ديربورن – خاص “صدى الوطن”
رغم سنوات عمره السبعين، لم يخفت نشاطه في العديد من المجالات والشؤون التي تهم الجالية العربية في منطقة ديترويت عموماً، واللبنانية بشكل خاص. ومن الحقول الاجتماعية والاقتصادية، التي عمل في مضمارها منذ شبابه، وسّع رجل الأعمال اللبناني الأميركي الدكتور نسيب فواز دائرة جهوده من أجل “الاهتمام والتركيز على جيل الشباب” فكان أن اشترى مؤخراً نادي “ديربورن ستارز” لينتشله من شح التمويل والرقي به، وبشبابه، الى درجات أعلى، وبطموحات لم يحدد لها سقف.
التقينا الدكتور فواز، رئيس المجلس الاغترابي اللبناني والرئيس الجديد لنادي “ديربورن ستارز”، في مكتبه في “المركز الاسلامي في أميركا” في مدينة ديربورن، وكان لنا معه هذا اللقاء:
– كيف بدأت فكرة الدخول في عالم الرياضة؟
– الرياضة مهمة للشباب، وعندما كنت شاباً أحببت الرياضة ولعبت كرة القدم والطائرة. وتتمثل أهمية الرياضة في جمع الشباب وابعادهم عن المشاكل الاجتماعية والانحراف نحو المجهول الذي يعيق تقدم الانسان ويشغل عقله. ولكن بسبب كثرة مشاغلي، لم تسنح لي الفرصة للعمل فيها وسبر أغوارها من موقع المسؤول. أما حالياً، ومن ضمن اهتمامي بالشأن العام للجالية، هناك ثلاثة أمور مهمة أعمل من موقعي على تأمين الدعم لها قدر الامكان، أولها التحصيل العلمي، الذي يرقى بالجالية ويعطي صورة جيدة عن العرب. والامر الثاني هو الرياضة والتي هي ميزان المجتمعات الدقيق، وبارومتر التطور والتواصل بين أبناء المجتمع، وهي رسالة مهمة لاضفاء صبغة متطورة عنا كشعوب عربية، والامر الثالث هو تأمين التمويل لنشاطات الجالية، فوجود المال النظيف بين أيدي أبناء الجالية العربية يجعلهم فاعلين في شتى مجالات الحياة ويكون تأثيرهم كبيراً على المسرح الاميركي.
ومن هذه القناعة الراسخة، عرفت ان فريق “ديربورن ستارز” بحاجة الى راعٍ وإدارة ونصائح، وشاهدت أن هناك مجموعة من الشباب يودون ان يكون الفريق ناجحا وبإدارة قادرة على العطاء والدعم والعمل بصدق في سبيل تحفيز الرياضة بين ابناء الجالية العربية، ووجدت ان هذه المجموعة تكمل نظرتي للرياضة، التي تسهم في رفع مستوى الشباب العربي. يضاف الى ذلك ان إسم “ديربورن ستارز” الذي يملك تاريخاً زاخراً يجب أن يستمر. فوجدت نفسي أمام مسؤولية حمل راية هذا الفريق وشبابه. ومن الضروري ان نشكر مؤسس النادي اللبناني الاميركي السيد علي جواد الذي قدم الدعم للنادي طيلة فترة رعايته له.
– ما هي العناوين التي تنطلق الهيئة الادارية الجديدة منها للعمل في النادي؟
– هذا الفريق ليس فريق الشخص الواحد أو المؤسسة الواحدة، إنما هو فريق عربي، يرفع اسم الجالية ومدينة ديربورن التي اضحت عاصمة للجالية العربية. ومن واجبنا ان نحافظ على المدينة التي تحافظ علينا وتفتح لنا الآفاق عبر رفع اسمها في المحافل الرياضية، وهذا أهم عنوان ومنه ننطلق. وبما ان النادي قد سجل سابقاً انجازات باسم المدينة وجاليتها، وكانت له صولات وجولات في رومانيا ولبنان عبر كوكبة من اللاعبين المتميزين فمن الضروري ان يتم الدعم المعنوي والمادي من جميع مؤسسات الجالية الاقتصادية وتشجيع الاهالي والشباب واللاعبين لحضور المباريات لمواكبة الرياضة.
– ما هي أهم الاهداف بالنسبة إليكم؟
– الهمّ الأول، هو ايجاد فريق منظم ويتمتع بالاخلاق العالية ويعمل بإخلاص ويهمني نجاح الفريق الذي يفتح مجالات للشباب الصاعد للسير في هذا الطريق ولأجل هذه الغاية تعاقدنا مع المدرب الكابتن بهاء سالم لتدريب الفريق ووضعنا كل الامكانات اللازمة بين يديه. واعتقد اننا نسير بالطريق الصحيح حيث ينتظرنا مستقبل مشرق للفوز ببطولة الدرجة الثانية والصعود الى الاولى، وكسب بطولة ميشيغن ايضاً.
والهدف الثاني هو انشاء فريق رديف للفريق الاول لرفد النادي بدماء جديدة والاتجاه اللاحق هو لكسب اكبر قدر ممكن من الناشئين ضمن الفئات العمرية، لإكمال مشوارهم معنا، أو مع غيرنا، ومشوارنا معهم ايضاً. وهناك هدف مهم جداً، وهو محاولة افادة المنتخبات العربية عبر موهوبينا من كل البلدان لخدمة أوطانهم، يضاف اليها متابعتنا لهم وصقل مواهبهم التي قد تؤدي الى حصولهم على منح جامعية تساعدهم على متابعة تحصيلهم العلمي.
ومن هنا أتوجه الى اللاعبين بضرورة أن يتحلوا بالاخلاق العالية، ليكونوا قدوة للناشئين وهم في طريقهم الى النجومية على مستوى ميشيغن أو أميركا أو العالم.
– ما هي الخطوات المستقبلية التي ترسمونها لمسيرة النادي؟
ضمن خطتنا الأولية، إيجاد مركز للفريق للتمارين لانه لا يجوز ان يقود لاعبونا لمدة ساعة للوصول الى ملاعب مغلقة في فصل الشتاء للتمرين، فهذا ظلم بحقهم ونحن بحاجة الى مركز أو مجمع رياضي للتمارين الداخلية والخارجية يتماشى مع تطلعات شبابنا واعتماده مركزا رئيسيا يفتخر النادي به، وهذا سينعكس إيجاباً على كل الفرق العربية التي تمارس كرة القدم في المنطقة، وانا اتوجه عبر صفحات جريدتكم الى رجال الاعمال لتكريس هذه الفكرة، والعمل عليها بأسرع وقت ممكن وهي ليست بعيدة المنال. فوجود هكذا مركز، خاص أو عام، في ديربورن أو ضواحيها سيكون تأثيره ومردوده إيجابياً جداً على الشباب العربي الذي من خلال متابعتي له يتنفس رياضة وكرة قدم بشكل خاص، وليس شرطا ان يكون لكرة القدم فقط وانما لعدة نشاطات مختلفة.
– في ظل الادارة الجديدة لفريق “ديربورن ستارز” كيف ستكون العلاقة بينكم وبين باقي الاندية الرياضية العربية لما فيه المصلحة العليا للجالية العربية ؟
– كل نادٍ عربي يعمل لرفع اسم الجالية العربية له منا كل تقدير واحترام، وأذكر الفرق التالية “سبورتنغ ميشيغن” و”شباب اليمن” و”المنتدى العراقي” و”العراق الرياضي” و”كالديين روكتس”.. وعذراً، ان نسيت او سهوت على اسم فريق ونأمل منهم التعاون في مجال الرياضة ونشجعهم على ايجاد فرق فئات عمرية لإيجاد ارضية صلبة لاستمرارية الفرق ككل لما لهذه الخطوة من ايجابيات كثيرة اهمها لم شمل الشباب وابعادهم عن الموبقات. ولهذه الاسباب حددنا المسؤوليات بين إداريينا والتعاطي سيكون بشكل ايجابي وبتعاون وثيق مع الجميع وحتى مع كل الوسائل الاعلامية التي تساهم في رفع شأن الرياضة، بإعطائها الاهتمام اللازم. وأكرر تركيزنا على المستوى الاخلاقي بين اللاعبين والاداريين والمدربين ولا نقبل بأية كلمة خطأ تخرج من لاعبينا أو مسؤولينا، بحق أي كان سواء نادي او شخص، والنتيجة ستكون حتمية بفصل المخطئ وإبعاده فوراً من الادارة والفريق، لأننا لا نقبل بأي متطاول على أي نادٍ، لأننا نؤمن أن الرياضة ليست لكسب الكؤوس وانما لتهذيب النفوس.
– هل هناك توجها لتفريغ اللاعبين في الفريق؟
في الوقت الراهن، نحن في مرحلة تأسيسية، وهذه الفكرة غير موجودة حالياً، ولكن لا مانع في حال تطورنا أن نتطرق الى نقاط كثيرة، ومن ضمنها هذه النقطة المهمة. ولا اخفي عليك انه يهمنا أن نوجد فريقاً عربياً يصل الى دوري المحترفين الاميركي ولكن الطريق طويل وشاق وخطوة الالف ميل تبدأ بخطوة ونحن بالاتجاه الصحيح.
– كلمة أخيرة..
– “ديربورن ستارز” فريق شباب متجدد واخلاقه عالية ويتعاون مع الجميع، ويطلب من الجميع التعاون معه، واقترح ان يكون هناك اجتماعا ولو مرة في الشهر مع باقي الاندية للتنسيق والتشاور لمصلحة الرياضة العربية. واتوجه بالشكر الى جميع الاندية، واتمنى لها التوفيق في مسيرتها الرياضية لحصد الانجازات، التي وان كانت رمزية فهي تدخل في سجلات التاريخ كإنجازات عربية في بلدان اجنبية. كما أتوجه بالشكر الى كل وسائل الاعلام المهتمة بالرياضة وخصوصاً جريدتكم التي تلقي الضوء على الرياضة عبر الصفحة الرياضية والتي أثرت ايجابا في الشباب العربي والتي بات توجههم للرياضة من خلال جريدتكم بالدرجة الاولى
Leave a Reply