يظهر الكاتب الفلسطيني الأميركي راي حنانية، المقيم في مدينة شيكاغو، قلقا “مفهوما” من ممارسات ما بات يعرف بميليشيات الشبيحة في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في مقالة منشورة بالإنكليزية على مدونته الشخصية.
ولكن المقالة نفسها تظهر قلق حنانية الأكبر، وبكثير من المزايدة، من جماعات “الشبيحة” في الولايات المتحدة، حيث يعمد “الكوميديان” بشكل واضح إلى لفت أنظار السلطات الأمنية الأميركية وتأليبها وحثها على القيام بمسؤولياتها (وبدورها المتوقع) للتعامل مع المجموعات المناصرة للنظام السوري، في المدن الأميركية، مثل واشنطن العاصمة ونيويورك ولوس أنجلوس، وبشكل أكثر تحديدا في مدينة ديربورن، حيث تقوم وسائل إعلام عربية أميركية ومنظمات إسلامية أميركية بالشيء ذاته، حسب زعمه، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن التظاهرات من أجل دعم الديمقراطية في عاصمة العرب الأميركيين تسيرها وتدعمها مجموعات مناصرة لـ”حزب الله” اللبناني.
ويكتب حنانية: “أنه في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة من أجل نقل السلطة في سوريا بالقوة، مثلما فعل حلف “الناتو” في ليبيا، فعلى الأميركيين أن يكونوا قلقين من وجود الشبيحة في هذه البلاد”.
ويقول إن أميركا التي تحارب الإرهاب وراء البحار، “لم تتعلم بعد كيف تتعامل معه بين ظهرانينا، وفي فنائنا الخلفي”. ويبدي حنانية استغرابا مفلسا ومثيرا للشفقة من أن السلطات المعنية (المقصود السلطات الأمنية) لم تفعل أي شيء بهذا الخصوص بعد. ويبدو أن حنانية لا يعرف أن السلطات لا تقصر في مسؤولياتها وأنها في كثير من الأحيان تقوم بمخالفة قوانين الدستور الأميركي وقوانين الحقوق المدنية في إطار مراقبة المجتمعات العربية والإسلامية، والأمثلة كثيرة وآخرها ما يحدث في مدينة نيويورك.
حنانية يحاول أن يعطي مقالته صبغة سياسية تحليلية، إلا أنها وبدون الحاجة إلى قراءة ما بين السطور، طالما أن السطور الأكثر وضوحا، تظهر حقدا شخصيا على بعض المجتمعات، وتحديدا مجتمع مدينة ديربورن، لأسباب.. لا تتعلق بمجرد إبداء الرأي الشخصي، أو التحليل السياسي.
ولا نعرف لماذا يواظب حنانية على الزيارات المكوكية إلى مدينة ديربورن، طالما أنها مدينة مشبوهة وتعج بالشبيحة، ونستغرب “جرأته” في بث إحدى حلقات برنامجه الإذاعي من مكاتب صحفية عربية أميركية في مدينة ديربورن، طالما أنها “بحسب إيماءاته” مرتبطة بالتطرف.
فشل حنانية في تفعيل ما يسمى “جمعية الصحفيين العرب الأميركيين” عبر مجتمع ديربورن ومؤسساتها، وعاد من المؤتمر الذي نظمه السنة الماضية، بخفي حنين، أي فارغ اليدين، وبدلا من إعادته التفكير بأسباب فشله، والتي تتعلق بمصداقيته الشخصية، يريد في هذه المقالة الثأر، بأرخص طريقة وأقذرها، عبر قيامه بدور “مخبر”، متلطيا وراء تعاطفه مع الشعب السوري في محنته المؤلمة.
وكان على حنانية، وهو الفلسطيني الذي يعرف المأساة المتواصلة التي يعيشها شعبه، والضغوط التي يتعرض لها العرب الأميركيون، التي تصل في كثير من الأحيان إلى درجة الشبهة، أن يتمتع بالشرف الشخصي الذي يمكنه من الفصل بين المسائل، على تعقيدها وتشابكها، فله الحق أن يدعم أي خيار سياسي، مثله مثل جميع العرب الأميركيين في هذه البلاد، وله أن يتعاطف مع السوريين أو غيرهم، وأن يدعم هذا الموقف أو ذاك، أما أن يقوم بالتأليب على بعض المجمتعات العربية ويتهمها بالتطرف والتشبيح.. فهذا الأمر أكثر من كبوة، وأكثر من سوء تقدير.
نهنئ الإعلامي والكوميديان راي حنانية على “وصلته” التي أضحكتنا، متمنين أن يكون عارفا بذلك المثل العربي الذي يقول: “شر البلية ما يضحك”، ونطلب منه إن كان مهتما بالتنكيت والكوميديا أن يتابع تحليلات المستشارين المتخصصين بمكافحة الإرهاب، فسوف يجد عنهم مادة غنية للضحك والتسلية.
وفي النهاية، يحق لنا أن نسأل حنانية: هل أنت كوميديان.. أم مستشار إرهاب؟
Leave a Reply