واشنطن
قدّمت النائبة الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي رشيدة طليب، الأسبوع الماضي، مشروع قرار للاعتراف بـ«النكبة الفلسطينية» ورفض الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة.
وكتبت النائبة ذات الأصول الفلسطينية على «تويتر»، الأربعاء المنصرم: «قدّمت اليوم مشروع قرار يعترف بالنكبة حيث دُمّرت 400 بلدة وقرية فلسطينية، وطُرد أكثر من 700 ألف فلسطيني من ديارهم وأصبحوا لاجئين».
وأشارت عبر سلسلة تغريدات إلى ضرورة تعزيز حقوق الإنسان وقيم العدالة، موضحة أن الشعب الفلسطيني «يعيش منذ نكبة 1948 في ظل الاضطهاد والعنصرية»، وأن إسرائيل أُعطِيت «شيكات على بياض» لممارسة العنف.
ويُطلق مصطلح «النكبة» على عملية تهجير الفلسطينيين، من أراضيهم على يد «عصابات صهيونية مسلحة» إفساحاً في المجال أمام قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وتابعت النائبة عن ولاية ميشيغن: «يرفض الناس الاعتراف بجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل نظام الفصل العنصري في إسرائيل»، مؤكدة أن النكبة «موثقة ومستمرة حتى يومنا هذا».
وأيدت خمس نائبات أخريات مشروع القرار الذي تزامن مع الذكرى 74 للنكبة، وهن: إلهان عمر (مينيسوتا)، بيتي ماكولم (مينيسوتا)، ماري نيومان (إيلينوي)، ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (نيويورك) وكوري بوش (ميزوري)، بالإضافة إلى النائب عن نيويورك جمال بومان، وجميعهم ينتمون إلى التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي.
من جانبها، عبّرت النائبة نيومان عن شعورها بالفخر لدعم مشروع قرار من شأنه الاعتراف بالنكبة الفلسطينية.
وغردت «يشرفني أن أكون أحد الداعمين الأساسيين لهذا القرار، إذ لا يمكننا فهم الصراع الحالي دون الاعتراف بمأساة النكبة».
وأضافت «فخورة بالوقوف مع الفلسطينيين في كل مكان، ونحن ندعو إلى الاعتراف بهذا التاريخ واحترامه».
بدوره، أكد النائب بومان على أنه «لا ينبغي طرد أي شخص من منزله». وقال على «تويتر»: «اليوم، أنا فخور بأن أكون الداعم الأصلي لقرار الاعتراف بالنكبة الفلسطينية الذي يحيي الذكرى 74 للمأساة التي هرب فيها 700 ألف فلسطيني وطُردوا من منازلهم، مما جعلهم لاجئين».
اغتيال أبو عاقلة
وكانت طليب قد دعت أيضاً أعضاء مجلس النواب إلى الوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الزميلة شيرين أبو عاقلة (51 عاماً).
وحثت طليب مجدداً على «ربط المساعدات الأميركية لإسرائيل باحترامها لحقوق الإنسان» مشددة على أن إسرائيل «ترتكب جرائم حرب كان آخرها ما حدث للزميلة شيرين».
وأضافت في تصريحات صحفية: «أنا وعدد من زملائي نرفع صوتنا، والشعب الأميركي يطالب بأن يكون دعمنا المالي لنظام الفصل العنصري في إسرائيل مشروطاً باحترام حقوق الإنسان، لا نريد عملية قتل أخرى».
وأشارت خلال حديثها إلى أن «حادث اغتيال شيرين أبو عاقلة قد فضح الجرائم التي ترتكبها إسرائيل».
وأردفت «لا نريد عملية قتل أخرى، سواء تعلق الأمر بشيرين وهي مواطنة أميركية، أو للشاب الآخر الذي اعتُقل وعُذِّب على يد نظام الفصل العنصري» (في إشارة إلى الشهيد الفلسطيني وليد الشريف الذي استشهد متأثراً بإصابته داخل المسجد الأقصى في الجمعة الثالثة من شهر رمضان الماضي).
ونوهت رشيدة إلى أن العديد من أفراد الشعب الأميركي تواصلوا معها لتأكيد ضرورة إيقاف الدعم غير المشروط لإسرائيل، كونه «يشجعهم (الإسرائيليين) على ارتكاب مزيد من العنف والقتل».
في السياق، أطلق عضوان من الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي حملة لجمع توقيعات أعضاء المجلس لمطالبة مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) بفتح تحقيق في جريمة اغتيال أبو عاقلة بصفتها مواطنة أميركية.
وطلب العضوان أندريه كارسون (إنديانا) ولو كوريرا (كاليفورنيا)، من وزير الخارجية أنتوني بلينكن توضيح ما إذا كان مقتل أبو عاقلة ينتهك أي قانون أميركي، بصفتها مواطنة أميركية تعرضت للاغتيال في الأراضي المحتلة.
وجاء في الرسالة: «نرحب بالتحركات والبيانات التي صدرت حتى الآن من الولايات المتحدة ودعم وزارة الخارجية لتحقيق معمق من الحكومة الإسرائيلية»، في إشارة إلى البيانات الأميركية التي عبرت عن القلق وطالبت بالتحقيق. إلا أن الرسالة تقول: «في ظل الوضع الهش بالمنطقة والتقارير المتضاربة التي تحيط بوفاة أبو عاقلة فإننا نطالب وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) بالإعلان عن تحقيق بوفاة أبو عاقلة. ونطلب من وزارة الخارجية تأكيد ما إذا تم خرق أي قوانين تحميها كمواطنة أميركية».
وأضافت الرسالة: «كأميركية، تستحق الآنسة أبو عاقلة الحماية الكاملة التي يحصل عليها المواطن الأميركي المقيم في الخارج. ونحن الموقعين أعضاء الكونغرس نحث على التمسك بقيمنا التي قامت عليها أمتنا، بما في ذلك حقوق الإنسان والمساواة للجميع وحرية التعبير. وعلينا واجب حماية الأميركيين المراسلين من الخارج، ونتطلع لردكم المناسب”.
يُذكر أن أبو عاقلة –التي تعمل في قناة «الجزيرة» منذ 25 عاماً– اغتيلت برصاص قنّاص إسرائيلي أثناء توجهها لتغطية اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين شمالي الضفة الغربية، يوم 11 أيار (مايو) الجاري.
واعتدت شرطة الاحتلال الجمعة الماضي على المشيعين لجثمان أبو عاقلة، وكاد أن يسقط نعشها، وأحدثت المشاهد صدمة وشجباً عالمياً.
غير أن موقف بلينكن من الاعتداء الإسرائيلي على جنازة أبو عاقلة الذي وصفه بـ«التدخل»، قوبل بعدم ارتياح في أوساط الديمقراطيين التقدميين، حيث كتب مات داس، المستشار البارز لشؤون الخارجية للسناتور المستقل عن فيرمونت، بيرني ساندرز، متسائلاً: «تدخل؟ لقد هاجموهم وضربوهم وكان يجب على وزير الخارجية قول هذا بوضوح».
معركة انتخابية
طليب التي تعتبر من أبرز وجوه التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي، تخوض هذا العام منافسة انتخابية شرسة للاحتفاظ بمقعدها في الكونغرس بعدما قررت الترشح لولاية ثالثة من سنتين، عن «الدائرة 12» وفق الخرئط الانتخابية الجديدة.
وتواجه طليب في السباق التمهيدي للديمقراطيين، مطلع آب (أغسطس) المقبل، كلاً من كيلي غاريت وشانيل جاكسون وجانيس وينفري التي تتولى منصب الكليرك في مدينة ديترويت وتتمتع بحظوظ جدية.
وستتأهل الفائزة منهن لمواجهة الفائز من السباق الجمهوري الذي يضم كلاً من ستيفن أليوت وجيمس هوبر وحسن نعمة، علماً بأن الناخبين في «الدائرة 12» يميلون تقليدياً إلى الديمقراطيين.
يشار إلى أن مدينتي ديربورن وديربورن هايتس، ذات الكثافة العربية، تقعان ضمن الدائرة الجديدة التي تم اعتمادها نهاية العام الماضي، وتقع بمعظمها في مقاطعة وين، حيث تضم إلى جانب الديربورنين، كلاً من ليفونيا، ريدفورد، غاردن سيتي، إنكستر، وستلاند ومعظم غرب ديترويت، بالإضافة إلى مدينة ساوثفيلد في مقاطعة أوكلاند وبعض المجتمعات الصغيرة المجاورة لها، مثل بيفرلي هيلز وفرانكلين وبينغهام فارمز ولاثروب.
Leave a Reply