – حذر بين بيرنانك رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي، الذي يقوم بوظائف البنك المركزي، من تدهور اوضاع اقتصاد بلاده. وقال بيرنانك امام لجنة البنوك في مجلس الشيوخ الاميركي ان التوقعات بشأن اداء الاقتصاد الاميركي تراجعت في الاشهر الاخيرة، كما ان المخاطر المحيطة بنمو الاقتصاد الأميركي تزايدت. وقال بيرنانك مطلع الأسبوع الماضي ان ازمة القروض العقارية اضرت بالاقتصاد الاميركي، ثم جاء التراجع في سوق العمالة الاميركي ليزيد من صعوبة الوضع. واشار بيرنانك الى ان الاحتياطي الفدرالي سيتخذ في الوقت المناسب القرارات اللازمة لدفع النمو والحد من المخاطر التي تواجه الاقتصاد، وذلك في اشارة الى امكانية تخفيض سعر الفائدة مجددا لتنشيط الاقتصاد. وكان الاحتياطي الفدرالي خفض سعر الفائدة عدة مرات منذ شهر ايلول (سبتمبر) 2007، حيث كان سعر الفائدة 5,25 بالمئة، ليصبح حاليا 3 بالمئة.
وكان آخر تخفيض بمقدار ثلاث ارباع نقطة شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، وهو تخفيض لم يكن مخططا، كما ان هذه هي اكبر نسبة تخفيض لسعر الفائدة دفعة واحدة منذ 25 عاما.
خطة تنشيط الاقتصاد
ولم يتحدث بيرنانك عن امكانية وقوع الاقتصاد الاميركي في حالة كساد، الا انه اوضح الصعوبات التي تواجهه الآن، وتوقع ان تبدأ الاوضاع في التحسن بنهاية ها العام. واضاف وزير الخزانة الاميركية هنري بولسون في شهادته امام الكونغرس انه يأمل في يتجنب الاقتصاد الاميركي الدخول في دورة كساد. وقال بولسون انه «يعتقد ان الاقتصاد الاميركي سيواصل النمو في العام الجاري ولكن بمعدل ابطأ مما شاهدناه في السنوات الاخيرة». واضاف ان الخطة التي وضعها الرئيس الاميركي جورج بوش لتنشيط الاقتصاد، والتي تتضمن انفاق 167 مليار دولار خلال سنتين، ينتظر ان تخلق نحو نصف مليون فرصة عمل بنهاية العام الحالي. وتتضمن الخطة منح تخفيضات ضريبية لنحو 130 مليون اسرة اميركية.
انخفاض شديد فـي ثقة المستهلكين
وبعد يوم من تحذير بن بيرنارك، أظهرت بيانات أميركية انخفاض ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ ستة عشر عام، مع تعاظم المخاوف من الركود وتقليص العمالة. وانخفض مؤشر جامعة ميشيغن لثقة المستهلكين في شباط (فبراير) إلى 69,6 من أصل 78,4 في كانون الثاني (يناير).
وتكشف البيانات أن المؤشر كان يبلغ هذا المعدل في فترات الركود فقط. وعلق إيان شبردسون الخبير الاقتصادي في مؤسسة «هاي فريكوينسي إيكونوميك» بالقول إن البيانات الأخيرة لثقة المستهلك «رهيبة جدا».
وأضاف «إن الاضطراب المتواصل في الأسواق، وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وبالطبع الكارثة التي أصابت سوق الإسكان، كل هذا يجعل المستهلكين في حالة مزرية تفوق الوصف».
Leave a Reply