ديترويت – أعلن رئيس بلدية ديترويت، الثلاثاء الماضي، عن سلسلة إجراءات سيتخذها لمعالجة عجز متوقع بقيمة 348 مليون دولار في موازنة المدينة خلال الأشهر الـ16 القادمة، بسبب تبعات أزمة وباء كورونا.
وقال مايك داغن إنه سيستعين بأموال صندوق الاحتياط النقدي الذي أنشأه من فائض الموازنة خلال السنتين الماضيتين، كما سيلجأ إلى تسريح الموظفين بدوام جزئي وتخفيض رواتب وساعات عمل موظفين آخرين لسد العجز المتوقع خلال الفترة القادمة في ظل انحسار إيرادات البلدية.
فإلى جانب تحولها إلى بؤرة ساختة لوباء كورونا مما استوجب إنفاق الملايين من الدولارات للمساعدة في مكافحة انتشار الفيروس، من المتوقع أن تعاني ديترويت من خسائر كبيرة في أهم مصادر تمويلها، وعلى رأسها ضريبة الدخل وإيرادات الكازينوهات التي تدر مئات ملايين الدولارات سنوياً على خزانة المدينة.
وأفاد داغن في ندوة صحفية عبر الإنتزنت، بأن موازنة البلدية ستعاني من عجز متوقع بقيمة 154 مليون دولار خلال السنة المالية الحالية التي تنتهي في 30 حزيران (يونيو) القادمة، و194 في موازنة السنة التالية، وأشار رئيس البلدية إلى أن إدارته ستتمكن من سد 80 بالمئة من العجز، عبر توفير 151 مليون دولار من فائض الموازنة وصندوق الاحتياط النقدي للبلدية، و147 مليوناً من موازنات صناديق تمويل أخرى تابعة للبلدية.
وأضاف بأن معظم موظفي المدينة البالغ عددهم نحو ثمانية آلاف شخص، سيعانون من تخفيض في ساعات العمل والأجور لسد العجز بالكامل.
وبموجب خطة داغن تم تقسيم موظفي البلدية إلى مجموعات مختلفة بحسب أهمية الوظائف التي يقومون بها، حيث سيتقاضى الموظفون في إحدى المجموعات 10 بالمئة فقط من رواتبهم، على أن يعملوا 10 بالمئة من ساعات دوامهم المعتادة، في حين سيحصل آخرون على 80 بالمئة من رواتبهم مقابل العمل 80 بالمئة من ساعات الدوام. ومن بين هؤلاء، المسؤولون التنفيذيون في مختلف الدوائر البلدية ممن تتجاوز رواتبهم السنوية 125 ألف دولار، والذين سيشهدون أيضاً اقتطاعات إضافية بحوالي 5 بالمئة من رواتبهم، مما سيوفر نحو مليون دولار لخزينة المدينة.
أما رجال الشرطة والإطفاء والإسعاف الذين يقدر عددهم بنحو 5,500 موظف، فسوف يستمرون بتقاضي رواتبهم كاملةً والعمل بدوام كامل.
وفي حين أن تخفيض الرواتب سيوفر نحو 44 مليون دولار، غير أن رئيس البلدية يريد أيضاً تسريح نحو 200 موظف بدوام جزئي من الموظفين المؤقتين والموسميين، لتوفير ستة ملايين دولار إضافية ليتمكن من سد العجز المتوقع بالكامل. وأوضح داغن أن جميع الموظفين سوف يفقدون بسبب الأزمة، الزيادات التي كانت مقررة على رواتبهم ابتداءً من تموز (يوليو) القادم.
وتحتاج العديد من بنود خطة داغن إلى موافقة مجلس ديترويت البلدي، لاسيما مقترحه باستخدام 50 مليون دولار من صندوق احتياط المدينة في موازنة العام القادم.
واعترف داغن بأن الاقتطاعات ستكون مؤلمة لكنه أكد على قدرة ديترويت في تجاوز الأزمة.
وقال «إذا فُتح الاقتصاد بشكل أسرع وعاد بقوة فسوف نخفف من الاقتطاعات، أما إذا تأخر الاقتصاد بالعودة، فسنضطر إلى المراجعة وتسريح المزيد من الموظفين».
Leave a Reply