علي حرب – «صدى الوطن»
يستعد «الحزب الديمقراطي فـي ميشيغن» لخوض معركة انتخابية صعبة فـي خريف العام ٢٠١٦، سيكون فـيها الديمقراطيون بحاجة ماسة الى حشد أكبر قدر من التأييد بين ناخبي الولاية لتعويض الخسائر الانتخابية التي مُني بها الحزب على المستوى المحلي فـي جولتي ٢٠١٢ و٢٠١٤. ومما لا شك فـيه أن العرب الأميركيين الذين باتوا يشكلون ثقلاً انتخابياً معتبراً فـي الولاية سيكونون من الأوراق الرابحة التي يمكن للحزب التعويل عليها لاستعادة بعض نفوذه السياسي فـي لانسنغ بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية المقررة فـي تشرين الثاني (نوفمبر) من العام المقبل والتي سيتم خلالها انتخاب خلف للرئيس باراك أوباما.
![]() |
براندون ديلون متوسطاً رئيس «النادي الديمقراطي فـي ديربورن» سامي الخالدي وعقيلته |
فـي ١١ تموز (يوليو) الماضي، عقد «الحزب الديمقراطي فـي ميشيغن»، مؤتمره السنوي العام فـي مدينة بورت هيورون (شمال ديترويت)، حيث تم انتخاب رئيس جديد له إضافة الى إجراء تعديلات لافتة على التمثيل العربي داخل الحزب.
وقد تم إنتخاب النائب فـي كونغرس الولاية عن مدينة غراند رابيدز (غرب) براندون ديلون رئيسا للحزب فـي ميشيغن خلفا للرئيس السابق لون جونسون الذي أعلن ترشحه لعضوية مجلس النواب الأميركي عن الدائرة الأولى (شمال ميشيغن) التي يمثلها حالياً الجمهوري دان بنيتشيك.
وبدوره قدم ديلون استقالته من عضوية مجلس نواب الولاية، ليتولى قيادة الحزب الديمقراطي الذي يطمح الى حشد التأييد فـي غرب الولاية، وهو ما قد يلعب ديلون دوراً فعالاً فـي تحقيقه.
وقال ديلون خلال اجتماع اللجنة التنفـيذية الجديدة فـي المؤتمر الذي أقيم فـي مركز «بلو ووتر» للمؤتمرات فـي بورت هيورون «لدينا الكثير للقيام به فـي عامي ٢٠١٦ و ٢٠١٨، وأنا أسعى جاهداً حقاً لوضع خطة استراتيجية للتأكد من أننا سنصبح حزباً ليس فقط قادر على الفوز فـي انتخابات ٢٠١٦ و٢٠١٨، ولكن لفترة أبعد من ذلك».
يشار الى أنه فـي انتخابات ٢٠١٦، إضافة الى سباقات الرئاسة والكونغرس، سيكون أمام الديمقراطيين مهمة صعبة إذا ما أرادوا لعب دور سياسي خارج صفوف المعارضة فـي لانسنغ، التي أصبحت منذ عدة سنوات فـي قبضة الجمهوريين الذين يسيطرون على جميع المناصب التنفـيذية فـي ميشيغن (الحاكم والمدعي العام والسكرتاريا) إضافة الى الأغلبية فـي مجلسي الشيوخ والنواب، وسوف يعمل الديمقراطيون على تنشيط قواعد الحزب من الطبقات الفقيرة والأقليات والليبراليين مستفـيدون من الانتخابات الرئاسية التي غالباً ما تدفع الأميركيين الى التصويت بكثافة.
تغييرات عربية فـي الحزب:
الهدف زيادة الإقبال الانتخابي
غير أن منطقة ديترويت الكبرى تبقى مركز الثقل الحقيقي للديمقراطيين، كما هي مركز تجمع الجاليات العربية التي وجدت نفسها، بعد هجمات «١١ أيلول» وحكم بوش الابن و«المحافظين الجدد»، حليفا طبيعيا للديمقراطيين الذين لم يضطروا الى فعل الكثير للحصول على أصوات الناخبين العرب.. لكنهم يدركون الآن أن هناك حاجة حقيقية لتفعيل جميع القواعد الشعبية للحزب وحثها على التصويت بكثافة، بمن فـي ذلك الناخبون العرب، وهو ما انعكس بصراحة فـي التعديلات غير المسبوقة التي طرأت على التمثيل العربي فـي الحزب بعد المؤتمر الأخير.
فبعد ثلاثين سنة قضاها اسماعيل أحمد على رأس التجمع العربي فـي الحزب الديمقراطي بميشيغن، تم اختيار الناشطة العربية الأميركية ملاك بيضون لخلافته، وهي شابة من سكان ديربورن لمع نجمها السياسي بعد نجاحها اللافت فـي قيادة حملات انتخابية رابحة فـي عاصمة العرب الأميركيين.
وجاءت تسمية ملاك بيضون لقيادة التجمع العربي (كوكس) بعد إعلان تقاعد اسماعيل أحمد الذي كان يشغل أيضاً منصب النائب الثالث لرئيس الحزب، وهو المنصب الذي انتقل الى الناشطة العربية فاي بيضون، وهي كذلك من سكان ديربورن وتشغل منصب المدير التنفـيذي لغرفة التجارة الأميركية العربية.
والتجمع العربي فـي الحزب الديمقراطي هو أحد التجمعات الحزبية التي تمثل الجماعات العرقية والدينية والأيدولوجية والعمرية، وهي مكلفة بحشد الأفراد من تلك التركيبة السكانية لصالح مرشحي الحزب وجدول أعماله.
أما اللجنة التنفـيذية للحزب الديمقراطي فـي ميشيغن فقد أصبحت تضم ستة أعضاء عرب أميركيين بينهم فاي بيضون والمحاميان نبيه عياد وزينة الحسن، مع العلم أن اللجنة التنفـيذية تتألف من ٦٢ عضواً.
وقال عرب أميركيون منخرطون فـي الحزب الديمقراطي لـ«صدى الوطن» إن الهدف من هذه التعديلات هو زيادة إقبال الجالية على التصويت فـي الإنتخابات المقبلة، حيث أن ديناميكية ملاك بيضون ونجاحها فـي «هندسة» الحملات الانتخابية الرابحة فـي ديربورن لكل من القاضي سالم سلامة، ورئيسة مجلس ديربورن البلدي سوزان دباجة، ومساهمتها فـي حملة النائبة الأميركية ديبي دينغل، ومحافظ مقاطعة وين وورن إيفانز، «تثبت بأن لملاك دور هام يمكن أن تلعبه فـي حث الناخبين على التوجه الى صناديق الاقتراع».
وحول ترؤس اسماعيل أحمد لتجمع العرب الأميركيين فـي الحزب لمدة ثلاثة عقود متتالية، قالت ملاك بيضون إن توليها لهذا الموقع سيضع على كاهلها مهمات جسيمة، وأضافت «سأكون أنا الثانية التي ترأس التجمع العربي الأميركي فـي الحزب الديمقراطي»، فـي إشارة الى أن أحمد كان أول عربي يتولى هذا المنصب الذي استحدث فـي الثمانينات.
وتابعت ملاك بيضون بالقول «إنه شرف لي بأن أكون فـي هذا الموقع.. وأنا ممتنة لإتاحة الفرصة نحو مواصلة المسيرة والبناء على جهود إسماعيل أحمد، وأتطلع أيضا إلى تمهيد طريق جديد للأميركيين العرب ليكونوا جزءا من العملية الديمقراطية».
يشار الى أن غالبية العرب الأميركيين فـي ميشيغن يميلون نحو الحزب الديمقراطي ولاسيما فـي منطقة ديترويت، وديربورن تحديداً، حيث كان لافتا فـي الإنتخابات الأخيرة حصول الديمقراطيين دينغل والسناتور الأميركي غاري بيترز على 90 بالمئة من أصوات المقترعين فـي مراكز الإقتراع ذات الأغلبية العربية فـي ديربورن، لكن إقبالهم الضعيف على المشاركة يحد من تأثيرهم فـي الإنتخابات.
وقالت ملاك بيضون إنها تخطط للمساعدة فـي زيادة الاقبال من الجالية العربية من خلال التثقيف والدعوة لتسليط الضوء على أهمية التصويت وإتاحة المعلومات عن المرشحين وبرامجهم. وأضافت «الناس يريدون الإنخراط فـي عملية التصويت وهم بحاجة فقط للتذكير كم هو مهم ممارسة حقهم فـي التصويت، ونحن بحاجة إلى تذكر مدى أهمية العرب الأميركيين فنحن لدينا القدرة حقا على التأثير على العملية السياسية». وقالت بيضون إن مهمة السياسيين -وهي واحدة منهم- تثقيف المجتمع وتزويده بالأدوات، ونوهت الى أنه منذ إنتخاب الرئيس جورج دبليو بوش عام 1988 ربح مرشحو الرئاسة الديمقراطيون أصوات ميشيغن فـي جميع السباقات، وقالت بيضون إن خبرتها فـي إدارة الحملات الانتخابية علمتها «أن لا شيء يمكن أن يكون أمرا مفروغا منه.. علينا تنظيم صفوفنا وزيادة الإقبال على التصويت والعمل على التأكد من أن تظل ميشيغن باللون الأزرق.. لأننا حين نصوت نكسب»
من جانبها، أكدت فاي بيضون على أهمية حث الجالية للإقبال على التصويت، «فهو السبيل لدفعنا الى مراكز إتخاذ القرارات»، وأشادت بيضون بجهود الحزب لإشراك الأقليات فـي مواقع القيادة «أظهر الحزب إلتزامه الجيد بالتنوع والشمول، يبرز ذلك من خلال عدد العرب الأميركيين فـي اللجنة التنفـيذية للحزب» (حوالي عشرة بالمئة). وقالت فاي بيضون إنها ترغب أيضا فـي زيادة التعاون بين الحزب والمنظمات العربية الأميركية بما فـي ذلك اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك).
وقال سامي الخالدي وهو رئيس «النادي الديمقراطي فـي ديربورن» وعضو فـي اللجنة التنفـيذية إن مهمة النادي هي تثقيف الناس حول القضايا المطروحة على المستويين المحلي والوطني وحث المزيد من الأشخاص على المشاركة فـي العملية الديمقراطية، مؤكدا أن الحزب الديمقراطي معني بالأقليات والفئات المهمشة والمحرومة وبضمنهم العرب الأميركيون، وقال إن قانون الرعاية الصحية الوطني مثال على كيفـية إستفادة العرب الأميركيين من سياسات الحزب الديمقراطي.
Leave a Reply