برن - سيصبح الشعب السويسري هو الأول في العالم الذي يقرر ما إذا كانت الدولة ستصرف لكل مواطن، منذ الولادة وحتى الوفاة، دخلاً شهرياً يوفّر الحدّ الأدنى من المستوى المعيشي، بغضّ النظر عن العمل الذي يؤديه.
وبالمقارنة مع سابقاتها، تأتي المبادرة الشعبية «دخل أساسي غير مشروط للجميع»، التي سيصوت عليها الناخبون السويسريون في الخامس من حزيران (يونيو) المقبل، لتقدم طرحاً من منظور جديد، بعدما قضت الثورة الرقمية على العديد من فرص العمل.
ويقول داعمو هذه المبادرة بأن تمكين كل فرد في المجتمع من الحصول على دخل مضمون يؤمّن الاحتياجات الأساسية للمعيشة، من شأنه أن يقضي على الفقر ويحول دون اعتماد أصحاب العوز المادي على المساعدات الاجتماعية، ويتيح لكل شخص أن يختار الوظيفة التي يحبها، ويشجع التكوين المهني والإبداع والعمل التطوعي، فضلاً عن أنه يفسح مجالاً أكبر للاعتناء بالأطفال وتربيتهم وتقديم الرعاية الأسرية للمرضى وكبار السن.
ونبعت هذه المبادرة من مجموعة من المواطنين المستقلين، من دون أن تشق طريقها بين الأحزاب وداخل البرلمان، فعارضتها قوى اليمين والوسط جملة وتفصيلا، بينما أيدها عدد قليل من قوى اليسار ومن «الخضر»، بحسب موقع «سويس إنفو». وتقضي المبادرة التي سيصوت عليها الشعب السويسري بأن ينص الدستور على مبدأ «دخل أساسي غير مشروط» يضمن العيش بكرامة ويُصرف لكل فرد في المجتمع»، من دون أن تحدد المقدار، وهي مهمة أوكلت إلى السلطة التشريعية.
وإذ لا يحدد النص المعروض للتصويت كيفية تأمين التمويل اللازم، إلا أنه وفقاً للمروجين سيتم ذلك، إلى حد كبير، من خلال استقطاع الرواتب وتحويل مستحقات الضمان الاجتماعي، وكذلك بفرض ضريبة مضافة أو عن طريق توفير من الميزانية العامة للدولة.
وبناءً على استطلاع قام به معهد «ديموسكوب» العام الماضي بتكليف من مروجي المبادرة، تبيّن أن اثنين بالمئة فقط من السويسريين سوف يتركون العمل في حال أمّنت لهم الحكومة الفدرالية مدخولا أساسياً شهرياً غير مشروط، وأن ثمانية بالمئة آخرين أوكلوا احتمالية الترك للظروف.
Leave a Reply