ديربورن – خاص “صدى الوطن”
يوما بعد يوم، تتزايد التحديات أمام مجتعمات المسلمين والأقليات والمهاجرين في الولايات المتحدة. إذ لم تعد تلك التحديات تقتصر على الحملات الإعلامية والدعائية ومسارح الجدل الثقافي والاجتماعي، بل تعدتها إلى مرحلة التشريعات القانونية، كما حصل في ولاية أريزونا، العام الماضي، حيث تم التصديق على ما بات يعرف بـ”قانون أريزونا للهجرة”. ووصلت أصداء هذا القانون إلى ولاية ميشيغن التي تضم جاليات عربية ومسلمة كبيرة، حيث تبنى هذا القانون 17 نائباً في شهر شباط (فبراير) الماضي وقدموه إلى مجلس نواب الولاية للمناقشة والتصويت عليه.
ويتيح هذا القانون الذي يحمل اسم “قانون دعم سلطة تطبيق القانون والأحياء الآمنة” في حال إقراره لرجال الشرطة عند توقيفهم أي شخص الحق في سؤاله عن إثبات الإقامة القانونية في الولايات المتحدة.
وفي جديد هذه التحديات، عقد مجلس النواب الأميركي، الخميس قبل الماضي، جلسات استماع لدراسة ما أسماه أحد النواب الجمهوريين “الأصولية المنتشرة بين المسلمين الأميركيين”. ووصف رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب النائب بيتر كينغ تلك الجلسات بالضرورية، متهما المسلمين الأميركيين بعدم التعاون مع السلطات الأمنية، وقال “إن المساجد تشرف على تخريج أجيال متشددة من الشباب”.
وشبه المنتقدون جلسة الاستماع بتلك التي نظمت لتطهير الولايات المتحدة من الشيوعيين والمتعاطفين معهم في خمسينات القرن الماضي بقيادة السيناتور جوزيف مكارثي.
كما شهدت عدة مدن أميركية، بينها نيويورك وواشنطن احتجاجات واسعة على الجلسة.
“صدى الوطن” اتصلت ببعض المراكز الإسلامية في منطقة ديترويت للوقوف على ردود أفعالها، ومعرفة الآليات التي تعتمدها في التصدي لمثل هذا التحدي، وخاصة وأن المراكز الإسلامية والدينية هي المستهدف الأول في هذا الخصوص.
وقد زار النائب الديمقراطي عن ولاية مينيسوتا كيث أليسون “مركز روتشستر هيلز الإسلامي” في مدينة روتشستر هيلز، بعد أن قدم شهادة مؤثرة خلال جلسة الاستماع في الكونغرس دافع فيها عن المسلمين الأميركيين.
وقال أليسون، وهو النائب المسلم الوحيد في الكونغرس الأميركي، للحضور في مسجد روتشستر هيلز يوم السبت الماضي “يجب على المسلمين الأميركيين ألا يتأثروا من موجة الإسلاموفوبيا التي تجتاح البلاد”.
من جهته. قال رئيس اللجنة التنفيذية في “المركز الإسلامي في ديترويت” (آي سي دي) سفيان نبهان، “تعاملنا مع هذه المسألة على مبدأ “اعط خبزك للخباز” ومن هذا الباب قمنا بالاتصال بمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية في ميشيغن (كير) وباللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز في ميشيغن (أي دي سي)”.
وأضاف “دعونا كلا من المدير التنفيذي لـ”كير فرع ميشيغن” داود وليد ليخطب في المصلين خطبة صلاة الجمعة (يوم صدور العدد) باللغة الإنكليزية، والناشط في “كير” شريف الجندي ليخطب باللغة العربية، لتوعية الأخوة المصلين حول الموضوع وآثاره وتعريفهم على حقوقهم والمطالبة بها وحمايتها.. خاصة وأن الكثيرين منهم يتجنبون النشاط في هذا المجال إما تحسبا، أو تخوفا من بعض العواقب”.
ونوّه نبهان أن تثقيف أبناء الجالية في المجال الحقوقي والمدني أمر ضروري ومطلوب.
ووصف المرجع الإسلامي الشيعي الشيخ عبداللطيف بري في اتصال معه القانون بـ”غير العادل” مشدداً على الدور الذي تقوم به الجاليات المسلمة في مد الجسور وردم جسر الهوة بين الثقافتين الأميركية والإسلامية.
وقال بري “لقد تباحثت مع الشيخ محمد علي إلهي (إمام دار الحكمة الإسلامية في مدينة ديربورن هايتس) في هذا الشأن، والشيخ إلهي كتب مقالة حول هذا الموضوع ونشره في إحدى وسائل الإعلام الأميركية”.
وأكد بري على “الدور الإيجابي للمسلمين في الولايات المتحدة والهام لمساعدة الشعب الأميركي في علاقاته مع البلاد العربية” منوهاً بالدور الإيجابي للرئيس الأميركي باراك أوباما “بالانفتاح على المسلمين والبلاد الإسلامية”.
ولدى الاتصال بإمام المركز الإسلامي في أميركا في ديربورن السيد حسن القزويني الذي عاد مؤخراً من إجازة في العراق، قال “كنت أتابع الأخبار عبر وسائل الإعلام، ولكن هنا لم نقم بأي إجراء أو تواصل بعد”.
وأشار القزويني إلى انشغاله بالقضية البحرينية في هذا الوقت حيث يتم الإعداد لمظاهرة أمام البيت الأبيض في العاصمة واشنطن دعما لمطالب الشعب البحريني في التغيير، ومهرجان في مدينة ديربورن (٢٠ الجاري).
واضاف “يوم الأربعاء القادم، سأكون من ضمن المدعوين لزيارة مجلس النواب في الولاية في العاصمة لانسنغ للقاء حاكم الولاية ريك سنايدر وأعضاء المجلس المحلي وسوف نناقش معهم هذا الموضوع ونطرح وجهة نظرنا إضافة إلى الموضوع المتصل بقانون الهجرة المرفوع إلى مجلس النواب للمناقشة والمصادقة”.
وندد إمام “المركز الإسلامي الأميركي” الشيخ محمد مارديني بأقوال النائب كينغ، ووصفها “بالافتراءات غير المقبولة على الإسلام، والادعاءات التي لا يوجد عليها أية براهين”.
وقال “نحن ندعم كافة ما يقوله ممثلونا في المؤسسات التشريعية والتنفيذية في الولاية الذي انتخابناهم ليتكلموا باسمنا ويدافعوا عن حقوقنا، من أمثال النائب في الكونغرس الأميركي جون دنغل والنائب في الولاية رشيدة طليب”.
وأشار مارديني إلى وجود تنسيق وتعاون بين المركز الإسلامي وبعض المؤسسات الإسلامية الأخرى مثل “مجلس المنظمة الإسلامية في ميشيغن” والجمعية الإسلامية في أميركا الشمالية (إسنا).
وأضاف “اجتمعنا أكثر من مرة وتشاورنا في الموضوع وأصدرنا بيانا وبعثنا برسائل بريدية وصوتية إلى مكاتب أعضاء الكونغرس وبعض المسؤولين الآخرين، لإيصال صوتنا وإبلاغهم رفضنا لمثل تلك الادعاءات التي تحاول تشويه صورة المسلمين في الولايات المتحدة”.
الحاج عدنان القادري رئيس “مركز البقاع الإسلامي” في ديربورن، قال “نحن لا نوافق على ما يقوله النائب كينغ ونستنكر أقواله، وفي الحقيقة لم نتواصل ولم نتناقش مع أحد حول هذا الموضوع، ولكننا نقوم بما يمليه علينا واجبنا وديننا”. ولفت القادري إلى أن “ديننا هو دين السلام، ونحن لسنا إرهابيين ولسنا تخريبيين، ومركزنا يعمل على استقبال الناس لتأدية العبادات وتعلم مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ولا نتعاطى أية مواضيع سياسية أو غيرها”.
Leave a Reply