ديترويت
اختار رئيس بلدية ديترويت مايك داغن، برج هادسون الجديد في الداونتاون، لإلقاء خطابه السنوي الأخير عن حال المدينة، مُتطرقاً إلى النهضة الشاملة التي شهدتها ديترويت خلال سنوات حكمه الـ12، بما في ذلك جذب الاستثمارات من الشركات الكبرى، وارتفاع قيمة المنازل، وتحسن خدمات المدينة فضلاً عن تراجع معدلات الجريمة في المدينة بعد عقود من التدهور الاقتصادي والأمني.
ويتطلع داغن الذي قرر عدم الترشح للاحتفاظ برئاسة بلدية ديترويت، إلى خوض انتخابات حاكمية ولاية ميشيغن لعام 2026، كمرشح مستقل بعد إلغاء عضويته في الحزب الديمقراطي.
وأرجع داغن نجاحه في قيادة ديترويت إلى الشراكات التي عقدها مع القطاعين العام والخاص، إلى جانب دوره كشخص موحّد قادر على التواصل مع السكان وقادة الشركات لوقف عقود من تدهور المدينة، لافتاً إلى أن ديترويت فقدت 200 ألف نسمة وكانت تعجّ بعشرات آلاف المنازل المهجورة في كافة أحياء المدينة عند توليه السلطة مطلع عام 2014.
وإلى جانب أهمية التواصل مع السكان، أشاد داغن بالمنجزات التي تحققت بفعل تواصله مع قادة الأعمال، مثل دان غيلبرت وبيل فورد، مستشهداً بالنهضة العمرانية الكبيرة في الداونتاون ومشروع إحياء محطة «ميشيغن سنترال» للقطارات، التي كانت شاغرة لعقود طويلة، قبل أن تقوم «فورد» مؤخراً بافتتاحها كمركز تكنولوجي متطورة في حي كوركتاون.
وطمأن داغن المتخوفين من مسار المدينة بعد خروجه من السلطة نهاية العام الحالي، مؤكداً أن ديترويت تتمتع باستقرار مالي متين «بفضل جميع العاملين والمقيمين في المدينة، الذين يدفعون الضرائب»، فضلاً عن احتفاظ البلدية باحتياطيات قدرها 550 مليون دولار للحماية من أي انكماش اقتصادي محتمل في المستقبل.
وكان اختيار داغن لبرج هدسون الذي بلغت تكلفة بنائه 1.4 مليار دولار، بمثابة تذكير بالتقدم الهائل الذي أحرزته المدينة في عهده بعد خروجها من قضية الإفلاس.
وأضاء رئيس البلدية أيضاً على تحسن أحياء المدينة وليس فقط الداونتاون والمناطق المحيطة به، مشيراً إلى أن عدد المنازل المهجورة في المدينة انخفض بمقدار 29 ألف منزل، فضلاً عن توفير المزيد من أماكن الإيواء للمشردين وتوسيع نطاق التواصل معهم.
وأشاد داغن بانخفاض معدلات الجريمة في المدينة، قائلاً إن ديترويت شهدت أقل عدد من جرائم القتل في عام 2024 منذ عام 1965، موضحاً أن جرائم القتل تراجعت من 386 في عام 2012 إلى 203 في العام الماضي.
وأضاف أن البلدية وظفت المئات من ضباط الشرطة الجدد، وصولاً إلى شغل جميع الوظائف الشاغرة في دائرة الشرطة، وهو ما أدى إلى انحسار معدلات الجريمة بما في ذلك حوادث إطلاق النار الني انخفضت بنسبة 53 بالمئة في عهد قائد الشرطة الجديد، تود بيتيسون الذي تولى منصبه العام الماضي.
كما تناول داغن التحولات الكبرى التي شهدتها واجهة ديترويت النهرية، وآخرها مشروع جديد لبناء أكاديمية رياضية ومنشأة تدريب تابعة لدوري كرة السلة النسائي الأمبركي WNBA في موقع مصنع إطارات «يونيرويال» السابق على الجانب الشرقي من الواجهة النهرية، قرب جسر ماك آرثر المؤدي إلى جزيرة بل آيل.
ويشمل المشروع إنشاء ملاعب مفتوحة لكرة القدم والفوتبول واللاكروس وملاعب مغلقة لكرة السلة والكرة الطائرة.
وقال داغن إن هذا المشروع سيشكل اللمسات الأخيرة على الواجهة النهرية التي تستعد لافتتاح منتزه «رالف سي. ويلسون» العملاق على الجانب الغربي.
كذلك، تطرق رئيس البلدية إلى مستقبل مركز «رينيسانس سنتر»، داعياً إلى التحرك لإعادة تطويره بما يتناسب مع التحولات التي تشهدها واجهة ديترويت النهرية.
وتعمل شركة «جنرال موتورز» –التي ستنقل مقرها من المركز الأيقوني إلى برج هدسون في وقت لاحق من العام الجاري– بالتعاون مع شركة «بدروك» المملوكة لغيلبيرت، على خطط مقترحة للعقار العملاق، تشمل تقليص عدد أبراجه من خمسة إلى ثلاثة فقط، ستضم مساكن ومكاتب وفنادق. ويتضمن المقترح الذي تقدر كلفته بنحو 1.6 مليار دولار، هدم البرجين 300 و400 لإنشاء حديقة عامة على ضفة النهر بمساحة ستة أيكرات.
لكن الخطة تواجه صعوبات في الحصول على إعفاءات ضريبية مطلوبة بقيمة 350 مليون دولار من حكومة ولاية ميشيغن وهيئة تطوير داونتاون ديترويت.
Leave a Reply