خليل إسماعيل رمَّال
بين كَر السلطة الفاسدة الغاشمة فـي شبه الوطن وفر الحراك المدني، تقف منطقة الشرق الأوسط على شفا حفرةٍ من الأحداث الجذرية التي قد تغيِّر وجه العالم. وكالعادة، النظام اللبناني يعيش فـي الوقت الضائع على فتات القرارات الإقليمية والدولية بعد أنْ أصبح مصيره فـي آخر سلم الأولويات بسبب انشغال الأمم بالحملة الروسية ضد الاٍرهاب رغم زيارة تمَّام سلام إلى نيويورك التي لا فائدة منها ولا من زيارة أي مسؤول إلاَّ «الفرفشة» والهرب من النفايات والمسؤوليات، مثل زيارات ميشال سليمان السياحية إلى العالم فـي عهده اللاميمون مع حاشيته الضخمة. وبالرغم من استمرار تصعيد الحراك المدني فـي الداونتاون، إلاَّ أنَّ «حكم الأزعر» باق والحوار بين النوائب تأجل بعد إنجاز وضع مواصفات الرئيس المثالي والسلطة مطمئنة إلى قمع الشعب وإلى مناعة السوبر نظام الذي لا يسمح بطرد وزير أو إسقاط حكومة لأنَّ القرارات لا تُتَّخذ فـي الداخل، ناهيك عن اجتراح تسوية ترقيات تنقذ الوضع الحكومي المشلول، قام سليمان بفرطها من خلال تابعه سمير مقبل. والمضحك أنَّ التسوية التي وافق عليها سعد الحريري، كما قيل، لنا وباقي الأطراف الفاعلة، أوقفها سليمان وحزب آل الجميِّل، فَمَن يضحك على مَنْ؟! والهزلي أكثر أن الحريري لم يف بوعوده ولا مرة واليوم هو مشغول بالتغريد على «تويتر» ردَّاً على السيِّد حسن عسى أنْ يرفق به آل سعود لمساعدته فـي محنته المالية والسياسية.
ولكن خارج وطن السموم والنفايات السياسية، الفرج فـي سوريا والعراق بخريف واعد يبدو غير بعيد المنال:
١- حققت القوات الروسية فـي أسبوع، ما عجزت عنه قوى التحالف فـي سنة، حيث تشتَّتت قوى الاٍرهاب التكفـيري وبدأت بالهرب من حيث أتت: المعبر التركي. وللتدليل على جدية وتحدي موسكو للغرب الكاذب فـي حربه ضد الارهاب، قامت بوارجها بقصف مواقع المسلحين من بحر قزوين، أي عابرة مسافة قدرها١٥٠٠ كلم، كما أنَّ دخول المقاتلات الروسية المجال الجوي التركي عدة مرات لم يكن صدفة فلا سبيل لاقتلاع جذور مرتزقة «داعش» من دون ضرب رأس الأفعى التركية حيث ممرهم وخط إمدادهم. كذلك لا قيمة للمعارضة المسماة معتدلة والتي قال عنها عميد الدبلوماسية الروسية إنها وهمية. فهذه المعارضة هي بإمرة قطر وتركيا والسعودية وتبين أنَّ لا أرضية ولا حيثية شعبية لها.
٢- بدأت الحملة البرية السورية بقوة نارية وبشرية هائلة تساندها القوات الجوية الروسية وقريباً ستمتد إلى العراق لضرب المعقل الرئيسي للتكفـيريين وقطع التواصل بينهم وبين سوريا مما سيؤدي إلى استعادة أراض واسعة فـي البلدين وحقول النفط التي يستفـيد منها الإرهاب من أجل تجفـيف منابعه خصوصاً وأن السعودية سحبت ملياراتها من الغرب وموازنتها أصبحت عاجزة بسبب عدوانها على اليمن وهبوط أسعار النفط.
٣- تبيَّن وجود سلاح جديد لدى الإرهاب مصدره التحالف الغربي وقد يدخل المعركة سلاح مضاد للطائرات لتكرار تجربة الغرق السوفـياتي فـي أفغانستان، لكن الموقف الروسي كان حازماً ومهدِّداً لتركيا وغيرها من مغبة تكرار هذا العمل الذي سيُعتبَر اعتداءاً صارخاً على روسيا نفسها.
٤- الفرصة مؤاتية جداً لتحقيق النصر لمحور المقاومة. فالسعودية غارقة فـي فـيتنامها اليمني وبالكاد تدافع عن وحدة أراضيها، وتركيا متلهية بقتال الأكراد والانتخابات المقبلة، أما الخاسر الأكبر، إسرائيل، فتواجه انتفاضة فلسطينية مباركَة بعد تدنيس مستوطنيها للأقصى رغم تفرُّج خادم الحرمين وأنظمة الردَّة و«حماس»، أكبر ناكرة جميل فـي تاريخ البشرية بسبب موقفها من التدخُّل الروسي والحرب المجرمة ضد سوريا. لكن رعب إسرائيل الحقيقي هو من وقوع أسلحة متطورة جداً وخبرة هائلة بيد المقاومة بعد الجيش السوري مما يزيد فـي أزمة تل أبيب الوجودية.
ربيع محور المقاومة الحقيقي آتٍ لا ريب فـيه.
Leave a Reply