سامر حجازي – «صدى الوطن»
تلقت امرأة عربية تعيش فـي مدينة ديربورن هايتس، الأسبوع الماضي، رسالتَي تهديد تطفحان بالكراهية والعنصرية، من أحد الجيران الغاضبين من إطلاق أبواق السيارات (الزمامير) فـي الحي، بحسب ادعاء أحد الجيران الذي مايزال مجهول الهوية.
وقالت المرأة التي تعيش مع عائلتها فـي ديربورن هايتس قرب تقاطع شارعي وورن وإنكستر منذ ستة أشهر، إنها تفاجأت بوجود رسالة داخل مظروف كُتب عليه كلمة «عرب» ولم يحمل عنوان المرسل. وجاء فـي الرسالة الأولى: «رجاءً، توقفوا عن إطلاق الأبواق كل يوم وإزعاج جيرانكم. هل أنتم أغبياء إلى درجة أنكم لا تدركون كم هذا الأمر مزعج؟ أعرف أنكم «عبيد الرمال» ولا تفهمون الثقافة الأميركية لكن عليكم أن توقفوا هذا الجنون قبل أن يحدث أمر سيء لكم أو لمنزلكم. شكراً لكم». وذيلت الرسالة بعبارة «بإخلاص.. أحد جيرانكم».
وبعد مرور عدة أيام، تلقت المرأة التي رفضت الكشف عن اسمها رسالة ثانية جاء فـيها: «أوقفوا إطلاق الأبواق يا عبيد الصحراء الأغبياء. أوقفوا هذا الجنون. نحن الأميركيون نكرهكم أيها العرب. توقفوا عن إطلاق الأبواق أو موتوا. عودوا إلى بلدانكم فـي الشرق الأوسط. نحن نكرهكم أكثر مما نكره الزنوج».
وقال محامي المرأة أمير مقلد «إن المرأة وعائلتها يعيشون فـي حالة من التشوش والارتباك بعد استلام الرسالتين»، وأضاف إن أفراد العائلة يعتقدون أن سبب انزعاج ذلك الجار يعود إلى دوي جهاز الإنذار الذي أطلقته سيارة المرأة عدة مرات بشكل أتوماتيكي.
وأشار مقلد إلى أن المرأة قد قامت بعد تلقي الرسالتين بتوقيف نظام الإنذار فـي السيارة كي لا يتسبب بإزعاج الجيران.
وأضاف مقلد: «أعتقد أن العائلة قد تم استهدافها بتلك الطريقة بسبب عقيدتها الدينية». وقال: «كون المرأة ترتدي حجابا فالناس سيعاملونها تلقائيا على كونها مسلمة».
وأشار إلى أن المرأة التي تقيم مع أولادها الصغار تعيش فـي منزلها بحالة من الخوف وعدم الأمان.
وقد أخذت شرطة ديربورن هايتس التهديدات الواردة فـي الرسالتين على محمل الجد وبدأت تحقيقاتها للتعرف على المرسل، وقال رئيس شرطة المدينة لي غافـين «لقد أكدنا للعائلة أننا لن نتهاون فـي أمر تلك التهديدات ولن نتسامح مع أية سلوكيات تنتج عن الإسلاموفوبيا».
وأضاف غافـين أنه أخذ على عاتقه أمر متابعة التحقيقات فـي هذه الحادثة.
وعلق مقلد على موقف شرطة ديربورن هايتس بالقول: «إن المدينة تقف بالمرصاد للتهديدات وكافة أشكال العداء المتعلقة بالإسلاموفوبيا». كما دعا أبناء الجاليتين العربية والإسلامية إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم التساهل مع أية تهديدات يمكن أن تطالهم، وقال: «إن الكراهية ازدادت خلال الأيام الماضية وعلى السلطات المختصة أن تأخذ أي نوع من التهديد على محمل الجد».
جدير بالذكر أن التهديد والوعيد الموجه للعرب والمسلمين فـي الولايات المتحدة قد شهد ازديادا ملحوظا فـي أعقاب هجمات باريس الأخيرة، فخلال الأسبوع الماضي، قامت جندية سابقة فـي الجيش الأميركي تدعى سارا بيب باستعداء الأميركيين على مسلمي مدينة ديربورن، وذلك عبر تغريدة على صفحتها فـي موقع «تويتر»، ولكنها عادت واعتذرت عن إطلاق تلك التهديدات فـيما بعد. كما تلقت عدة مساجد فـي الولايات المتحدة تهديدات بالإحراق أو التدمير من قبل مجهولين.
Leave a Reply