ديترويت – خاص “صدى الوطن”
تتابعت ردود الفعل المسنكرة للغارة التي شنتها عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) على أحد المخازن في مدينة ديربورن وأسفرت عن مقتل إمام مسلم في 28 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتوجت موجة الاستنكار في تظاهرة حاشدة أمام المبنى الفيدرالي في ديترويت نظمت الخميس الماضي.
واهتمت مجموعات تعنى بالحقوق المدنية بهذه القضية، ومنها “رابطة المحامين الوطنيين” و”تحالف ديترويت ضد عنف الشرطة” و”الحزب الأخضر في ميشيغن” وعدد آخر من المجموعات التقدمية والمسلمة التي دعت إلى إجراء تحقيق مستقل في الحادثة.
وقالت “رابطة المحامين الوطنيين” في بيان “إن جميع التقارير من السكان المحليين ومن قيادات إجتماعية تشير إلى أن الإمام لقمان أمين عبدالله (٥٣ عاما) وأعضاء المسجد الذي يقوده كانوا يعملون لتحسين أوضاع مجتمعهم، وإطعام الجوعى في الأحياء السكنية ومساعدة الشباب من ذوي الحاجات”.
وقال مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)-فرع ميشيغن وليد داود خلال تشييع جنازة عبدالله إنه عندما رفض الإمام (لقمان) الانبطاح أرضا بطلب من عناصر الـ”أف بي آي”، داخل المخزن عند تنفيذ المداهمة، جرى تسليط كلب الشرطة للهجوم عليه. وأضاف وليد أن الضحية عبدالله بادر في تلك اللحظة إلى سحب سلاحه وأطلق النار باتجاه الكلب. وعندها قام عناصر الـ”أف بي آي” بإطلاق النار عليه وأصابوه بـ 18 رصاصة. ورفض مدير الـ”أف بي آي” في منطقة ديترويت أندرو أمين تأكيد أو نفي هذه المعلومات.
وحضر جنازة عبدالله أكثر من ألف شخص ممن عرفوه وتعاملوا معه على مدى السنوات الطويلة التي كانت ناشطا خلالها في العمل الخيري داخل الأحياء السكنية للفقراء في ديترويت.
وقال نجله مجاهد كاروسيل إن كل ما فعله والده كان إطعام الناس كل يوم أحد على مدى 30 سنة. ووجه الاتهام أيضا إلى كاروسيل بالتآمر لارتكاب جرائم فدرالية.
وقال نجل آخر لعبدالله يدعى عمر ريغان إن ما حصل لم يكن فقط اغتيالا جسديا لوالدي بل اغتيال معنوي. أضاف: “إنهم يريدون القول إن المسلمين إرهابيون”. ولكي يبرروا ما أقدموا على ارتكابه. واضاف إن “كل ما يجب عليهم أن يفعلوه هو التلاعب بآراء الناس وعندها سيقول هؤلاء إنهم شاهدوها (الحادثة) على التلفزيون وسيصدقونها”.
وقال الإمام عبدالله الأمين إمام المركز الإسلامي في ديترويت الذي صلى على الجنازة إن الإمام عبدالله أصيب بعدد كبير من الطلقات في أنحاء مختلفة من جسده ونقل مراسل “بان أفريكان للأخبار” عن احد سكان الأحياء التي كان يزورها عبدالله، وهو رجل دين مسيحي في الـ 77 من عمره، قوله “إنهم قتلوا واحدا كان يقوم بإطعام الأطفال هذا ما فعلوه، لقد كانوا خائفين منه وقتلوه”.
وكانت وزارة العدل الأميركية والـ”أف بي آي” قد أصدرا بيانا بعد الغارة في ديربورن قالا فيه ان الإمام عبدالله ومجموعته المعروفة باسم “أمة” كان ينويان إقامة إمارة إسلامية في أميركا تحكمها الشريعة. وقال الـ”أف بي آي” إن لقمان رفض الانصياع لأوامر وجهت له بالاستسلام استنادا إلى مذكرة اتهام صدرت بحقه.
نعي كلب
كما نعى الـ”أف بي آي” كلبا بوليسيا قُتل أثناء تبادل لإطلاق النار في الغارة، والكلب “فريدي” حسب بيان رسمي من المكتب، “فقد حياته أثناء الخدمة، وسوف يُعاد إلى موطنه في كوانتيكو بولاية فرجينيا، وسوف يتم إنشاء نصب تذكاري له في كوانتيكو، كما سيتم إضافة اسم فريدي إلى جدار تذكاري”.
وتشير السيرة الذاتية للكلب القتيل التي نشرها “أف بي آي” مزودا بصورتين له، إلى أن فريدي من نوع مالينوا البلجيكي، ووُلد في 17 شباط (فبراير) 2007، ودخل الخدمة في أيلول (سبتمبر) 2008. وأضاف البيان “لقد قدم فريدي حياته من أجل فريقه، وسوف تظل عائلته من “أف بي آي” تفتقده”.
وقدم “أف بي آي” عنوانا يمكن إرسال أية خطابات أو بطاقات تعزية لتوصيلها إلى فريق فريدي. كما أعلن عن فتح باب “التبرع” لإنشاء نصب تذكاري للكلاب من نوع فريدي تخليدا لذكرى الكلب القتيل.
Leave a Reply