لأول مرة يُقِر سعد الحريري من موسكو بأن لبنان سيكون محطة لإعمار سوريا بل استخدم كلمة hub وتعني المحطة الرئيسية باللغة الإنكليزية، مما يعني إيذاناً بنهاية الحرب على الإرهاب واعترافاً ضمنياً بانتصار سوريا ومعها محور المقاومة على محور التكفيريين وداعميهم من دول كتركيا وقطر والسعودية، وهم نفس عرَّابي بقايا وأجداث صغار «14 آذار»!
إعتراف سعدو الضمني هذا يُحرِج حليفه سمير جعجع ويجعل منه «مضحكة» بين الأُمم لأنَّ جعجع تنبأ وبصَّر، مرة أخرى، عندما كتبت «قواته» على الإنترنت عشية زيارة الحريري لروسيا انه «سيقنع بوتين بضرورة رحيل الأسد». وعلى رأي زياد الرحباني «يا عيني عليه.. ليك وين بعدو!».
لكن سعد الحريري لم ولن يعترف علناً بأنَّ بوتين أقنعه بالحقيقة التي بات يعرفها كل العالم وما زال هو يجافيها ويجانبها بعناد. فسعد يريد من سماسرة وحيتان المال ووحوش وساسة لبنان أنْ يقطفوا الثمرة من أرواح السوريِّين ويستفيدوا من إعمار سوريا وكأنه حق مُكتَسَب لهم ولكن من دون التواصل مع دمشق والإقرار بنصر الحكومة والجيش السورين والحلفاء لأن الرئيس الأسد «شايفهم ومش مصدق» وعليه أنْ يفيدهم من دون الإعتراف به أو التعاطي معه، إلا عن طريق الريموت كونترول أو بلوتوث، أو لعبة «إكس بوكس» مثلاً!
جماعة «14 بركيل» متخبطة ولا تعرف ماذا تفعل هذه الأيام وبماذا تفكر رغم تغريدة الغلام السعودي السبهان التي أحيت بعض عظامها السياسية وهي رميم بسبب انتصار معادلة المقاومة والشعب والجيش. لقد أمسك السبهان لجماعة بني سعود بطرف الخيط وبدأت «قرطة حنيكر» تحوم كالذباب الأزرق حول مايسمى صفقة تهريب «الدواعش»، وذلك على إيقاع أضخم مناورة عسكرية إسرائيلية انتهت بعرض عضلات خرق جدار الصوت فوق صيدا وهذا أقصى ما يمكن ان تفعله تل أبيب بعد أنْ جرَّدتها المقاومة من قراري الحرب أو السلم!
وبعد أنْ كادت تغريدة السبهان ترد الروح لجوقة «الدنيا هيك» سرعان ما خفتت حماسة الشباب ما عدا حماسة الشهيدة «الحية»، مي الشدياق، التي تباهت بأنَّ «قواتها اللبنانية» ستقوم بفظائع تضاهي إجرام «داعش» إذا اقتضى الأمر، وهذا كلام صحيح يصدر أخيراً عن أحد أفراد المعسكر المعادي من ثوَّار «الزنزلخت»، لأنه قبل أنْ تُولد «داعش» بسنين وتُظهِر وحشيتها وبهيميتها كانت قوات بشير الجميل ترتكب أثناء الحرب الأهلية أبشع المجازر ضد المسيحيين قبل المسلمين، لم يصل التكفيريون إلى عتبتها. لكن ما علينا، وصل أعداء المقاومة الى طريق مسدود بفعل انتصارات محور المقاومة وآخرها الإفراج عن الأسير معتوق وإعلان تل أبيب بعد مناورتها انها تشكك في قدراتها وأنها غير قادرة على إحراز النصر ضد إيران والمقاومة.
ولكن أزلام بني سعود مازالوا يكابرون ولا يريد سعدو ان يعترف علناً بانتصار سوريا في معركة الارهاب الذي يدعي أنَّه ضده. بل يريد هو وجوقته ان تعترف سوريا بهم ولو منتصرة وأن تمنحهم الإفادة المادية والمعنوية ومنهم من أرسل السلاح والمال لهدر دماء الشعب السوري حتَّى اليوم (الجرَّاح وعقاب صقر مثالاً)!
بأي صفة يريد لبنان إعمار سوريا؟ وما هذه الوقاحة بعد التسبب باستشهاد وتشريد مئات الآلاف من أبناء سوريا والمتاجرة بهم في المخيمات اللبنانية؟ ألم يشتكِ ميشال الخشبي سوريا إلى الأمم المتَّحدة؟ وبعد تدبير مكيدة ضد ميشال سماحة ألم يلمح ميشو إلى مسؤولية الأسد عندما أعلن كلمته «التاريخية» انه ينتظر مكالمة من الرئيس السوري؟
في المقابل، على العكس دمشق أنقذت لبنان من خطر التكفيريِّين على حدوده وتجاوبت إلى أقصى الحدود مع طلبات تبادل الأسرى في إعزاز ومعلولة وجرود عرسال وجرود القلمون وغيرها، ودفعت من كيسها لينجو لبنان كرامةً للمقاومة الوفية وسيدها!
من يذكُر أهالي الحجَّاج الذين اختطفوا في إعزاز عندما قصدوا ميشال سليمان للمساعدة فأجابهم «ليش جايين لعندي روحوا عند جماعتكم»، ثم بعد ذلك أيحق له ولغيره من «المسائيل» في عهده الأسود أنْ يذرفوا دموع التماسيح على الجنود الشهداء الذين لم يكن مصيرهم ليُعرَف لولا بدء المقاومة معركة تحرير الجرود على الجانبين مهما تشدق المعادون.
سوريا دفنت «الربيع العربي» المشؤوم بصمودها الأسطوري والذي سيعيد بناءها هم أبناؤها الشرفاء وجيشها العظيم وقواها الوطنية والتقدمية برئاسة الرئيس بشَّار الأسد وبالتعاون مع أصدقاء وحلفاء سوريا لا الأعداء الذين طعنوها في صدرها وقلبها منذ بدء الحرب الكونية عليها.
Leave a Reply