ديربورن – خاص “صدى الوطن”
بتنظيم وتنسيق من “غرفة التجارة العربية الأميركية”، وبوجود ما يقارب الثلاثين من رجال الأعمال في ولاية ميشيغن، استعرض رئيس “الهيئة الوطنية العراقية للاستثمار” الدكتور سامي الأعرجي، ظهيرة يوم الأربعاء الماضي، في قاعة “فيرلاين كلوب” في ديربورن، حجم الفرص الاستثمارية الهائلة التي يمكن للشركات والمؤسسات الأميركية والمستثمرين العرب الأميركيين الاستفادة منها، والاشتراك في تطوير وتنمية الاقتصاد العراقي.
وقبل لقاء الدكتور الأعرجي برجال الأعمال واستعراض الواقع الاقتصادي في العراقي وتأثيرات مختلف الظروف عليه، التقت “صدى الوطن” رئيس الهيئة الاستثمارية بحضور القنصل العراقي في ديترويت.
وأكد الأعرجي لـ”صدى الوطن” قابلية العراق الهائلة لاجتذاب الاستثمارات الأجنبية، في مختلف الميادين، وفي كافة قطاعات الدولة الاقتصادية: التعليمية، والنفطية، والصحية، والسكنية، والاتصالية. ووصف زيارته لولاية ميشيغن “بأنها جزء من عملية الترويج والتشجيع على الاستثمار في العراق بغية تطوير الاقتصاد العراقي، وإعادة بناء ركائزه الاقتصادية”.
وعن سبب اختياره لولاية ميشيغن، قال “هذه الولاية فيها الكثير من الصناعات والإمكانيات التكنولوجية المتطورة، بالإضافة إلى كونها تضم أكبر جالية عراقية في المغترب الأميركي، ونحن نرغب بشكل خاص بلقائهم واطلاعهم على الوضع الاقتصادي في العراقي وتشجيعهم على الاستثمار فيه، والمساهمة في صنع نهضته ومستقبله”.
وعن الضمانات التي يمكن لهيئة الاستثمار تقديمها للمستثمرين، خاصة لجهة الوضع الأمني، أكد الدكتور الأعرجي: “أن الظرف الأمني جيد جدا، في جميع المحافظات العراقية.. وهي كلها هادئة وجاذبة للاستثمار، من دون أن ننكر وجود بعض المشاكل في بعض المناطق”.
وحول مسائل الفساد الإداري والمالي التي تتهم بها الحكومة العراقية، أكد الأعرجي أن ما يتردد عن تفشي الفساد المالي والإداري لدى الحكومة العراقية، هو مسألة سياسية محضة، وأن ما يردده الإعلام يأتي في سياق المهاترات والضغوط السياسية، لا أكثر، من دون أن ينفي الأعرجي وجود الفساد في بعض المفاصل، ولدى بعض الأشخاص والمسؤولين، ووصفه بأنه “مثل الفساد الموجود في أي مكان آخر في العالم”.
ونوه الأعرجي بأن لدى الحكومة العراقية مؤسسات مراقبة مهتمها ملاحقة الفساد والفاسدين. وأشار إلى “أن البيئة الاستثمارية في العراق ومؤسساتها تعتمد إجراءات قانونية وإدارية تحمي المستثمر ولا تتركه لقدره، ولدينا تقنيات عديدة لذلك منها القانوني ومنها الإداري مثل تقنية النافذة الواحدة التي توفر على المستثمر الكثير من الخطوات والمعاملات”.
وعن “الهيئة الوطنية العراقية للاستثمار” قال الدكتور الأعرجي “إنها هيئة مستحدثة بموجب قانون الاستثمار رقم ١٣ في العام ٢٠٠٦، وهي بدأت عملها في العام ٢٠٠٨، ومهمتها وضع خارطة استثمارية في العارق وجذب الاستثمار الخارجي والداخلي”.
وفي لقائه مع رجال الأعمال، ومعظمهم من العرب الأميركيين، استعرض الأعرجي الأوضاع والإمكانيات الاقتصادية بالتفاصيل والأرقام، في مختلف القطاعات، وأجاب على أسئلة بعض رجال الأعمال، التي اتصلت بمسائل تقنية، مثل كيفية تقديم العروض، ودور “البنك المركزي العراقي” في دعم وتمويل المشاريع الاقتصادية.
ولم يتجاهل الأعرجي في كلمته الوضعين الأمني والواقع السياسي في العراقي، وأشار إلى الأعمال التفجيرية التي استهدفت أماكن عبادة مسيحية، في كنيسة سيدة النجاة، وإسلامية في مسجدين آخرين، وقال الأعرجي “إن قوة الشر لا تريد للعراق أن تتقدم ويحظى بفرص وإمكانية التقدم، والعراق دفع ثمنا غاليا لاستقدام الديمقراطية، والثمن كان على المستوى الإنساني وعلى مستوى البنية التحتية، ولكن كل هذا سيصبح جزءا من الماضي”.
وأكد على ضخامة حجم الاستثمارات في قطاع المحروقات، وخاصة النفط والغاز، وقال “من المتوقع أن ينتج العراق في العام ٢٠١٧ عشرة ملايين برميل من النفط، وهذا سيجعل العراق في المرتبة الأولى في العالم”.
إضافة إلى الاستثمار في مجال البناء، حيث من المنتظر أن يشهد العراق بناء مليون وحدة سكنية، متوزعة على مختلف مناطق العراق، وقد قدمت أكثر من ١٦٥ شركة عروضاتها للاستثمار في هذا المجال.
واستعرض الأعرجي، إمكانيات الاستثمار في مجالات وقطاعات أخرى، صناعات الصلب، والتعليم والصحة، والسياحة بأنواعها الدينية والتاريخية والجغرافية.
ووصفت المدير التنفيذي في غرفة التجارة فاي بيضون العراق بأنه أكبر سوق استثماري في منطقة الشرق الأوسط، وأن حجم استثمارات ولاية ميشيغن في العراق، تبلغ ١.٣ مليار دولار. واضافت “نتطلع في غرفة التجارة العربية الأميركية” إلى زيادة حجم استثمارات الولاية في العراق، بنسبة ٣٠ بالمئة خلال السنوات الخمس القادمة. ونوهت بهدف الغرفة، بلفت انتباه المستثمرين الأميركيين والعرب وتحفيزهم وتشجيعهم على الاستثمار في العراق، وفي منطقة الشرق الأوسط عموما.
لمزيد من المعلومات حول “الهيئة الوطنية العراقية للاستثمار” والفرص الاستثمارية المتاحة، وكيفية تقديم العروض، يمكن زيارة موقع الهيئة الإلكتروني على العنوان:
www.investpromo.gov.iq
Leave a Reply