بالتزامن مع بيع المول التاريخي لمالك جديد لم يُعلن عنه بعد
حسن عباس – «صدى الوطن»
كشف رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود مؤخراً عن رغبة إدارته بإعادة إحياء مجمع «فيرلين» التجاري، كموقع التقاء لجميع سكان المدينة، وذلك بالتزامن مع إتمام عملية بيع المول العريق لمالك جديد لم يعلن عن اسمه بعد.
وفي مؤتمر صحفي عقده السبت الماضي، أمام المول التجاري، أعرب حمود عن أمله بأن يتحول جزء من مركز «فيرلين» إلى مساحات خضراء صديقة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية، لافتاً إلى أن العقار الضخم الواقع عند تقاطع ساوثفيلد وميشيغن أفنيو، يتمتع بموقع مميز يربط الجانب الغربي من المدينة بجانبها الشرقي.
وكانت مجلة «كراين بزنس» قد كشفت بأن ملكية «فيرلين» سوف تنتقل –خلال شهر آذار (مارس) الجاري– إلى مالك جديد، لم يتم الكشف عن هويته بعد، وذلك بعد الإعلان عن بيع قطعة أرض محاذية للمركز التجاري، بمساحة تبلغ 26 آيكر، كانت مملوكة سابقاً لشركة «فورد» لصناعة السيارات.
المول الذي اُفتتح عام 1976 وكان الأكبر من نوعه آنذاك، يتألف من ثلاثة طوابق تزيد مساحتها الإجمالية عن 1.4 مليون قدم مربع، ويضم 125 متجراً بمساحات مختلفة. وأما المساحة الإجمالية للعقار، فتبلغ زهاء 110 آيكرات، من ضمنها مواقف للسيارات تتسع لنحو 8,500 مركبة. وعانى المول العريق خلال العقدين الماضيين من انحدار متواصل سواء من الناحية الأمنية في ظل ارتفاع وتيرة الجرائم والعراكات، أو من الناحية التجارية بنزوح عشرات الشركات الكبرى عنه، لاسيما مع تحول المستهلكين إلى التسوق عبر الإنترنت. وقد انخفضت نسبة إشغال «فيرلين» بشكل ملحوظ إلى أن قررت شركة «فورد» نقل مئات الموظفين مؤقتاً إلى الأجنحة الخالية، مما رفع نسبة الإشغال في الوقت الراهن إلى 83 بالمئة.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي حضره المدير العام لمركز «فيرلين»، داني فياض، أشار حمود إلى أن سكان ديربورن يطالبون بتوفير المزيد من «أشكال التنقل والتواصل» داخل مدينتهم. وقال: «يقع المركز في وسط مدينتنا، لذلك فهو يشكل طريقة للاتصال بأمان بين جزئي المدينة، الغربي والشرقي».
وأعرب حمود عن تفاؤله بمستقبل «فيرلين تاون سنتر»، منوهاً بأنه لايزال يحتضن واحداً من أكثر متاجر «مايسي» تحقيقاً للأرباح في البلاد. ورفض حمود المقولة التي يرددها الكثيرون بأن «المركز ينهار»، ووصفها بأنها «غير صحيحة»، لافتاً إلى أن سكان المدينة سيساهمون في نهضته إذا ما توفرت الظروف المناسبة.
وقال: «إن ما يميّز ديربورن هي أنها مجتمع يحب أن ينفق دولاراته في المدينة».
وأوضح رئيس البلدية الشاب بأن مؤتمره الصحفي يندرج ضمن جولته الميدانية المستمرة في جميع أنحاء ديربورن، مشيراً إلى أن إدارته تهدف إلى بثّ رسالة مفادها أن المدينة لديها «قيادة استباقية». وأكد أن إدارته ستكون على عكس الإدارات السابقة، أكثر نشاطاً في العمل مع المطورين الاقتصاديين من أجل تنمية المجتمع المحلي.
وأضاف حمود: «الإدارة الجديدة لن تتنحى جانباً، بل تريد أن تكون هي من يدير الدفة».
وانتقد حمود، الإدارات السابقة التي كانت «تترك مقاليد الأمور للمطورين والمستثمرين لاختيار ما يفعلونه» دون مراعاة لمصلحة المدينة بشكل عام، وأضاف: «نحن سوف نقلب الآية، فإذا أراد المطورون العمل في ديربورن، سنحرص على مشاركتهم التخطيط للتأكد من أن المجتمع ككل سوف يستفيد من مشاريعهم».
وأشار حمود إلى وجود العديد من الخيارات والفرص التي يمكن أن تضمن النجاح الباهر لمركز «فيرلين» في المستقبل، وأكد أن إدارته ستعمل على ابتكار أفكار مناسبة لعرضها على المطورين الجدد بهدف مساعدتهم على صياغة خطة ناجحة تضمن مصالح جميع الأطراف.
وأوضح حمود بأن إدارته منكبة على إعادة تصوّر المنطقة التي تضم مركز «فيرلين»، وفندق «حياة ريجينسي» سابقاً، والذي من المخطط أن يتم تحويله إلى شقق سكنية، وقال: «يمكننا إعادة تصور هذه المنطقة وجذب المطورين إليها ضمن رؤية شاملة لإنشاء وسط تجاري جامع للمدينة»، و«هي رؤية لطالما كان السكان يطالبون بها»، وفق تعبيره.
وأبدى رئيس البلدية أمله في أن يشكل تطوير المنطقة الواقعة في قلب ديربورن، تحولاً صحياً مستداماً في المدينة، لافتاً إلى أن رؤيته تشمل توفير مساكن مدعومة لمحدودي الدخل وإقامة حدائق ومرافق ترفيهية فضلاً عن المساهمة في مكافحة آفة الفيضانات المتكررة التي تشكل كابوساً للسكان والبلدية على حد سواء.
وأردف حمود أن المساحات الخضراء تزيد من معدل امتصاص التربة لمياه الأمطار، مؤكداً أن تحويل جزء من مواقف السيارات إلى أرضية ترابية، سوف يساعد في حل المشكلة، بلا أدنى شك.
وختم حمود بالقول: «في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني لتطوير المنطقة، لأن المشروع لا يزال في مرحلة التخطيط»، وعندما سئل عن كيفية تمويل المشروع، أشار رئيس البلدية إلى أن الأموال ستأتي من مصادر متعددة، في المدينة والمقاطعة والولاية.
Leave a Reply