لا تنه عن خلقٍ وتأتي بمثله عار عليك إن فعلت عظيم
إبدأ بنفسك عن غيها فإذا عنه فأنت حكيم
منذ بضعة أشهر وعبر الإذاعة العربية التي تبث برامجها من ديترويت الكبرى يذاع برنامج من ضمن البرامج المسيحية العديدة. هذا البرنامج يبث بعد ظهر كل يوم أحد من الساعة الرابعة والنصف وحتى الخامسة، إسم ذلك البرنامج هو «أسئلة عن الإيمان». المتحدث فيه هو القمص زكريا بطرس. هدف البرنامج حسب القمص زكريا والمذيع هو مساعدة المسلمين للعبور من ظلمة الإسلام إلى نور المسيحية. البرنامج هذا، يُذاع أسبوعاً حياً ومباشراً على الهواء، حيث يتواصل القمص زكريا من مكان ما مع المذيع الموجود في أستديو الإذاعة ويذاع أسبوعاً آخر مسجلاً عن احدى القنوات الدينية الفضائية.
في احدى الحلقات سأل أحد المتصلين حضرة القمص زكريا من أي مكان يتحدث؟ وطلب أن يعرف رقم تليفونه على الأقل، لأن فترة بث البرنامج قصيرة جداً. نصف ساعة فقط كل أسبوع. رفض القمص زكريا أن يقول من أي مكان يتحدث أو أن يذكر رقم تليفونه وذلك لأسباب أمنية وحرصاً على سلامته. المستمع لم يفهم أهو الحرص على سلامة وأمن المستمع أم سلامة وأمن القمص. الوسيلة للتواصل مع القمص زكريا هو عبر الإنترنت حيث عنده صفحة تحت عنوان: «ذا شورت شارب شوك» (الصدمة القصيرة والحادة) .
وللذين لا يعرفونه – المقدس زكريا بطرس أو الذين لم يسمعوه عبر الإذاعة فهو واحد من رجال الدين الأقباط من المحروسة مصر العربية. القمص زكريا، يتكلم بلسانٍ عربي فصيح، ولفظ رائع، جميل وسليم للكلمات المنمقة. النطق الصحيح لمخارج الحروف العربية وخلطه بين العربية الفصحى وبين العامية المصرية اللطيفة الخفيفة. تشد الأذان للإستماع إليه. خاصة إذا كان المستمع من ذلك الجيل الذي ما زالت تسحره لغتنا العربية الجميلة!
حضرة المقدس زكريا كما يناديه المذيع من الأستديو، يردد ويعيد على المستمعين هدفه وعمله سواء عبر إطلالته على التلفزيون، أو عبر برنامجه الإذاعي «أسئلة عن الإيمان» أو من خلال «صدمته القصيرة الحادة» على صفحات الإنترنت، أقول أن هدفه السامي النبيل هو خلاص المسلمين – أتباع محمد – من عبودية الإسلام والعبور بهؤلاء المسلمين الحائرين، إلى حرية المسيحية. ويتابع حضرته باللجهة المصرية أنه أتى «ليهدي دول – هؤلاء – المحتارين اللي مش عارفين يروحوا فين، واللي ما فيش عندهم الجرأة للتمييز بين الحق والباطل، والصح والغلط، واللي خايفين من سيف الإسلام المسلط على رقابهم أن هم قرروا يأخدوا القرار الصحيح للعبور من هلاك الإسلام إلى الحياة في المسيحية».
ويضيف القمص زكريا: «إنه ما عندوش حاجة ضد حد» ولا يأتي بأي أكاذيب من نفسه ووقائع مزوّرة من بنات أفكاره وإن كل ما يقوله ويذكره من براهين وحقائق دامغة لتشويه الإسلام وسمعة النبي محمد (ص). كل هذه القرائن والأقوال هي من كتب إسلامية ومكتوبة بأقلامٍ إسلامية، ويذكر العديد من أسماء الكتب الذي يستغرب السامع كيف أن القمص زكريا طلع ونزل وذهب ثم جاء حتى وجد تلك الكتب الصفراء المزورة المملوءة سموماً وتفاهة ووقائع وأقوال من خيال واضعيها وكاتبيها المرضى. وبعد كل ذلك الوقت الثمين والبحث والتدقيق حمل القمص زكريا تلك الأفكار المشوشة، والكتابات الحاقدة التافهة، ورش عليها البهار والفلفل وجاء عبر برامجه ولسانه الفصيح ومنطقه البليغ، وعلمه الواسع الشاسع، ليسلط النور اللامع على البرهان الساطع إن الإسلام: «لا دين ولا حاجة» لا شيء وأن محمد ولو تسمعه وهو يلفظ إسم مَحَمَدْ وكأنه يقول كلمة نابية مجبراً لنطقها ولا يحب ذكرها أبداً، هذا القمص يقول أن محمداً هذا إنسان فاسد فاسق لم يحب من الدنيا إلا الحرب والنساء والطعام.
أما القرآن، فهو وحيٌ شيطاني كتبه محمد بمساعدة الشيطان وراهب مرتد عن المسيحية يدعى بحيرة. فكأن لا تكفي كل هذه البراهين لإثبات هدف القمص زكريا النبيل فهو يأتي ببعض الفتيات المخلصّات التائبات، اللواتي خرجن وتم تحريرهن من ظلمة الإسلام الدامس إلى نور المسيحية العظيم، يسردن قصصهن بأسلوب ركيك وألفاظ بذيئة خالية من الذوق تشعر السامع بالغثيان والقرف. ولا يعرف المستمع بعد خلاصهن كيف هي حياتهن الآن وهل زال الحقد المرير من صدورهن، وصارت لديهم القوة للتسامح والمحبة للمجتمع المسلم الذي ظلمهن كما قلن؟
درسنا وتعلمنا من الشرائع والنصوص وأسفار الأمثال: أن الكلام صفة المتكلم. وكل إناء بما فيه ينضح. وإن الغراب الأسود قلباً وقالباً، لا ينعق إلا للخراب. وأن المستنقع الآسن الفاسد، ينزّ ماءاً آسناً تفوح منه رائحة العفونة الكريهة، مهما كان حول المستنقع من ورود وأزهار وأشجار ظليلة، وأن النحلة تحلّق فوق الجبال العالية، تتنشق الهواء العليل وترتشف رحيق الأزهار اليانعة وتجعل من ذلك الرحيق عسلاً فيه لذة وشفاءً للشاربين. وأن البعوض تطن طنيناً مزعجاً وهي تنحدر إلى المستنقع أو لتحط على الجيف الفاسدة، فتمتص السوائل العفنة وتجعلها سموماً تورث الأمراض والأوبئة. وإن الإنسان الذي ميّزه الله من دون المخلوقات كافة، ميزه بالعقل والحكمة. «ومن أوتي الحكمة أوتي خيراً كثيرا».
أقول إن الإنسان بإمكانه أن يشتم الشمس كل يوم وينعتها بالأوصاف السيئة، فلا تتوقف الشمس عن الشروق وتنير الأرض بالأشعة وتغمر الدنيا بالدفء. أيضاً بإمكان الإنسان أن يرفع يده ويرشق الشجرة المثمرة بالحجارة، ومع ذلك فالشجرة لا تتوقف عن إعطاء الثمر للجميع. وهذه الحجارة ذاتها التي نرشقُ الشجرة فيها لو رماها الإنسان في مياه النهر الرقراقة، لا تتوقف تلك المياه أن تجري وتسقي الورد والعليق. والقائتان اللتان يمشي عليهما نسل بنو آدم، هاتان القائمتان ممكن أن تسوق الإنسان إلى الوحل ويسقط فيه، وبالإمكان أن تسوق الإنسان إلى الدروب الفسيحة المؤدية إلى المروج الجميلة ونفس هاتان الرجلان، تستطيع جر حاملها إلى الحانة أو إلى بيت من بيوت الله. والذوق الذي يملكه الإنسان دون الحيوان يمكنه أن يختار من الطعام الشهي والصحي، أو يشتهي ذلك الإنسان نفسه العلف الضار لجسمه وعقله.
وزيادة على ذلك، بإمكان المرء أن يدخل مكتبة، فيختار الكتب القيّمة التي تنير العقل والقلب، وبإمكان هذا المرء ذاته أن يختار الكتب الصفراء أو السوداء ويقرأها ويجد فيها ما تشتهي نفسه المريضة – من وقائع أو أحداث مشوّهة ومبتورة، لكنها تروق له، ويحفظ كل حرف وكل كلمة نابية ويضع خطأ أحمر تحتها فيزداد تطرفاً وجهلاً وتفاهة.
ولنقترب الآن إلى الزمن الحاضر الذي نعيشه وندخل العالم الإلكتروني الواسع، عالم الإنترنت، بنقرة خفيفة ممكن أن ترى وتسمع وتقرأ من المعلومات والأخبار الجميلة الرائعة التي تبني وتفيد وتهذب الذوق الإنساني وتساعده على التمييز بين الغث والسمين. وممكن أن تدخل إلى صفحاتٍ مليئة بالتوافه، والشذوذ والعربدة ولكل ما يجر الإنسان للإنحدار إلى الفسق والفجور وعظائم الأمور والدخول في عتمة الخطيئة. وهذا اللسان الفصيح البليغ كلسان حضرة القمص زكريا بطرس، ممكن أن يستخدمه في خدمة المسيح والتحدث عنه وعن نوره المبارك الذي جاء للعالم كله، وأن يشكره ويسأله البركة والخلاص لكل المعذبين في الأرض، بدل أن يسأله في أول برنامجه وآخره أن يتكرم تبارك إسم المسيح وتمجد – بخلاص المسلمين من محمد ودينه، ويقبل دخولهم إلى ملكوت السماء.
المستمع لمحاضرات حضرة المقدس القمص زكريا بطرس يعتقد أنه يملك عصاً سحرية استخدمها لحل مشاكل هذا العالم الواسع. وبعبقريته ودراسته للكتب المشبوهة، وجد الحلول لكل ما ينقذ البشر في هذه الحياة من فقرٍ وجوع وتشرد وشذوذ وغلاء ومشاكل الاهل والطلاق والعجزة وأولاد الشوارع، ووجد الدواء الشافي المعافي لكل الأمراض السارية والمعدية والنفسية، وأفلام الفيديو الرخيصة البذيئة والفيديو كليب والتعري وزواج المثليين، وإنجاب الأولاد بدون زواج، والإغتصاب والإرهاب والإجهاض أيضا. حتى الحروب والأسلحة النووية ختمها بالشمع الأحمر، وقضى على التفرقة العنصرية والفيضانات والأعاصير ولم يبق لديه من مشاكل وهموم الدنيا سوى إخراج المسلمين من الظلمة إلى النور، وضمان ذهابهم إلى ملكوت السماء بدل الجحيم لأنه ذو قلب رهيف ورقيق ولا يرضى لهم الخلود في نار الجحيم إن هم بقوا مسلمين.
ولنسمع لحضرة القمص زكريا لنتائج بحوثه ودراساته وجهده الجهيد وقراءة الكتب الإسلامية، بأقلام إسلامية «وما فيش حاجة من عنده» نسمعه كيف «سيهدي المحتارين اللي مش عارفين رايحين فين» وجاء بلسانه البليغ وكلامه الفصيح لينشر نتائج مراجعاته للكتب الإسلامية فماذا قال: اكتشف أن محمداً هذا الذي نعت نفسه بأنه نبي الإسلام، فمحمد هذا ما هو إلا إبن زانية من الزانيات اللواتي كن يمارسن هذه المهنة في ذلك الزمان. وأنها نسبته لعبد الله الذي مات قبل ولادته بأربع سنوات. أم محمد هذه أرسلت إبنها إلى الصحراء ليتربى وينمو مع البدو الأعراب، فنشأ على الخشونة، والجاهلية وحب القتال وسفك الدماء. وكانت له – للنبي محمد – علاقة جنسية مع معزاة! وإنه كان مصاباً بمرض الصرع!
ويتابع القمص المقدس زكريا بسرد معلوماته القيّمة: بأن خديجة هي التي صنعت نبوة محمد، وإنه «ما كانش لا نبي ولا حاجة». خديجة هذه وحسب قراءات القمص زكريا، كانت أرملة نصرانية، جميلة وغنية. كانت أكبر سناً من محمد الذي أحبته وتزوجته تفضيلاً على رجال ذلك الزمان الذين كانوا يطمعون بمالها وجمالها وحسبها ونسبها، ولان خديجة كانت ذكية فوق كل ذلك. أرادت من زوجها «اللي لا يسوى ولا حاجة» حسب وصف القمص زكريا له بلهجته المصرية. أرادت أن تجعل من زوجها محمداً رجلاً: «حاجة أبهة على قد مقامها»، وتثبت للجميع حولها أنها لم تخطيء بزواجها منه وهو الفقير الحقير الأمي الجاهلي الشهواني الحيواني الذي لا يشبع من معاشرة النساء، المحب للقتال وسفك الدماء على حد قول المقدس زكريا.
ولتحقيق مآرب خديجة وطموحها هذا، استعانت بالشيطان والراهب بحيرة، وليجعل المستمعين يفهموا أكثر «ويتنوروا أكثر» من هذا العلم الفاسد الساقط، يتابع حضرة القمص زكريا: بأن الشيطان هو الوحي الذي كان يوحي لمحمد بالكلام الذي يدعى قرآن خلال نوبات الصرع التي كانت تنتاب محمد. وأن الراهب بحيرة كان يكتب الوحي هذا ويزيد عليه من أساطير الكتب السابقة والحكايا التي لم يذكرها الإنجيل أو التوراة! وإن هذا الشخص الذي يدعى محمد «الحاوي لكل هذه البلاوي» صدق التمثيلية أو اللعبة التي أقنعته خديجة بها.
فصدقه بعض من حوله من الجاهلين الأميين. وصدقوا أنه نبي، وصدقوا أيضاً أن القرآن هو كتاب من عند الله. ولكن أي الله يتساءل القمص زكريا؟ ولا ينسى حضرته أن يشرح للسامعين بلسانه الفصيح ولهجته البليغة: «أن الله بتاع المسلمين» هو غير الله بتاع المسيحيين. وأن المسيح الذي يحبه المسلمون ويوقروه هو وأمه القديسة العذراء مريم هو «إيسو»، وهو «راجل لا هنا ولا هناك» وهو غير المسيح له المجد، الذي يعبده المسيحيون. هكذا وبكل بساطة وبكل هذا السهل الممتنع من الكلام يؤكد القمص زكريا بطرس هذه الوقائع بالقول: «إله المسلمين ده إله قاسي، ظالم، فاسق، فاجر، لا يحب إلا الجنس وسفك دماء البشر والحروب والكوارث والإرهاب».
أما إله المسيحيين فهو إله المحبة والسلام والتسامح والغفران والرقة والحنان. بهذا الأسلوب وهذا الوصف، وهذا الكلام، تفضّل حضرة القمص زكريا وجاء ليساعد المسلمين الظالين بالعبور من ظلمة الإسلام إلى نور المسيحية. وهذا كل ما استطاع أن يفهمه ويستوعبه من كل الكتب من قديم الزمان إلى الآن فحمله وجاء به ليبشر به المسلمين بتغيير دينهم ويرسم لهم خارطة الطريق لصعودهم إلى السماء. وهذا هو المصباح الذي حمله حضرته ليضيء ذلك الطريق إلى الخلاص، من العبودية الإسلامية إلى الحرية المسيحية!
يتبع…
Leave a Reply