بعد رحلة نضال طويلة وصراع مرير مع المرضإحتفال تأبيني للراحل فـي المجمع الإسلامي يوم الأحد 28 أوكتوبر
خاص «صدى الوطن»
مارس الدكتور بزي مهنة الطب في مدينته بنت جبيل وفي العاصمة بيروت، مكرّساً نفسه لخدمة أبناء مدينته وجنوبه ووطنه ومتطوعاً في عدد من المراكز والمؤسسات الصحية لخدمة المرضى الفقراء الذين آمن الراحل بقضيتهم الإجتماعية منذ يفاعته.وتقرب الراحل منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي من المرجع الشيعي البارز في لبنان السيد محمد حسين فضل الله الذي اختاره على مدى سنوات طويلة طبيباً خاصاً وطبيباً للحملة التي كان يرأسها الى الحج ومثلت تلك الفترة تحولاً في حياته النضالية نحو العمل الإسلامي.لم ينقطع الدكتور بزي عن مدينته بنت جبيل التي عانت من الإحتلال الإسرائيلي البغيض وممارساته الهمجية بحق مواطني ما كان يعرف بـ«الشريط الحدودي» لإثنين وعشرين سنة وجعل من منزله في المدينة عيادة يستقبل فيها المرضى في نهاية الأسبوع متحملاً مشقات ومخاطر الإنتقال والعبور على حواجز الإحتلال وبواباته التي كانت تعزل مدينة بنت جبيل وسائر المنطقة المحتلة عن باقي الجنوب ولبنان.في العام 2005 وبعد أكثر من خمس سنوات على تحرير الجنوب اللبناني من الإحتلال الإسرائيلي، وعودة المؤسسات الرسمية إلى المناطق المحرّرة، خاض الراحل معركة الإنتخابات البلدية في مدينة بنت جبيل على لائحة من إئتلاف عائلات المدينة. وبعد فوز هذه اللائحة بكامل أعضائها انتخب الدكتور بزي رئيساً للمجلس البلدي ليصبح ثاني رئيس بلدية منتخب بعد التحرير.ولم تمضِ بضعة أشهر على تولي الراحل مقاليد السلطة البلدية في مدينته حتى دهمه المرض العضال، حيث خضع لرحلة علاج طويل ومضنٍ، ظل الدكتور بزي خلالها يقوم بمهام العمل على رأس بلدية المدينة التي كانت بُناها التحتية وطرقاتها لا تزال في ورشة النهوض من إهمال مزمن أسهم الإحتلال الإسرائيلي وغياب مؤسسات الدولة اللبنانية خلال الحرب اللبنانية وبعدها في مفاقمته. واستمر الراحل في تأدية مهامه البلدية والإشراف على إعادة إعمار المدينة التي هدمت حرب العدوان الإسرائيلي في تموز العام 2006 وسطها القديم والأثري. ولم يثبط إستفحال المرض العضال في جسد الراحل عزيمته على الإستمرار في خدمة أبناء مدينته ومنطقة قضائها التي انتخب لاحقاً رئيساً لإتحاد بلدياتها.في صيف عام 2005 وبُعيد انتخابه رئيساً لبلدية المدينة قصد الدكتور بزي أبناء الجالية في مدينة ديربورن في رحلة هدفت إلى تأمين الدعم لبعض المشاريع والإحتياجات البلدية الملحة. وخلال وجوده في مدينة ديربورن أجرى سلسلة من الإتصالات والزيارات لأبناء بنت جبيل ساعيا وراء الدعم لبعض المشاريع البلدية، وخاطب المهاجرين من أبناء المدينة في إحتفال حاشد في نادي بنت جبيل بعبارات وجدانية مناشداً إياهم مدّ يد المساعدة والعون لمدينتهم ووصل ما انقطع معها بفعل الأحداث والظروف القاسية التي مرّت بها.مساء السبت الماضي حسم الداء العضال معركة صمود أسطوري خاضها الطبيب الإنساني والخادم الأمين لقضايا ناسه مطلع كل فجر بنتجبيلي، وأسلم المناضل العتيق الروح بين جنبات الدمار الذي لا يزال يشهد على همجية العدوان، وقبل أن تقيض له الشهادة على إنبعاث بنت جبيل من رماد الحقد الذي انصب عليها وعلى جنوب الوطن طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً.شيع جثمان الراحل في موكب كبير من مستشفى الشهيد صلاح غندور عند مدخل المدينة الشمالي وعبر طرقاتها وصولاً إلى باحة منزله المدمر في وسط البلدة، ثم صلّي على جثمانه أمام المبنى البلدي وسط حضور حاشد من أبناء المدينة وقضائها تقدمهم ممثلان عن رئيس مجلس النواب (النائب علي بزي)، وعن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله (الشيخ نبيل قاووق) ورؤساء بلديات ومخاتير المناطق الجنوبية. وووري الراحل الثرى في تراب البلدة التي شب على عشقها وشاب على التفاني في سبيل رفعتها ومنعتها وكرامة أهلها وما لانت له عزيمة وما ونت إرادة.وبهذه المناسبة الأليمة سيقام إحتفال تأبيني لذكرى الراحل الكبير عند الخامسة من مساء يوم الأحد الواقع فيه 28 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في المجمع الإسلامي الثقافي في مدينة ديربورن. وتقبلت عائلة الفقيد الراحل التعازي برحيله أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء في قاعة نادي بنت جبيل الثقافي.
Leave a Reply