واشنطن – خاص «صدى الوطن»
عقدت اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز (أي دي سي) مؤتمرها السنوي الأسبوع الماضي بفندق «غراند حياة» في واشنطن بحضور عدد كبير من أبناء الجالية في عموم الولايات المتحدة، والجدير أن «أي دي سي» أسسها السيناتور جيمس أبورزق عام 1980 في العاصمة الأميركية، وهي أكبر منظمة عربية هدفها المحافظة على حقوق أبناء الجالية العربية في أميركا.
وكان الفندق الذي عقد به المؤتمر لأول مرة قد شهد صعود الوفود ونزولها في طوابقه وإنتقالهم إلى المعارض الفنية والموسيقية والمكتبات.
المؤتمر عقد تحت شعار «الحفاظ على مبادئ الحرية» جاء هذا العام متزامنا مع السنة الإنتخابية للرئيس الأميركي، ما جعل المؤتمر يطالب أبناء الجالية بضرورة تكثيف مشاركتهم الإنتخابية هذا العام، في حين جاءت أجندة المؤتمر مركزة على المواضيع الأكثر أهمية للعرب الأميركيين.
في اليوم الأول من المؤتمر الجمعة، 13 حزيران (يونيو)، ركزت «أي دي سي» على تعزيز تآلف العرب الأميركيين مع مبنى الكابيتول هيل، وهو مبنى الكونغرس، حيث رعت «أي دي سي» عملية التعريف وأقامت مأدبة غداء ولقاءات مع أعضاء الكونغرس.
وكانت فرصة حيوية أن يلتقي العرب الأميركيون بممثليهم لما لذلك من تأثير هام، إضافة إلى توصيل رسالة عبر المتحدثين في المؤتمر الذي كان بينهم السيناتور تشاك هيغل (جمهوري – نبراسكا).
وبعد حفل الإستقبال أقيمت مأدبة في الصالة الرئيسية للفندق حيث تحدث قادة من فروع «أي دي سي» في اميركا عن البرامج المنخرطين فيها، وقد تحدثت رئيسة فرع «أي دي سي» في ديترويت الكبرى المحامية منى فضل الله حيث تحدثت عن الجهود التي يبذلها فرعها مع فرع ميشيغن في سبيل تطوير الجذب الجماهيري للمنظمة. كما تحدث النائب دينيس كوسينيش (ديمقراطي-أوهايو) عن أسلوب التفكير التي تتبعه الإدارة الأميركية في تناولها لموضوعات حساسة كالحرب في العراق مؤكدة «أننا يجب أن نأخذ أميركا في الإتجاه الصحيح».
وقد ختمت الأمسية بتوزيع جاك شاهين لعدد من المنح الدراسية من مؤسسته «ماس للإتصالات» لطلبة عرب أميركيين تفوقوا في الدراسات الإعلامية.
في صباح السبت عقدت جلسات لمناقشة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وكان من بين المتحدثين داليا مجاهد محللة في معهد غالوب. تريتا بارسي رئيسة الجمعية الإيرانية الأميركية، ديفيد خير الله بروفسور بجامعة جورج تاون، وجميعهم تحدثوا عن السياسة الأميركية الخارجية، فيما تحدث آخرون عن ما يمكن أن تفعله الإدارة الأميركية القادمة لإصلاح صورة الولايات المتحدة في العالم. وتوقع البعض منهم أنه في حال إستمرت الإدارة القادمة على إنتهاج أسلوب الإدارة الحالية لبوش فإن الأمور ستظل في الخارج على ما هي عليه. ثم تطرق المتحدثون للوضع في العراق وإمكانية الحرب على إيران.
وكانت عقدت ندوة تحت عنوان «المشاركة في السياسة الأميركية» تحدث فيها من لهم إتصالات على مستوى الولايات والحكومة الفدرالية. حيث هدفت الندوة إلى تشجيع هؤلاء على زيادة مشاركتهم، فيما عقدت ندوة أخرى حول المؤلفين والكتاب العرب الأميركيين تحدث فيا ناتالي هاندال، إيفلين شاكر، سوزان معادي دراج، وسوزان أبو الهوى.
هذا المؤتمر شبيه بالمؤتمرات السابقة عرضت فيه أفلام وأخرى وثائقية، حضر بعض صناعها المؤتمر واعطوا الحضور فكرة عنها، كان من بين هذه الأفلام الفيلم الفلسطيني «أطفال (أرناز)» وكان من بين صناع الأفلام الذين شاركوا في المناقشات جوليانو مير خميس بعد عرض الفيلم على المشاهدين.
كان السفير السوري في أميركا عماد مصطفى ضيفا على المؤتمر ومتحدثا فيه حيث تطرق فيه الى حرب العراق التي اعتبرها تراجيديا للاجئين وذات تأثير إنساني على العراق والدول المجاورة، وكان جالسا في المقدمة عند الحديث عن حرب العراق أشخاص من منظمات إنسانية وحقوقية دولية من بينها منظمة أمنستي الأميركية ومنظمة اللاجئين الأميركية.
على المستوى المحلي أثارت «أي دي سي» دور الشرطة بين تطبيق قوانين الهجرة والحريات المدنية، وفي هذا تم التطرق إلى إجراءات وقوانين إستجدت في دائرة الهجرة من شأنها تنفيذ القانون بطريقة تخدش الحقوق المدنية والإنسانية خاصة حين يتعلق الأمر بتمشيط المناطق السكنية.
تحدث المجتمعون عن مشكلة دارفور حيث تحدث في هذه الندوة بروفسور عمل سنوات طويلة في السودان إضافة إلى أحد اللاجئين السودانيين وكندي من أصل عربي يعمل في منظمة لمساعدة دارفور وتناولوا جميعا موضوعات مؤثرة وهامة، وقد رفضوا فكرة التبسيط لهذه المشكلة كما يصورها الأميركيون على أنها مشكلة بين العرب والأفارقة.
ترأس النائب الديمقراطي عن ولاية ميشيغن جون كونيورز جلسة الحقوق المدنية، أشار فيها إلى الدور الذي سيلعبه العرب الأميركيون في الشهور القادمة حيث أن البلاد تمر بمرحلة حساسة، داعيا الحضور قبل تناولهم طعام الغداء إلى زيادة جهودهم للعب دور سياسي في الحياة الأميركية. أضاف «ما تفعلوه اليوم هنا حساس لما سوف تكون عليه أميركا قريبا»، وقال نحن نمر بمرحلة تاريخية وعلينا جميعا التكاتف لمواجهة هذه المرحلة. خلال المأدبة قامت «أي دي سي» بتكريم تراث «أم إل كي وآر اف كي: عقب 40 عاما»، معلنة جوائز لـ«أصدقاء الحكومة» ومحامي العام، وهي جائزة تمنح سنويا لمحامين ساعدوا «أي دي سي» خلال الأعوام الماضية. وقد تم تكريم محامين في أل أي 8 الذين أعلنوا إنتصارا عقب 20 عاما. وهذه حادثة حصلت قبل 20 عاما تم خلالها الإنتصار في المحكمة بعدم تسفير 8 مهاجرين فلسطينيين وواحد كيني، كانوا نشطاء سياسيين.
قامت «أي دي سي» بتقديم جوائز الإلتزام الأبدي للعدالة. وقد تسلم المحامي ديفيد كول الجائزة نيابة عن زملائه وشكر أي دي سي على وقوفها إلى جانب مكتبه.
اليوم الثاني من المؤتمر اختتم بتقديم جوائز لأشخاص أظهروا تعاطفا وعونا للعرب الأميركيين، حيث قدمت «أي دي سي» جائزة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر حيث منح جائزة القيادة العالمية لمساهماته في نشر الأمن والسلام في العالم العربي ونظرا لمساهماته الفاعلة في الآثار الإنسانية لتسونامي 2004 وعاصفة كاترينا في 2005، في حين منحت زوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند الجائزة الإنسانية العالمية لمساهماتها في تطوير المجالات التربوية والصحة في قطر، كلا الجائزتان سلمتا لمندوب من السفارة القطرية في حفل سبق المؤتمر بأيام.
وكان رالف نادر وهو مرشح رئاسي ألقى كلمة في المؤتمر، بعد ذلك منح جائزة روز نادر إلى مريم سعد لإسهاماتها الإجتماعية والإنسانية خلال السنوات الماضية.
أحداث يوم الأحد تضمنت جلسة بعنوان «من أفواه الضحايا» ركز خلالها على أشخاص تعروضوا لأشكال عديدة من التمييز، كان من بين المتحدثين في هذه الجلسة احدى ضحايا جرائم الكراهية وآخر تعرض لتمييز في مكان عمله، هؤلاء شاركوا الحضور بتجاربهم ثم ختمت الجلسة بأسئلة وأجوبة.
إختتام المؤتمر
اختتم المؤتمر بجلسة غداء تحت عنوان «فلسطين 60 عاما من الإحتلال» تم فيها إستضافة د. مصطفى البرغوثي سكرتير عام المبادرة الوطنية الفلسطينية وكان المتحدث الرئيسي، تحدث البرغوثي مطولا عن الحالة التي وصل فيها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة والحاجة الملحة للتغيير في المنطقة.
استغرق المؤتمر ثلاثة أيام واشتمل على عدد كبير من العناوين والأفكار وتركزت المطالبة للعرب الأميركيين على ضرورة مشاركتهم الفاعلة في الإنتخابات الرئاسية القادمة. المدير التنفيذي لـ«أي دي سي» كريم شورا قال إن هذا المؤتمر جاء في مرحلة هامة من التاريخ الأميركي وقد حقق نجاحا، وأضاف شورا «ان مؤتمر هذا العام متميز عن مؤتمرات عقدت خلال 28 عاما» من عمر «أي دي سي»، تابع «كون المؤتمر عقد في سنة الإنتخابات الرئاسية فقد بعث برسالة قوية إلى السيناتور أوباما والسيناتور ماكين، من أن العرب الأميركيين جاؤوا هنا إلى العاصمة الأميركية للتعريف بأنفسهم، سوف لن يسمحوا للآخرين بوضع صفات لهم، وسوف يكونون نشطاء وجزء لا يتجزأ من الموزيك الثقافي للأمة الأميركية».
Leave a Reply