رسالةٌ من شرقٍ مصلوبٍ بين صفحاتِ التاريخ
إليكِ يا ديربورن
يحدِّثُكِ فيها عن وطنٍ فينيقيٍّ حزين
عن عرقِ الفلاّحين
ودماءِ أطفالِهِم الشاهدة على حروبِ السنين
رسالةٌ إليكِ فيها وطني الذي كانَ حبّاً
على شكلِ وطن..
لكنَّ قراصنةً سرقوه.. سماسرةً حكموه..
طغاةً دمّروه
سلبوا العصفورَ فضاءهُ
سلبوا الإنسانَ أحلامَهُ
حتّى حقّهُ في الحياةِ أهدروه..
سياسيّو الشرقِ لايعلمون.. فقط يخطبون
لمْ يتركوا أماناً ولا نوراً
لم يتركوا إلاّ عيونَ دامِعةً
رسالةٌ إليكِ من شرقٍ يحدِّثُكِ فيها عن طفلٍ يتيم
لا فضاء يأويه
لا ركنٌ في أرضٍ يحميه
يبحثُ عن وجهِ أمِّهِ بين الرصاص
وعلى طُرقاتِ الموتِ والمصير
لعلّهُ يعيدُ لحظةً من زمنِهِ الجميل
رسالةٌ من شرقٍ يخنقُهُ بارودُ الحرب
تؤرِّقُ نومَهُ هدنةُ السلام
يحدِّثُكِ فيها عن المتفرِّجين على التلفاز
وعن أرائكِ الخمول
نصفُ العالمِ العربيّ فقط متفرِّجون
لا ثقافةٌ.. لا حنينٌ..لا صوت لأحد
لا نورٌ في عيونِ أحد
لاضميرٌ عربيّ.. لا ربيعٌ عربي
لم يعدْ لدينا إلاّ خريفٌ عربيّ
وحديدٌ قاسٍ وطين..
إليكِ رسالةٌ من شرقٍ أحببتُهُ وأحبّني
هجرتُهُ وهجرَني
يشبهُ وجهَ أبي وصبيحةَ اللاّعودة إلى حضنِهِ
فيها وطني الباحث عن الأمان
على خريطةِ السرابِ العربيّ.
Leave a Reply