ديربورن هايتس – أقامت الحملة الانتخابية لرئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بزي حفلاً لجمع التبرعات في صالة «بيلاجيو» مساء الأربعاء الماضي، بحضور العديد من الفعاليات الرسمية والمجتمعية في المدينة ذات الكثافة العربية.
ويسعى بزي، وهو أول عربي وأول مسلم يتولى رئاسة بلدية ديربورن هايتس، إلى الاحتفاظ بمنصبه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات في انتخابات العام 2025، ضمن حملة انتخابية تتوخى مواصلة تحسين الخدمات وتعزيز الأمان والتطوير التجاري، بالإضافة إلى حلّ التجاذبات والمناكفات المزمنة داخل الحكومة المحلية.
وكان مجلس بلدية ديربورن هايتس قد وافق بالأغلبية في عام 2020 على تعيين بزي، الذي كان عضواً في المجلس حينها، رئيساً للبلدية في أعقاب وفاة سلفه دانيال باليتكو متأثراً بفيروس كورونا.
وتمكن الضابط المتقاعد من سلاح البحرية الأميركية، لاحقاً من الاحتفاظ بمنصبه في انتخابات العام 2021، ليباشر على الفور بإجراء العديد من التغييرات في مختلف دوائر المدينة، وفي مقدمتها دائرة الشرطة، مما جدّد الجدل والتجاذبات داخل أروقة البلدية بعد سنوات من المناكفات بين أعضاء مجلس المدينة ورئيس البلدية الراحل، باليتكو.
وخلال حفل جمع التبرعات، أوضح رئيس البلدية اللبناني الأصل بأن قراره بالانضمام إلى سلك الخدمة العامة كان مبنياً على رؤية تهدف في المقام الأول والأخير إلى خدمة السكان وتطوير المدينة عبر أداء يعتمد الشفافية والنزاهة وعدم المهادنة، ودون إقامة أي اعتبار للمحسوبيات والمصالح الشخصية، لافتاً إلى أن أسلوبه في قيادة ديربورن هايتس «لم يرُق لبعض الأطراف»، ما جعله عرضة للانتقادات التي وصلت في بعض الأحيان إلى حد التجريح.
وأوضح بزي في كلمة لم تخلُ من المحطات العاطفية بأنه سيواصل الإصلاحات الضرورية لتطوير المدينة التي تعاني من مشاكل وأزمات تعود إلى «ماضٍ سحيق»، مثل غلاء فواتير المياه وغياب الكفاءات المنشودة في دائرة الشرطة. وقال إن ديربورن هايتس التي تأسست قبل 60 عاماً تقاعست خلال الإدارات المتعاقبة عن التحديث ومواكبة التطورات وتفادي الثغرات التي تعيق عمل الحكومات المحلية وتحول دون تحقيق مصالح السكان على النحو المرجو، أسوة بالكثير من المدن المجاورة.
ولفت بزي إلى أن إدارته تسعى نحو إيجاد حلول عادلة لتخفيض أسعار المياه والخدمات البلدية، وكذلك تعزيز دائرة الشرطة بالضباط الكفوئين بعدما نزفت العديد منهم بسبب توجسهم من سياساته الإصلاحية التي تقوم على مبدأ عدم التسامح مع الذين يخالفون المعايير الوظيفية وينتهكون الضوابط المهنية، مؤكداً بأن إصلاح دائرة الشرطة بالشراكة مع «فريق محترف» كان ولايزال ضمن أولوياته القصوى من أجل تعزيز الأمن والسلامة العامة في المدينة التي تضمّ ما يربو على 63 ألف نسمة.
وبعد زهاء شهرين من انتخابه لمنصب رئاسة البلدية، عمد بزي إلى إقالة قائد الشرطة السابق مارك مايرز وتعيين قائد الشرطة الحالي جيرود هارت بديلاً عنه، حيث عمل الأخير مع مفوّض السلامة العامة الراحل جوزيف توماس، على تحسين خدمات الدائرة وحل مشاكلها التي تثير شكاوى السكان واستياءاتهم.
كما أكد بزي سعي إدارته إلى تخفيض أسعار مياه الشرب بكافة الطرق الممكنة، وبأسرع وقت ممكن، بما في ذلك تركيب وشراء عدّادات المياه من موقع «إي باي» الإلكتروني، منوهاً بأن المدينة تعتمد في كثير من الأحيان على «التقدير» بدل الحساب الدقيق للمياه المستهلكة، وذلك بسبب عطل الكثير من العدادات التي لم تعمل الإدارات السابقة، وطيلة عقود، على تبديلها أو تحديثها.
بزي: الأولوية لتخفيض فواتير المياه وتحسين أداء شرطة المدينة
وفنّد بزي المزاعم التي تتهمه بتوظيف الأشخاص بناءً على المصالح والعلاقات الشخصية، مؤكداً بأنه يلتزم بالقوانين والتقاليد المتعلقة بالتوظيف، ومن ضمنها الإعلان عن الفرص المتاحة والمواقع الشاغرة على الموقع الرسمي لبلدية ديربورن هايتس، وكذلك قيام دائرة الموارد البشرية باختيار الكفاءات المطلوبة، وقال إن عمله لا يتعدى الموافقة على اختيار الأشخاص الذين يتم انتقاؤهم للوظائف الشاغرة من قبل مسؤولي دائرة الموارد البشرية وفق الشروط المرعية.
وألمح بزي إلى الحساسيات المستجدة حول موقفه من قرار مجلس مدينة ديربورن –الشهر المنصرم– بإدانة العدوان الإسرائيلي على قطّاع غزة والمطالبة بوقف الحرب ضد المدنيين العزل، وكذلك تجميد المساعدات الأميركية لدولة الاحتلال. وقال إنه كضابط خدم في البحرية الأميركية لأكثر من عشرين عاماً يعرف ما معنى الحرب وفداحة أضرارها الكارثية، لا سيما على المدنيين الأبرياء، وبخاصة النساء والأطفال.
وأضاف بزي: «إنني كمحارب، أعرف ماذا تعني الحرب وأدرك فظائعها وآثارها المأساوية على حياة البشر»، منوهاً بأنه أبرق رسائل إلى الرئيس الأميركي جو بايدن طالبه فيها بوقف «الحرب في الشرق الأوسط» والعمل من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، ومردفاً بالقول: «إن دعم المظلومين والمضطهدين لا يكون فقط من خلال التظاهر والصراخ»، إذ «قد تكون هنالك قنوات ووسائل أكثر جدوى للتوصل إلى الحلول المنشودة»، على حد تعبيره.
وفي ختام كلمته، وعد بزي بأنه سيبذل كل الجهود الممكنة مع جميع المسؤولين والفعاليات المجتمعية، من أجل “المضي قدماً” في مسيرة التطوير التي تشهدها ديربورن هايتس تحت قيادته، مؤكداً بأن «الأفضل لم يأتِ بعد».
كذلك تضمن الحفل كلمة للكولونيل المتقاعد في البحرية الأميركية كين هامفري، الذي أشاد بالمؤهلات القيادية والمزايا المناقبية لبزي خلال خدمته العسكرية في العديد من المواقع والمهمات داخل وخارج الولايات المتحدة.
وقال هامفري إن حكومة الولايات المتحدة وثقت بمؤهلات وانضباط وأخلاق بيل بزي الذي تم تكليفه بالكثير من المهام العسكرية حول العالم، مؤكداً بأن بزي حاز أيضاً على ثقة واحترام رؤسائه ومرؤوسيه على حد سواء، وقال: «من منطلق معرفتي وصداقتي الشخصية مع بيل، فإنني أستطيع التأكيد على أنه الشخص الأجدر بقيادة مدينة ديربورن هايتس»، داعياً مجتمع المدينة إلى التصويت بكثافة لإعادة انتخابه في انتخابات العام 2025.
Leave a Reply