لوس أنجلوس، واشنطن – تمتلئ قائمة الأفلام السينمائية التي تستعد هوليوود لعرضها في صالات السينما على عدد غير مسبوق من الأعمال المستوحاة مما دأبت الإدارة الأميركية على تسميته بالحرب على الإرهاب.اللافت للنظر أن غالبية الأفلام الجديدة تعكس التراجع الشعبي المتزايد للحرب على العراق وأفغانستان.فمع حلول الذكرى السابعة لهجمات 11 أيلول (سبتمبر) التي تصادف الشهر المقبل، تعرض العديد من صالات السينما بالولايات المتحدة فيلم «في وادي إيلا» الذي يروي قصة مقتل جندي أميركي عاد من العراق.ويحمل الفيلم توقيع المخرج الكندي بول هاغيس الحائز على جائزتي أوسكار عن فيلم «تحطم» عام 2006.وهناك أيضا فيلم يبرز مأساة الحرب على العراق بعنوان «قد رحلت غريس» الذي قوبل بترحاب منقطع النظير بمهرجان «سان دانس» الأخير.ويروي هذا الفيلم الذي يلعب دور البطولة فيه الممثل المعروف جون كيوزاك قصة جندي قتلت زوجته أثناء الخدمة في العراق.وقال كيوزاك «إن هذا الفيلم سيثير اهتمام الجمهور لأنه يكشف ثمن هذه الحرب من الناحية الإنسانية».وأراد كيوزاك أن يؤدي هذا الدور ردا على قرار وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عدم بث صور لوصول نعوش جنود قتلوا في العراق.ومن الأفلام الأخرى المستوحاة من الحرب على الإرهاب، فيلم من بطولة توم كروز وميريل ستريب وروبرت ردفورد بعنوان «أسود مقابل الحملان» الذي يتناول خلفية سيناريو سياسي وعسكري بعد هجمات أيلول.وتؤدي الممثلة ريس ويذرسبون، الحائزة على جائزة أوسكار، دورا في فيلم «احتجاز» كزوجة عالم كيمياء مصري الأصل يتعرض للخطف ويعتقل في أحد السجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي).ويرى داريل ويست الخبير في العلوم السياسية في جامعة براون بمدينة رود آيلاند أن هذا الكم الهائل من الأفلام وما تضمنته من انتقادات حادة للحرب على العراق تعكس تراجع شعبية هذا النزاع حاليا في صفوف الأميركيين.وأشار ويست إلى أن هوليوود تدرك جيدا تعاظم المعارضة الشعبية للحرب عامة وبالتالي تعرف أنه الوقت المناسب لتقديم هذه النوعية من الأعمال السينمائية.وينضم السيناريست السينمائي مارك بول إلى هذا الرأي بالقول إن هذا النوع من الأفلام يمكن أن يكشف جوانب الحرب التي لا يغطيها الإعلام.أما رئيس تحرير موقع «موفيز» الإلكتروني المتخصص بالسينما لو هاريس فيعتقد أن نجاح هذه الأفلام سيكون مرهونا بقدرتها على نيل إعجاب الجمهور.وخلص هاريس إلى القول «إذا كان الفيلم مليئا بالرسائل السياسية فإن الجمهور لن يكترث لمشاهدتها لأنه في نهاية المطاف يفضل الأفلام الترفيهية».الأميركيون والكونغرسوفي سياق متصل كشف استطلاع للرأي في الولايات المتحدة أن معدلات تأييد الأميركيين للكونغرس قد وصلت للمرة الثانية أدنى مستوى لها خلال أكثر من ثلاثين عاما؛ حيث قالت نسبة أقل من خُمس الأميركيين إنهم راضون عن أداء الكونغرس. وأظهر الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة «غالوب» الأميركية المتخصصة في استطلاعات الرأي العام، أن 81 بالمئة فقط من الأميركيين راضون عن أداء الكونغرس، فيما عبر 76 بالمئة عن عدم رضاهم.وقالت مؤسسة «غالوب»، إن هذه المعدلات تُعد الأقل منذ بدأت «غالوب» في استطلاع آراء الأميركيين بشأن الكونغرس في عام 1974.ولم يتم تسجيل مثل هذه النسبة سوى في آذار (مارس) من عام 1992، عندما واجه الكونغرس واحدة من فضائحه في ذلك العام.كما سجلت استطلاعات الرأي نسبة مشابهة، لكنها أعلى قليلا، بلغت 19بالمئة وذلك خلال أزمة الطاقة التي حدثت في صيف عام 1979.تجدر الإشارة إلى أن تقييم الأميركيين لأداء الكونغرس كثيرا ما يكون سلبيا؛ حيث كانت أغلبية استطلاعات الرأي بشأن رضا الأميركيين عن الكونغرس أقل من 50 بالمئة.وكانت أعلى نقطة وصل إليها مستوى رضا الأميركيين عن أداء الكونغرس هي 48 بالمئة، وذلك بعد شهر واحد من أحداث 11 أيلول عام 2001، حيث احتشد الأميركيون في ذلك الوقت وراء حكومتهم الفيدرالية وسلطتهم التشريعية.ومنذ ذلك الحين أظهرت معدلات تأييد الأميركيين للكونغرس نفس الانخفاض الذي تُظهره استطلاعات الرأي الخاصة برضا الأميركيين عن أداء الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش.حيث أظهر آخر استطلاع للرأي أجرته «غالوب» أن 32 بالمئة فقط من الأميركيين راضون عن أداء بوش في منصبه، وهي نسبة تقل كثيرا عن معدلات التأييد التي حظي بها في أيلول 2001، حيث بلغت 90 بالمئة في ذلك الوقت.وكان مستوى رضا الأميركيين عن أداء الكونغرس قد ارتفع قليلا أوائل هذا العام، عندما انتقلت الأغلبية في الكونغرس من الجمهوريين إلى الديمقراطيين، في أعقاب انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) 2006.ففي كانون الثاني (يناير) 2007 وصل مستوى تأييد الأميركيين للكونغرس إلى 35 بالمئة، وهو ما مثل ارتفاعا كبيرا في ذلك الوقت عن استطلاع أُجري في كانون الأول (ديسمبر) 2006، وأشار إلى نسبة 21 بالمئة فقط.وكانت هذه هي تقريبا أقل نسبة في مستوى رضا الأميركيين عن الكونغرس طوال 21 عاما تقريبا، هي فترة سيطرة الجمهوريين على الكونغرس منذ 1995 إلى 2006.لكن مؤسسة «غالوب» قالت في تحليلها لنتائج الاستطلاع، إن «شهر العسل» للكونغرس الديمقراطي الجديد كان قصيرا؛ حيث هبط مستوى رضا الأميركيين عن الكونجرس إلى أقل من 30 بالمئة في آذار (مارس) 2007، ثم هبط الآن إلى نسبة أقل مما كان عليها قبل سيطرة الديمقراطيين.يُشار إلى أن هذا الاستطلاع أجرته مؤسسة «غالوب» من خلال مقابلات عبر الهاتف، على عينة عشوائية شملت 1019 من الأميركيين البالغين، وتم إجراؤه في الفترة من 13 إلى 16 آب الجاري.
Leave a Reply