النظافة من الإيمان حقيقة يعرفها كل منا وتتبلور يوميا من خلال حياتنا العامة في المجتمع، هذه النظافة التي تعكس إلى حد كبير شخصية الإنسان وتؤثر بالتالي على مكانته وقبوله من قبل الآخرين داخل مجتمعه، ومع حلول موسم الصيف موسم الحر والتعرق الزائد تكون الحاجة اكبر للإهتمام بنظافة الجسم، وإلا فالنتائج لن تكون مرضية.الإستخدام الخاطئ للعطور ومزيل رائحة العرق من شأنه أن يزيد حجم المشكلة إلى حد كبير، بمعنى أنه يجب على كل منا ان يعنى بنظافة جسده أولا قبل إستعمال أي من العطور، وفيما يلي سنورد بعضا من الأمور الأساسية التي يجب التقيد فيها لضمان نظافة الجسم والتحكم برائحة العرق، كما أننا سنلقي الضوء على مخاطر إستعمال مزيل رائحة العرق وإقتراح البدائل الطبيعية التي يمكنها أن تعطي نتيجة إيجابية لمعالجة هذه المشكلة.
ما هو العرق؟العرق هو آلية فسيولوجية يقوم بها الجسم بهدف السيطرة على حرارة الجسم. ويتفاوت عدد الغدد العرقية من شخص إلى أخر على أساس وراثي. حيث تنتشر الغدد بكثرة تحت الآباط، والاربية، والأقدام. ويشكو العديد من الأشخاص من مشكلة التعرق المفرط في منطقة الأبط أو كف اليد، وهناك أنواع متعددة للإفرازات العرقية، منها الطبيعية، التي يطلقها الجسم لتعديل حرارة الجسم، ومنها تلك التي تستند إلى نوع الطعام، ثم هناك مشكلة التعرق المفرط.
ينتج العرق من المواد التي نتناولها، إضافة إلى أن هناك مواد تحفز العرق مثل الفلفل الحار، والتوابل الحارة، ويسمى هذا النوع التعرق الذوقي، على سبيل المثال إذا كنت تحب الشوربة الحامضة او الحرة، فيجب أن تتحمل رائحة العرق الناتج بعد تناولها حيث تتفاعل التوابل مع النظام العصبي المستقل لإنتاج العرق وهكذا تظهر رائحة ممزوجة بنكهة الطعام الذي نتناولها وهذا ينطبق على الأطعمة الحارة والغنية بالرائحة مثل الثوم، والبصل. بينما ينتج التعرق المفرط عن تفاعل الهرمونات مع الغدد العرقية لحثها على النشاط خصوصاً لدى المراهقين. ويعتقد بأن الغدد العرقية أيضاً قادرة على إفراز هرمونات أخرى مثل هرمونات الجنس، بالإضافة إلى تأثير وجود بكتيريا في منطقة الإبط هذه عندما تتفاعل تسبب رائحة غير مستحبة.
ويمكن أن يكون إفراز العرق مؤشراً على وجود مشاكل أخرى، قد تتراوح من تضرر الأعصاب التي تسيطر على العرق إلى السمنة، والاضطرابات الهرمونية المختلفة. لذلك يجب استشارة الطبيب إذا ظهرت هذه المشكلة فجأة أو أصبحت حالة مستعصية.
كيفية السيطرة على هذه المشكلةللتخلص من هذه المشكلة ينصح بإتباع التعليمات التالية:- العناية بنظافتك الشخصية، قم بتنظيف جسمك وشعرك بصابون خالي من المواد العطرية. كذلك قم بقص شعرك وتشذيبه في المناطق التي يتواجد بها على الجسم بشكل كثيف. – إرتدي ملابس داخلية من القطن حيث يساهم القطن في امتصاص العرق ومنعه من التفاعل مع الأقمشة الأخرى، كما يحافظ على درجة حرارة الجسم، وبالتالي لا يسبب التعرق المفرط الذي يشوه الثياب. بالإضافة إلى ذلك يجب أن تنتبه لنوع القماش الذي ترتديه، بعض الأقمشة المصنوعة من الألياف الصناعية يساعد على رفع درجة حرارة الجسم، وبالتالي يحث الجسم على استعمال بودرة مضادة للعرق، أو مزيل للرائحة، ولكن مزيلات الروائح ستخفي الرائحة ولكنها لن تقلل إفراز العرق، كما أن لها وقتا محدوداً لذلك ينصح بأخذ علبة معك إلى العمل، في حال احتجت إلى وضع المزيد. – جفف منطقة الأبط بمجفف الشعر الكهربائي، الذي يعمل على القضاء على مجموعة كبيرة من البكتيريا المسببة للرائحة.
مخاطر إستخدام مزيل رائحة العرقبرزت في الآونة الأخيرة أراء متعددة وتقارير تحذر من استعمال مزيل رائحة العرق والعطور، وخطر الإصابة بالسرطان من جراء إستعمالها، وخاصة أن الباحثين وجدوا آثاراً لبعض المركبات الكيماوية المستخدمة في صناعة العطور ومزيلات رائحة العرق التي توضع تحت الابط تحديدا، داخل الانسجة السرطانية لمريضات بسرطان الثدي مما يؤكد إلى حد كبير علاقتها المباشرة مع إنتشار سرطانات الثدي عند النساء.وهنا يجب التمييز بين مضاد التعرق وبين مزيل الرائحة، وعادة يتم دمج النوعين للحصول على المنتج المتداول في الأسواق، مضاد التعرق (anti-perspiration) هو ضار جدا لأن عمل مضادات التعرق منع خروج السموم (العرق) من الجسم وهكذا يحتفظ بها الجسم داخل العقد الليمفاوية. ولهذا السبب الرجال أقل تعرضا للإصابة بالسرطان لأن هذا المضاد يعلق بالشعر ولايوضع على الجلد مباشرة بينما النساء وخاصة بعد ازالة الشعر يكون خطر امتصاصه أكبر ومنعه للتعرق أقوى.أما النوع الذي لا ضرر فيه هو Deodorant أي مزيل للرائحة أو مضاد للرائحة و هو يسمح للعرق بالخروج من الجسم بشكل طبيعي لكن يمنع الروائح غير المستحبة من التكون و طبعاً مع مثل هذا النوع هناك حاجة للعناية بالنظافة الشخصية بشكل أكبر.
وسائل طبيعية لإزالة رائحة العرقأما لمن يفضل إستعمال المواد الطبيعية للتخلص من رائحة العرق فيمكنه إستعمال عدة وصفات ومنها:- نصف ليمونة يدعك بها تحت الأبط وهذه ستمنع رائحة العرق وتعطي للجسم رائحة عطرة.- استعمال الشبة المطحونة مع المسك المطحون، ليفرك فيها تحت الإبط بعد كل حمام أو بعد السباحة.- ومن الوصفات أيضا، عصير اللفت الذي يستخدم لدهن منطقه الابط بعد الحمام لمقاومة الرائحة الكريهة للعرق لفتره طويلة.- وهناك بندق الساحرة يستخدم مغلى العشب باردا بعد الحمام لتطهير وتعطير منطقه الابط.- وخل التفاح يستخدم أيضا في دهان جلد الابطين لمقاومه رائحه العرق الكريهة ويمكن تخفيفه بقليل من الماء لمنع حدوث حرقان وتحسس بالجلد.والزعتر او المرامية او الافندر حيث تضاف كمية من احدى هذه الاعشاب الى وعاء ماء ويغطى الوعاء ويترك العشب لينقع لمده عشر دقائق ثم يصفى المنقوع ويعبأ فى زجاجه ويستخدم هذا كمطهر للجلد ومقاوم لرائحه العرق.
الإعتناء بالنظافة وبالمظهر الخارجي للإنسان يجب أن تكون من أولويات الحياة، ولمن يعاني من مشكلة كبيرة في التعرق ولا تنفع معه الوسائل العادية لا بد له من إستشارة طبيب مختص وهذا سيكون كفيلا بمساعدته لتخطي مشكلته.
Leave a Reply