ديربورن – خاص “صدى الوطن”
لعل لسان حال الكثيرين من سكان مدينة ديربورن الذين يعانون من رعونة سائقي السيارات على شارع وورن وعدم تقيدهم بقواعد السير، ما قاله المدير الإقليمي للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز في ميشيغن عماد حمد بحضور رئيس شرطة مدينة ديربورن رونالد حداد: “إنني أحاول بقدر الإمكان أن أتفادى المرور عبر شارع وورن، وعندما اضطر إلى استخدامه أتمنى فعلاً أن أكون شرطياً لتنظيم مخالفات بحق السائقين لعل ذلك يردعهم عن مخالفة قواعد السير وأصوله”. وأضاف: “إننا كعاملين في منظمات اجتماعية وسياسية وغيرها نطالب الشرطة أن تتشدد في تحرير المخالفات للمتجاوزين لأن في ذلك سلامة وأمان لنا ولعائلاتنا”.
وكان “كونغرس المؤسسات العربية الأميركية” في ميشيغن قد دعا إلى لقاء يجمع بين الشبان واليافعين من أبناء الجالية العربية مع رئيس شرطة المدينة في جلسة حوار مفتوحة،في النادي اللبناني الأميركي، مساء الاثنين الماضي، للوقوف على أسباب ودوافع بعض الممارسات السلبية التي تتجلى بأشكال متعددة مثل الرعونة في قيادة السيارات ومعاقرة المشروبات الكحولية وتدخين الماريجوانا وتعاطي المخدرات والتي تتطور في بعض الأحيان لتصل إلى درجات مروعة كما حصل في الآونة الأخيرة في حادثة مقتل الشاب محمد عبود.
ووصف رئيس النادي اللبناني القاضي سالم سلامة السجل القضائي والجنائي بالهام والمؤثر في حياة الأشخاص لجهة حصولهم على الوظائف وعلى السمعة الاجتماعية اللائقة والضرورية ليحظى المرء باحترام الناس في محيطه الاجتماعي، وقال: “إن السجل القضائي والجنائي يلازم الأشخاص طوال عمرهم، وعليكم أن تكونوا واعين لهذه المسألة، فحياة من يوصفون بـ”أصحاب السوابق” ليست سهلة وهي تعيق حياة هؤلاء الأشخاص ونجاحهم اجتماعيا ومهنيا”.
ونوّه الحاج فؤاد زبان مدرّس التربية الرياضية ومدرب كرة القدم في ثانوية “فوردسون” في ديربورن “بأن قراراً واحداً خاطئاً يمكن أن يؤدي إلى حصول الكثير من المشاكل التي تجعل حياة أي شخص صعبة أو مستحيلة”. وخاطب زبان الشبان المتواجدين بأنه من الأجدى لهم أن يفكروا وأن يتعلموا كيفية اتخاذ القرارات الصائبة والخيارات الصحيحة، بدل من إهدار الوقت والجهد في ممارسة أمور لا طائل منها، وطلب منهم ألا يترددوا في استشارة أهاليهم أو معلميهم أو من يثقون بهم.
وركز الناشط حسان مقلد على ضرورة أن يعرف الشخص من هو، وما هو دوره في المجتمع، وعلى الطموح بالتحصيل العلمي العالي، وخاطب الشبان “من حسن حظكم أنكم أبناء ثقافة تقدر العلم وتشجع على التعليم، ومن حسن حظكم أن الأسر العربية تقدم الدعم غير المحدود لأبنائها في هذا المجال، فلا تضيعوا هذه الفرصة، وعليكم أن تكونوا في مستوى المسؤولية”. وأضاف “إذا أردنا أن نغير تلك الأمور التي لا تعجبنا فعلينا أولا أن نمتلك الرؤية البديلة”.
وتحدث المحامي والقاضي المساعد في محكمة ديربورن الـ 19 هلال فرحات عن تجربته كمهاجر قدم إلى الولايات المتحدة في عمر العشر سنوات، واستطاع تجاوز جميع الصعوبات والمشاكل بدعم من أفراد أسرته حتى استطاع أن ينهي تعليمه العالي وأن يحصل على وظيفة جيدة وأن يبني أسرة. وقال فرحات: “استمتعوا بحياتكم كما تريدون ولكن حذار من تجاوز الحدود والخطوط الاجتماعية والقانونية. تعلموا كيف تحترموا أنفسكم وكيف تحترموا الآخرين”. وأضاف “إن هذه البلاد ماتزال أرض الفرص، فلا تضيعوا فرصكتم، وأفضل طريقة لتحويل تلك الفرص إلى واقع ملموس هي التعلم والعمل”.
وعبر رئيس شرطة المدينة العربي الأميركي رونالد حداد عن سعادته بذلك اللقاء وشدد على دور العائلة في بناء الشخصية السليمة المفيدة لمجتمعها ووصف الأسرة العربية بأنها من النوع الذي يضع في أولوياته توفير أفضل الظروف للأبناء ومساعدتهم في بناء والتماس سبل الحياة الكريمة.
وقال حداد إن “القيم والأخلاق والمثل لا غنى عنها للأفراد والشعوب”، ووصف الثقافة العربية وقيمها بالإيجابية. كما نوه بقيمة احترام الذات التي ينبثق عنها احترام الآخرين.
وشجّع حداد الشبان على تجسير الهوة بينهم وبين رجال الشرطة، وقال إن الدور الأساسي للشرطة هو حمايتهم وتوفير الأمن لهم من خلال تطبيق القوانين، وليس معاقبتهم أو تعكير صفو حياة المواطنين.
وحث حداد المتواجدين على القيام بدور إيجابي في مواجهة انتهاكات وتجاوزات القانون وذلك من خلال إخبار قسم الشرطة عند مشاهدتهم أو معرفتهم بأي شيء من شأنه أن يساعد في استتباب الأمن وحماية المواطنين.
ومن الجدير بالذكر أن اللقاء ترك انطباعات إيجابية لدى نفوس الشباب من الجنسين ولدى القائمين والمنسقين للاجتماع، كما ساد شعور جيد عن النتائج الأولية التي تمخض عنها الاجتماع، على أمل أن تزداد أعداد الشباب في المرات القادمة حيث سيتم طرح مختلف القضايا ومناقشتها بروح عالية من الصراحة والشفافية.
Leave a Reply